أربعة ملفات على مائدة القمة العربية بمثابة ألغام تشكل تهديدا لنجاح القمة المنعقدة بعد أيام فى العاصمة الأردنية عمان.
أول الألغام الملف السورى الذى يشكل مصدرا لحالة الانقسام والتوتر بين الدول العربية الفاعلة فى المنطقة، فالسعودية وقطر ودول المغرب العربى تصر على عدم عودة سوريا إلى عضوية الجامعة العربية، طالما الأسد ما زال فى السلطة بينما باقى الدول العربية، وتقودها مصر تريد عودة سوريا إلى الجامعة بغض النظر عن وجود الأسد فى السلطة أو خارجها، على اعتبار أن سوريا من الدول المؤسسة للجامعة العربية وحرمانها من العضوية أخرجها من منظومة العمل العربى المشترك وحولها من مشكلة عربية إلى اقليمية وأممية، وشجع أطراف خارجية فى التدخل فى شئونها فخرجت من عباءة الجامعة لتدخل فى عباء الأمم المتحدة، وأصبحت قضية أممية بامتياز أرسل لها مبعوث أممى يتفاوض مع أطراف الأزمة ويعقد مؤتمرات بينهم للتوصل لتسوية للنزاع الذى قتل الآلاف وشرد الملايين.
تتوقع مصادر مطلعة ان أنصار عودة سوريا الى الجامعة قد ينتصرون فى معركتهم وخاصة بعد اقتراب الاسد بمساعدة روسيا وايران وحزب الله من الحسم والسيطرة على كامل سوريا، ما فرض واقعا جديدا على الساحة قد يدفع المتشددين فى مسالة عودة العضوية الى التراجع والاستسلام للامر الواقع.
ويشكل الملف الليبى اللغم الثانى حيث عجزت الجامعة العربية على التوصل إلى إنهاء الحرب الدائرة هناك والتوصل لحلول سلمية بتسوية سياسية وفقا لاتفاق الصخيرات بتشكيل حكومة وحدة وطنية توافيقية، واعتبار برلمان طبرق الهيئة التشريعية، وتأسيس مجلس أعلى للدولة ومجلس أعلى للإدارة المحلية وهيئة لإعادة الإعمار وأخرى لصياغة الدستور ومجلس الدفاع والأمن، ورغم الجهود الحثيثة التى يقوم بها المبعوث الأممى مارتن كوبلر لإنهاء الأزمة الليبية إلا أنه حتى الآن لم يتمكن من تهدئة الإجواء والتوصل إلى توافق ليبى قائم على الثوابت الوطنية.
ورغم استضافة القاهرة منذ شهور اللاعبين الأساسيين فى الأزمة وتم الإعلان عن مبادئ القاهرة القائمة على الحفاظ على السيادة الليبية والجيش الليبى، إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة نتيجة للانسداد السياسى وحالة انعدام الثقة بين الخصوم السياسيين.
وحاولت الجامعة العربية ان تدلو بدلوها من خلال تعيين مبعوث عربى لليبيا وهو السفير التونسى فى القاهرة ومندوبها الدائم صلاح الدين الجمالى الذى التقى فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبى، للتوصل إلى حلول يتم التوافق حولها من أجل طرحها على القمة ولا تزال ليبيا تعانى الفوضى، حيث يوجد بها حكومتان وبرلمانان فى طبرق وطرابلس.
والملف الثالث وهو الأكثر أهمية هو ما تريده الإدارة الأمريكية الجديدة بنقل سفارتها إلى القدس بدلا من تل أبيب، حيث لا تواجه بعض الدول العربية أي غضاضة فى ما تسعى إليه أمريكا وأن لم تعلن موقفها فى العلن بينما توجد بعض الدول ترى أن نقل السفارة الأمريكية خط أحمر سيثير التوتر من جديد فى المنطقة، ومن المتوقع أن تعلن القمة رفضها الكامل لتوجهات الرئيس الأمريكى المدعوم باليمين المتطرف فى حكومة نتنياهو.
وتعتبرالمصالحة بين الحكام العرب المختلفين فى الكثير من التوجهات السياسية المتعلقة بالمشهد العربى المهترئ أهم الملفات والألغام وهو ما يسعى جاهدا عمله الأمين العام قبل انعقاد القمة لتخرج بصورة لائقة.