تُظهر التوقعات أن الزيادة في إنتاج النفط الخام الأميركي ستطمس تخفيضات إنتاج أوبك الرامية لإعادة التوازن إلى السوق بنهاية العام المقبل مما يقوض جهود المنظمة في الوقت الذي يزيد فيه منتجو النفط الصخري مستوى الإنتاج بغض النظر عن بيئة السعر.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط بلغ 11.6 مليون برميل يوميا في أحدث أسبوع وهو ما يقل قليلا فحسب عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 11.7 مليون برميل يوميا.
وإذا زاد الإنتاج بالمعدل الذي تتوقعه إدارة المعلومات، فإنه سيبتلع عمليا تخفيضات منظمة أوبك بنهاية 2019.
وفي وقت سابق من ديسمبر ، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء من بينهم روسيا على تطبيق تخفيضات كاسحة في الإنتاج تبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، مع مساهمة الحلفاء غير الأعضاء في أوبك بخفض بنحو 400 ألف برميل يوميا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأسبوع الماضي إن ذلك يعادل زيادة متوقعة في الإنتاج الأميركي العام القادم بمقدار 1.18 مليون برميل يوميا نظرا لنمو النفط الصخري أوائل 2019 وبدء تشغيل مشروعات بحرية طال انتظارها في وقت لاحق من العام.
وأثرت المخاوف من تخمة المعروض على أسعار النفط في آخر شهرين، إذ تراجعت أسعار الخام الأميركي إلى 46 دولار للبرميل يوم الثلاثاء من ذروة تجاوزت 76 دولار للبرميل في أكتوبر.
وزاد الإنتاج الأميركي العام الماضي وتجاوز المستوى القياسي البالغ عشرة ملايين برميل يوميا المسجل في 1970.
ومع تقدم تقنيات مثل التكسير الهيدروليكي، أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم، ومن المتوقع أن يتجاوز الإنتاج 12 مليون برميل يوميا في الأشهر المقبلة.
وقال رئيس شركة رابيدان إنرجي للاستشارات في واشنطن، روبرت مكنالي: “في ضوء سيل الإمدادات الوشيك، فإن (تخفيضات أوبك) لا تبدو كافية للحيلولة دون تنام كبير في المخزونات في العام المقبل”.
ويلقي هذاالضوء على الصعوبات المتزايدة التي تواجهها أوبك في كبح المعروض لرفع الأسعار إلى مستوى تراه المنظمة مقبولا وملائما لميزانيات الدول.
وتظهر بيانات أوبك الصادرة هذا الشهر أن المنظمة بصدد خسارة حصة سوقية في 2019 حيث ستنخفض حصة خامها من نحو 33 بالمئة في العام الحالي إلى 31 بالمئة في 2019.
وقال دانييل يرجن نائب رئيس آي.اتش.اس ماركت “أعتقد أن (تخفيضات الإنتاج هذه) ليست حلا وحيدا ونهائيا.. ستكون عملية مستمرة لسوق عالمية تتأقلم مع نمو مستمر للإنتاج في الولايات المتحدة. سوق النفط العالمية دخلت بوضوح عصرالنفط الصخري”.
كانت أوبك وحلفاؤها خفضوا الإنتاج 1.6 مليون برميل يوميا في نهاية 2016، في مسعى كُلل بالنجاح لتقليص تخمة المعروض العالمي، لكن على مدى عمر ذلك الاتفاق، زاد الإنتاج الأمييكي 1.62 مليون برميل يوميا، مما صرف حصة سوقية عن أوبك.
وقد تحدث تلك العملية على نحو أسرع هذه المرة، وهذا من ضمن الأسباب التي دفعت أوبك وآخرين إلى توقع استمرار التخفيضات لستة أشهر فحسب.