بقلم: إيمان وهمان
نهال فتاة من القاهره نشأت فى حى الزمالك وهو من أرقى أحياء القاهرة في أسرة ميسورة الحال وهى الابنة الوحيدة لأب وأم يعملان فى سلك التدريس بالجامعة وبالطبع نشأت وسط رعاية وجو أسري دافئ .. تربت على العادات والتقاليد المصرية، كانت متفوقه دراسيا انهت دراستها الجامعية بكلية الهندسة بتفوق وتم ترشيحها للسفر إلى أمريكا للحصول على الماجستير رحب ابويها بفكرة السفر خاصة ان نهال لم تكن ترغب فى الزواج مبكرا حيث تقدم لها كثير من الخطاب سواء من العائلة او من خارجها لكنها كانت ترفض بحجة انها مهتمه بمستقبلها العلمى و العملى.
سافرت نهال واستقرت فى ولاية أتلانتا .. جورجيا بالتحديد لم تجد اى صعوبة فى الحياة والدراسة في امريكا فهى تمتلك اللغة والعلم كذلك لديها لباقه وحس اجتماعى مكنها من عمل صداقات مع زملائها احبها الجميع خاصة أنها كانت متميزة دراسيا وهادئة الطباع مرت الايام والشهور هادئه وكانت تحرص يوميا على الاتصال بوالديها لكى تطمئن عليهم .. جاء يوم الاحتفال بعيد تحرير أمريكا وخرج الاصدقاء معا لتناول الغداء فى البارك كعادة الامريكان فى هذا اليوم والاستمتاع بالشواء فى الحدائق العامه حضر مجموعة من الجيران والأصحاب تعرفت على شاب يبدو من مظهره انه شخصية محترمة واتضح انه مصرى يعمل مهندس في شركة كبيرة أعجب سعد بها و بهدوئها وبدأ فى رحلة تعارف ..
بدأ سعد يتحدث معها تليفونيا وأبدى رغبته فى الارتباط بها .. أخبرت نهال والديها عن سعد وانها معجبه به بنجاحه في عمله شرحت لهم كل ظروفه وبالفعل تم التعارف بين سعد واهلها تليفونيا واتفقا على عقد القران بالقاهرة عن طريق ارسال توكيلات حيث أن ظروف العمل والدراسة لن تسمح لهم بالنزول وبالفعل تم كل شيء بسرعة وتم عقد القران وبعدها بثلاث اشهر حضرت ام نهال الى امريكا لحضور الزفاف وكانت العائلة في قمة السعادة وخاصة ان نهال كانت تبدو كالملائكة فى ثوب الزفاف .. ولقد اتفق سعد مع والدها على أنهم فى اول اجازة يقوم بفرش الشقة التى يمتلكها فى القاهره .. انتهى شهر العسل وانتهت معه كل الايام الحالمة
سعد امه تحضر كل ستة اشهر من اجل انهاء اجراءات الجرين كارد و الجنسيه اكتشفت نهال الفارق الشاسع فى المستوى الاجتماعى بينهما حاولت جاهدة أن تقرب المسافات لكنه لم يساعدها وحين حضرت والدته بدأت تمارس دور الحماة وتفرض سيطرتها على حياتهما وكان هو ينصاع إلى أوامر امه تحملت نهال بصبر شديد المشاكل التى تفتعلها أمه وكذلك ردة فعله العصبية ونرفزه لانها تربت على احترام الزوج وكذلك احترام أمه التى كانت تفتعل المشاكل معاها وفى احدى زيارات امه اهم احضرت معها صوره كبيره لها فى برواز عملاق كتلك الصورة التى كان يضعها يحيى شاهين فى ثلاثية نجيب محفوظ واصرت ان تضعها فى الصالون اعترضت نهال فى بادىء الأمر لكن سعد وأمه هاجموها بشدة حتى رضخت إلى أمر أمه ووضعت الصورة مرغمة أنهت نهال رسالة الماجستير والتحقت بعمل فى احدى الشركات ثم رزقها الله بمولودها الأول آسر لم يكن سعد الزوج المتعاون بل على العكس كانت هى من تتحمل مسؤولية البيت بالكامل و رعاية المولود وكذلك رعاية امه حين تحضر بالإضافة إلى عملها .. بدات المشاكل تدب بينهم بسبب وبدون سبب وكان أحيانا يتطاول عليها ويضربها وكل ما تفعله نهال البكاء لم تكن تحكي لأهلها خوفا عليهم كذلك كانت تحاول الحفاظ على الحياة الأسرية من أجل ابنها ايضا لانها تربت على أن الطلاق فى العائله مستحيل وعيب وولاد الاصول لابد ان يتحملوا
اتفقت نهال وسعد مع مجموعة من الأصدقاء للذهاب في رحلة كانكون فى المكسيك خمس ايام ولكنه اصر ان يتم تأجيل الرحلة حتى تحضر أمه وبالفعل حضرت الام وذهب الجميع ومر اول يوم بسلام ولكن انفردت الام بابنها وظلت تشتكي له من نهال وانها لا تبتسم فى وجهها ولا تهتم بها كما يجب على الرغم ان نهال هى من ترعى العائلة والطفل وتهتم بكل ما يخص سى السيد وأثناء عودتهم الى الفندق وبعد أن ركبت الام ووضعت نهال الطفل فى السيارة لكي تستقل معهم السيارة وفي موقف غريب يخلو من كل معاني الرجولة والشرف انطلق سعد السياره وتركها فى الطريق فى بلد غريب فى منتصف الليل وكالعادة ظلت تبكى وتصرخ الى ان راها صديق كان معهم فى الرحلة هو وزوجته فى طريق عودتهم وصحباها معهم الى الفندق .. وهناك حدثت مشاجرة بينها وبين سعد وأمه وتطاول عليها وصفعها امام صديقه وزوجته لم تحاول الام تهدأت ابنها بل على العكس اتهمتها بانها السبب فى كل ماحدث لأنها لا تحترم امه . فى اليوم الثانى تكلم معه الاصدقاء بأن تصرفه غير لائق مع زوجته وام ابنه وذهب اليها واعتذر عما بدر منه وإذا ووالدته تصرخ فى وجهه بانها سوف تركبك وتصبح الكلمة العليا لها لابدان تكون رجل معها وتروضها كما ينبغى
مرت الحياه بينهما على هذا المنوال وهى المهندسة بنت الأصول التى تتحمل من اجل الحفاظ على الاسرة ودائما عند محادثة والدها لها تليفونيا كلما ضاق بها الحال واشتكت له أن عليها بالصبر وحسن المعاملة وأنه بكره يعقل .. حملت نهال للمرة الثانية وفى الشهر الخامس من الحمل حدث لها نزيف وتم نقلها على أثره للمستشفى واتضح أنه يوجد عيب فى المشيمه وعليه ف حياتها مهدده كما اخطرها الاطباء وتحتاج للراحة التامة والا سيحدث ما لا يحمد عقباه وبدلا من أن يتعاطف معها سعد أهملها وكان يطلب منها ان تذهب لوحدها للتسوق الاسبوعى للمنزل ومعاها ابنها بالرغم من ان الدكتور مانعها من الحركة والسواقه وبالفعل وهى فى السوبر ماركت حدث نزيف فظيع وتم نقلها للمستشفى وتم وضعها فى العناية المركزة إلى أن استقرت الحالة وقرر الأطباء لابد أن تكون تحت الملاحظة حتى ميعاد الولادة لأنها تعانى من انخفاض حاد فى ضغط الدم كذلك تعرضت لنزف كثير من الدماء ظلت بالمستشفى شهران في تلك الفترة حضرت أمه لرعاية سعد الذي كان يزورها نص ساعه كل يومين وكانت تلح عليه فى احضار ابنها لتراه وكانت أمه تقول لها بلاش دوشه ابنك فى الحضانة وفي اول الاسبوع الثامن حدثت مضاعفات واضطر الأطباء إلى عمل عملية الولادة ورزقها الله بنور الذي يشع وجهه نور مثل نور القمر وظلت بعدها فى المستشفى وتم وضع الطفل في الحضانة لمدة ثلاث أسابيع .. بعد خمس شهور استعدت نهال لزيارة أهلها وهو كذلك وكانت المرة الأولى التي يرى فيها والدها وقبل سفرهم الى مصر كانت تتابع حالة المولود الصغير مع طبيب وأخطرها أن الطفل ربما يكون عنده مشاكل صحية ولم يحدد لها نوع المشاكل
وفى الطياره اخطرها ان امه باعت شقتها ونقلت كل مقتنياتها الى شقتهم واستقرت بها وأن عليهم قضاء الأجازة فى بيت اهلها طبعا حدثت مشاجرة بينهما لانه اخد الموضوع ببساطه وايه يعنى .. بعد ان مر اسبوع من وصولهما توجها لطبيب اطفال مشهور في القاهرة يطلب عمل اشعة مقطعية على مخ طفلهم نور وبعض التحاليل وجاءت النتيجة ليخبرهم بأن الطفل مصاب بشلل دماغى ونتيجته ستكون شلل رباعي وبدل من ان يواسيها ويدبر الأمر معاها اتهمها بأنها المسؤولة عما حدث للمولود وانهال عليها بالسباب وانه لايرغب فى وجود طفل معاق فى حياته وان ده انتقام ربنا منها لانها اكيد عملت حاجات غلط فى حياتها
انتهت الاجازه نهايه مأساويه وعادوا إلى أمريكا ولكن العلاقة بينهما ازدادت سوءاً فلم يعد سعد يتكلم مع نهال أبدا غير أنه يكيل لها الاتهامات والسباب بسبب وبدون سبب كانت نهال دائما خايفه منه فكل شيئ باسمه حتى التليفون التى تمتلكه حتى السيارة التي اشترتها بمالها كتبها بأسمه لانها لم تكن تمتلك في ذلك الوقت الكريديت اللازم لشراء سياره كذلك لم تكن تعمل لظروف الحمل ورعاية الطفلين بالإضافة إلى طفل يحتاج رعاية خاصة ومصاريف كبيرة حيث ان دخل الاب كبير والطفل لايتمتع بالتأمين الصحى الشامل كل هذا جعلها تتحمل إلى أن جاءها يوما يخطرها ان احد زملائه فى العمل تزوج بطبيبه دخلها السنوى يتعدى ربع مليون دولار وهى وابنها عبء عليه ولابد لها من البحث عن عمل وإلا سيكون الانفصال حتمى لا محالة
فى تلك الاثناء مرض الطفل الصغير بالتهاب رئوى حاد وتم حجزه هو ونهال بالمستشفى وكان في شهر رمضان ونهال رغم كل التعب والارهاق صائمه وعندما سمحوا لها بالخروج من المستشفى حضر سعد وهو فى شدة الغضب لأنها لم تقم بغسل ملابسه و اتهمها بالإهمال وانها زوجه فاشله وصرخ فى وجهها كالعادة حاولت أن تشرح له أنها بابنه فى المستشفى وهى أيضا مرهقه تعاني من انخفاض في الضغط وهو مستمر في الصراخ إلى أن وصلا للبيت وتطور الأمر فضربها وكانت ترتدى الحجاب شد طرفه و لفه حول عنقها يريد ان يخنقها وطفلها الكبير يصرخ ويبكى فى ذعر وهى لا تستطيع ان تتنفس وتحاول أن تدافع عن نفسها ولكنه كان قوي البنية فلم تستطع إلى أن أصيبت باختناق وفقدت الوعى فتركها بدم بارد و قمة النذالة وخرج غير عابئ بها أو بأطفاله لقضاء الليل مع اصدقائه
حين افاقت تمالكت اعصابها وطلبت البوليس، حضر رجال البوليس وهو خارج البيت وشرحت لهم الأمر فطلبوا منها ان تذهب الى المحكمة لتحرير تقرير عدم تعرض لها وبما ان اليوم اجازة فيوجد مكتب خاص يساعدها حتى تستطيع ان تستخرج أمر رسمي بعدم التعرض واخراجه من المنزل .. عاد زوجها فوجد البوليس فى انتظاره تحدث مع البوليس بكل ادب وحاول أن يوهمهم انها مشاكل زوجيه عاديه لكن البوليس اصر على ان يخرجه من البيت و مكنها من البيت هى وأطفالها .. وكان هذا اليوم بدايةً لسلسلة من المشاكل والقضايا والمحاكم وأقسام البوليس
طبعا جن جنون الزوج واتصل بأهلها يهدد ويتوعد كيف تجرؤ على أن تطلب له البوليس والغريب ان الاصدقاء المصريين الذين حضروا واقعة الضرب الأولى هاجموها بحجة انه لا عادتنا ولا تقاليدنا تسمح بالاتصال بالبوليس وكان عليها أن تتحمل !! فسألتهم اتحمل حتى يقتلني ؟؟ وبالطبع كان اتصالها بالبوليس حجة لأمه حتى تنهال عليها بالسباب وتكيل لاهلها سيلا من الشتائم لانها لا تحترم زوجها ولا تحترم العادات والتقاليد
مرت نهال بحالة نفسية ومرضية وفقدت الكثير من وزنها كذلك تعرضت لنوبات من الترجيع لم تكن تعرف لها سببا و توجهت الى جهاز العنف الاسرى وكذلك مركز الخدمة الاجتماعية والحقيقه ساعدوها كثيراً وجعلوها تتخلص من حالة الخوف والرعب التى تنتابها حينما تفكر فى الطلاق .. بعد أسبوع من تلك الواقعة مرضت مرض شديد وعلى اثره نقلت للمستشفى واتضح انها اصيبت بجلطه فى الرقبة نتيجة للعنف الذي استخدمه معها وتم عمل محضر وتقرير طبي بالحالة وذلك عملا بنصيحة مركز الخدمة الاجتماعية
لم يتوقف سعد عن تهديده لها وذهبا معا للمحكمة وفي المحكمة حصلت على حكم بعدم التعرض لها نهائيا وحاول الاعتداء عليها فى جراج المحكمة ولم تتمكن من الخروج إلا بمساعدة البوليس وشرحت كل الوقائع للقاضي الذي كان متعاطف معها جدا خاصةً بعد سماع شهادة الشهود من العنف الاسرى والطبيبة النفسية المعالجة الابن الاكبر الذى أصيب بالذعر نتيجة لما شاهده من اعتداء والده على أمه.كذلك التقرير الطبى .. والغريب انه احضر تقرير طبي بأنها حاولت الاعتداء عليه وضربه لكن المحامية التي وكلتها لها المحكمة قارنت بين قوته البدنية وقوتها وطبعا اتضح كذب ادعائه وحكم لها القاضى من التمكين من المنزل وأربعة آلاف دولار رعاية شهرية لها وللأولاد وكذلك اصدر امر نهائى بعدم التعرض لها تحدثت نهال مع اهلها وشرحت لهم الوضع بالتفصيل وانها ترغب فى الطلاق فقد تعلمت الدرس وانه ممكن لبنت الاصول ان تدافع عن نفسها وحقها وتحصل على حريتها اخيرا اقتنع والدها خاصة بعد الصدام الذى تم بين سعد وأمه مع أهلها وقامت برفع قضية تطلب الطلاق ولكنه هو الآخر قام برفع قضية استئناف للحكم الذي يصدره القاضى لها ووكل ثلاثة من كبار المحامين تقاضوا أكثر من مائة الف دولار ودافع عن موقفه بأن العادات والتقاليد المصرية والإسلامية تتيح للزوج ضرب زوجته إذا أساءت معاملته وطعن فى التقرير الطبى وقال انه بعد واقعة الضرب باسبوع والحقيقه المحامين استغلوا كل الثغرات وكان القاضى منحازاً جانب الزوج اكثر فخفض مبلغ الحضانه الى الفين دولار فقط وسمح له برؤيه الاولاد نهاية كل اسبوع .. فى اول اسبوع تم تسليمه الاولاد فى جراج قسم البوليس وكانت نهال فى حالة رعب على الطفل الثانى و ارسلت له ايميل لكى تطمئن على الولد وتشرح له مواعيد الأدوية وكيف يرعاه لكنه اخذ الايميل ورفع ضدها قضية تحرش الكترونى كل هذا من باب الإرهاب فقط وطبعا كانت قضيه فاشله .. لم يكتفى بذلك بل يهددها كل يوم بانه سوف يسحب منها السياره لانها باسمه والتليفون وهى جاهدة تناضل من اجل ان تقوم بنقل ملكية كل ما يخصها باسمها حاولت ان تجد عمل فهى حاصلة على الماجستير وبالفعل وجدت فى شركة كبيرة لكن اشترطوا عليها أن تخلع الحجاب وترتدى باروكة لكنها رفضت .. وحتى الان مازالت القضايا بينهم كثيرة، وهو يتفنن فى ايذائها بكل الطرق معنويا وماديا ونفسيا وهي تأمل في أن تحصل على الطلاق كذلك تبحث عن عمل ولكن بعد انتهاء وباء الكورونا
في آخر حديث لي مع نهال طلبت منى و بالحاح ان انبه الآباء أن يربوا أولادهم على الدفاع عن انفسهم وخاصة البنات ليس على الإيجابيات فقط .. خوفها أضاع حقها وانسانيتها والقيم التى تربت عليها هى من جعلت هذا الرجل يهين كرامتها ويجرحها ولم تستطع ان تدافع عن حقها كإنسانة ولا تعامله بالمثل لأنها ببساطة كما علمها اهلها انت بنت ناس ومتربية
واخيراً والي ان نعلم ما تخبئه لها الأيام أوصيكم لوصيتها من الاكيد ان نعلم ونربي اولادنا علي اصول الدين والأخلاق ولكن ايضا يجب ان ننير لهم بصيرتهم ونعرفهم حقوقهم وواجباتهم وكيفية الحصول عليها