عباس الطرابيلي
هل أصبحت «فواصل كوبرى 6 أكتوبر مصدرًا دائمًا للربح والتكسب.. حيث إنها عملية تجرى كل عام.. وفى نفس التوقيت.. أم أننا عجزنا تمامًا عن إصلاحها لكى تصمد كل خمس سنوات!! أقولها بكل صدق إن هذه الفواصل التى تقطع هذا الطريق الحيوى من عند المتحف الزراعى بالدقى غربًا وإلى نهاية الكوبرى بعد امتداد نادى السكة الحديد، أصبحت فرصة ذهبية.. للسرقة.. والأهم لاستنزاف أعصاب الناس، الذين يقطعون هذا الطريق من أقصى غرب القاهرة الكبرى، الى أقصى شرقها فى الجبل الأصفر والأحمر.. أو سموه كما شئتم.
<< أغلب الظن أننا عجزنا، ليس فى إصلاحها، ولكن فى التوصل إلى وسيلة أخرى تطيل عمر هذه الفواصل.. وأتذكر هنا الجسور ـ والكبارى المعدنية الكبرى ـ وبالذات الموصلة بين مانهاتن وبروكلين فى مدينة نيويورك، هى كبارى معدنية ورغم قدمها الذى تجاوز عمرها قرنًا من الزمان، لا تواجه نفس ما نواجهه الآن، فى محور كوبرى 6 أكتوبر.. فهل نحتاج إلى إرسال بعثة من رجالنا إلى هناك لينقلوا لنا سر نجاحهم.. ونكتشف سر فشلنا؟!
نقول ذلك رغم أن بدلات السفر التى سوف ندفعها لهم أقل كثيرًا من تلك التى ننفقها على إصلاح فواصلنا، على كوبرى 6 أكتوبر.
<< وأتذكر هنا حكايات ـ صارت نكتة رغم تكرارها ـ ذلك أن شركات رصف الطرق الصحراوية فى المناطق التى تعترض مخرات السيول ـ فى سيناء وفى الصعيد- كانت تبقى معداتها وتشون كميات كبيرة من مواد الرصف قريبًا من هذه الطرق، وبالذات فى شهور الشتاء.. أى شهور جريان السيول.. حتى تكون الشركات جاهزة لإعادة رصف الطريق، أو إصلاح ما تفسده السيول، كل عام.. وهذا نفس ما يحدث مع فواصل كوبرى أكتوبر!! بالذمة ده كلام.
<< أليس الأفضل لنا ـ فى حكاية السيول ـ تحريك مسار هذه الطرق بعيدة عن سير أو مخرات السيول حتى نتجنب الرصف وتكرار عمليات الرصف بل وإنشاء هرابات، أو معابر تحت هذه الطرق مع قيامنا بتطهير هذه المعابر قبيل كل سيل.. أم هى «لقمة عيش طرية» نقدمها لشركات رصف الطرق.
وفى قضية «الفواصل» هل نحسب ما نفقده من وقود لكل هذه السيارات التى تتحرك مثل السلحفاة وتظل مواتيرها شغالة دون أن تتحرك.. وهل حسبنا كذلك خسائرنا فى ساعات العمل التى نفقدها ونحن ننتظر وفينا المريض وفينا العاجز.. مع نقص دورات المياه.
<< ثم أين إدارات المرور.. ولماذا لا تعلن ـ وقبل أن يطلع السائق فوق الكوبرى عن عمليات الإصلاح.. وتوفر ـ بل تدلنا ـ على بدائل لهذا الطريق.. بكل وسائل الإعلام. وإذا كانت الدولة لا تعترف بكل هذه الوسائل.. فلماذا لا تضع علامات إرشادية للساقين وقبل الكوبرى بمسافات كافية.
ولكن يبدو أننا لا نعترف بقيمة هذه الساعات.. ولا قيمة الوقود المدعم من الدولة.. ولا نحترم عقول الناس.. أو نحمى أعصابهم من التلف.. فهذه كلها لم تعد تهم.. يا عالم احسبوا الفاقد فى كل هذه الأشياء.. وقارنوها بتطوير طريقة تغيير هذه الفواصل.. أو «هدوه..» فتريحوا أو تستريحوا.. اللهم إلا إذا كان كل ما يهم هو أن تربح الشركة المنفذة للعملية كلها!!