تلقيت رسائل كثيرة من رفاقنا داخل القطر خصوصا من الوسط في بغداد والفرات الاوسط وهي مناطق الازمة الحادة الان ، يستفسرون عن موقف الحزب تجاه ما يجري بعد ان احتلت عناصر السيد مقتدى الصدر مقر البرلمان واعلنت الاعتصام ثم رد التنسيق بانه سوف ينظم تظاهرات مضادة ،ووسط هذه المعمعة المتعمدة وجد شعبنا نفسه بين نارين، لذلك ساوضح موقف الحزب بدقة لكي يكون واضحا لكافة الرفاق .
ان ما يجري الان بين ما يسمى التنسيق والتيار انما هو صراع مرتب مسبقا من قبل ايران لاجل احكام السيطرة على العراق بعد التظاهر بالتخلص من الفاسدين والمفسدين وتحميلهم كل الجرائم التي وقعت في العشرين عاما الماضيه وتبرئة اسرائيل الشرقية ( ايران) ونغولها الباقين من تبعات الكوارث التي تسببوا بها هم وامريكا من جهة،وقطع الطريق على السيطرة الامريكية المنفردة على العراق او على الاقل اجبار امريكا على الاعتراف بالدور الايراني في العراق كشريك لها، من جهة ثانية ، ولهذا فان الاعتصام وقبله احتلال المنطقة الخضراء من قبل التيار الصدري لم يتم الا بالتنسيق مع ملالي قم وحكام طهران بدليل وجود مقتدى الصدر في اسرائيل الشرقية الان، فهل من المعقول ان يقوم التيار الصدري بالعمل ضدها في العراق ثم يحتمي بها؟
اما الموقف الامريكي فان المخابرات الامريكية لاتعارض خطوات مقتدى لانها تخدم هدف كشف الميليشيات الايرانية في العراق اكثر وعزلها، خصوصا تسببها بكل كوارث الفوضى الهلاكة ،وذلك يزيد من امكانية سيطرة امريكا عليها لاحقا او حلها بسهولة اكبر وتحويلها الى احزاب سياسية تستخدمها لمواجهة واضعاف القوى الوطنية والقومية العربية لاحقا.
ان ما يجري كما قلنا في مقال سابق هو عمل مخابراتي ايراني الهدف منه تصفية وجوه احترقت مثل نوري المالكي وغرقت بالفساد والجريمة المنظمة وتدمير المجتمع تنفيذا لامر ايراني مباشر، فاصبح اقتران اسمها بأسرائيل الشرقية يشكل ادانة مباشرة للاخيرة ، لذلك لابد من طرح وجوه بديلة لم تجرب بعد ولم تكشف كثيرا كبديل عمن كشف وادين،وفي نهاية هذا السيناريو سوف تكمل المخابرات الايرانية الطبخه وتطرح حلا يكون للصدر فيه الدور البارز والخاسر هي الوجوه التي احترقت، والصدر الان مقبول من امريكا واسرائيل الشرقية معا لان القاسم المشترك بينهما هو تغيير هوية العراق القومية ، ولذلك فان موقفنا هو رفض هذا الخيار وفضحه وتأكيد انه ليس الحل الوطني المطلوب،والحل الوحيد الكفيل بانقاذ العراق واعادته لممارسة دوره الطبيعي في خدمة الشعب والامة العربية هو اسقاط العملية السياسية والتخلص من كافة الاطراف المتصارعة التي تسببت في كارثة العراق وخرابه.
ولاننا تعرضنا – ومازلنا- لاكبر واخطر مؤامرة مخابراتية،وايضا مشتركة امريكية وصهيونية وايرانية لتحييد الحزب تمهيدا لاجتثاثه من داخله اصابته بجروح لهذا فان علينا معالجتها قبل كل شيء وابرزها تعزيز وحدة الحزب التنظيمية التي اراد المرتدون تفكيكيها وترسيخ عقيدته والتمسك التام بستراتيجيته القومية التي خرجوا عليهما،وتنظيم قدراته الكفاحية التي عطلوها عمدا، فلا امكانية للتغيير الا بقيام الحزب بدوره المطلوب وهو دور الطليعة المقتدرة والشجاعة.واول الخطوات المطلوبة منا هي التقيد التام بسرية العمل الحزبي واعداد الجماهير وتأطيرها وتوعيتها وتعبئتها لتكون بعيدة عن هذا الصراع وتستعد في المستقبل القريب لخوض نضال منظم من اجل استعادة استقلال العراق وهويته العربية، وهذا لن يتم الا باقتلاع العملية السياسية برمتها واقامة حكم الشعب.