انتظرت حتى أشاهد الساحة الإعلامية ماذا تفعل وماذا تقول عن زيارة ليونيل ميسى لاعب برشيلونة ومنتخب الأرجنتين لمصر . ميسى يزور مصر لحملة مكافحة فيرس سى . وتندرج زيارته ضمن حملة للترويج للسياحة العلاجية في مصر ومكافحة فيروس سى ، وهو مرض ينتقل أساسا عن طريق الدم ومنتشر على نظاق واسع في مصر ويمكن أن يؤدي إلى سرطان الكبد.
من الجميل أن لاعب فى قيمة ميسى يزور مصر ويلتقط بعض، الصور منها التى التقطها أمام الهرم ، وغيرها من الصور، ولكن هل ميسى رفع من شئن الهرم؟
لا..هل ميسى هو الذى يحدد مصير السياحة فى مصر كما يظن البعض؟
لا. أتناقش مع نفسى وتدور بعقلى أفكار متعددة .. قد شاهدنا بعض الصور التى التقطت واللاعب ميسى يظهر فيها أمام الهرم وصور لفتايات تقبله وغيرها من الصور .
لكن العجيب فى الأمر هو الإعلام المصرى وخاصة الإعلامى عمرو أديب عند لقائه باللاعب ميسى فى نهاية لقائه طلب منه أن يقول جملة تبدوا صعبة على هذا الرجل قولها وهى . أنا أحب مصر، ولكن رفض اللاعب قولها ، وهذا شأنه ، معنى ذلك أنه لا يأتى إلى مصر من أجل مصر .
أقول لكم :عذراً أيُها الجهلاء ، إنها دعاية ضد مصر حيث أنك تظهر للعالم كله بأن مصر عبارة عن فيرس، لا تقترب منها حتى لا تصاب.
عندما يقول البعض أن ميسى ذهب لزيارة مصر وعاد سالما… وما نتباهى ونفخر به أمام العالم أن ميسى ذهب إلى مصر وعاد سالما، وكأنه كان يجب أن يختطف أو يقتل .
إذا كان من وجهة نظركم أن هذا هو ترويج للسياحة المصرية وأن مصر بها الأمن والأمان .. لقد أخطأتم .. وإن كان قد ذهب إلى مصر وهو تحت حراسة مشددة جداً وكأنه رئيس دولة ما … بهذا أفسدتم رسالتكم للعالم .. أين الأمان وهو تحت كل هذا الكم من الحراسة .
المستفاد الوحيد من كل هذا هو ميسى ، قد لقب بعد صورته أمام الهرم بأنه فرعون كرة القدم ، وأنه أصبح من عجائب الدنيا وأكتملت إلى ثمانية ، كما قالت عنه صحيفة أولية الأرجنتينية، ومصر تهتز مع ميسى .
نعم لميسى وغيره فى مصر زائراً …أنا لا أقلل من شأن أحد ولكن، أريد أرفع من شأن مصر الذى ينهار بسبب المصالح الشخصية.
جلعتم من ميسى هرماً وقزمتم مصر… ليس مسموحاً لأحد أن يقزم مصر ويقلل من قيمتها وشأنها. للأسف نجد أن هناك استخدام خاطئ وجهل يضع مستخدمه في حيز التفاهة.
والله إن استعنت بالأسطورة المصرية محمد أبو تريكة فلن يخزلك ابداً. لا يختلف كثيرا أبو تريكة وغيره من المصرين عن ميسى فى المواقف الإنسانية، أبو تريكه الذى يتكرم فى الدول العربية وغيرها يصبح إرهابى ولا يجوز له تشيع والده الذى توفى ، وهو من أبرز الاعبين فى تاريخ الكرة المصرية .
كيف يكون أبو تريكة إرهابيا وهو كلما ذادت نجوميته وشهرته ازداد تواضعاً وخلقاً وعدم التنكر لأصله ، فإن كان من يحمل كل هذه الصفات إرهابياً ، فماذا نحن فاعلون ؟
ولكن هل من المعقول لم يعد أمامنا سوى التباهى والفخر بأن ميسى يزور مصر، وأبو تريكة فى قائمة الأرهاب؟
هل لا يوجد فى مصر بأكملها شخص يعادل ميسى أو يتفوق عليه؟
ماذا أقول يا مصر وأنتِ مَنْ تقزمين أبنائك وترفعين من شأن الغرباء . نحن نُمجد الغرباء ونقزم أبناء الوطن ، ونجعل من ال… عسل!…. لكِ الله يا مصر.
بقلم احمد سلام