كشف مسئولون أمريكيون النقاب عن أن المساعدات الأمريكية المقدمة إلى مصر والأردن “سيعاد تقييمها” فى ضوء الميزانية الجديدة التى اقترحها الرئيس دونالد ترامب وتشمل خفضا فى مخصصات وزارة الخارجية الأمريكية، بما فيها الأموال المخصصة للمساعدات الخارجية، وهو ما يلقى معارضة قوية من جانب أعضاء الكونجرس حتى الآن، وكذلك منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التى تمارس عملها فى الخارج.
وقال المسئولون إن قيمة المساعدات المقدمة لإسرائيل وتبلغ ٣٫١ مليار دولار محصنة، ووصفوها بأنها الحصة الوحيدة التى لن تمس، بينما أشاروا إلى أن الأموال المخصصة لمصر والأردن ودول أخرى ما زالت قيد المراجعة. وعلق على ذلك مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بقوله إنه جار حاليا إعادة تعريف الأولويات، وأضاف أن “من بين أهم الأولويات هو ما إذا كانت هذه المساعدات تدافع عن الأمن القومي”.
ويأتى الحديث عن خفض نفقات الخارجية الأمريكية لتلقى بظلال قاتمة على مستقبل عمل عشرات المنظمات التابعة للأمم المتحدة ومهام حفظ السلام والمساعدات التنموية الموجهة إلى دول العالم المختلفة فى حالة الموافقة على الخفض الوارد فى الميزانية المقترحة، وستكون على رأس المنظمات المتأثرة بهذا الخفض الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التى ستتقلص مخصصاتها بنسبة ٣١٪ فى السنة المالية المقبلة، كما ستكون هناك تقليصات كبيرة فى المبادرات التى تقودها الولايات المتحدة فى مجالات الصحة والتنمية والتغير المناخي، وسيتعين على دول مانحة أخرى ملء هذه الفجوة سريعا.
وصرح إيد رويس النائب الديمقراطى عن كاليفورنيا، والذى يرأس حاليا لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى بأن هناك قلقا كبيرا من أن يعطل هذا الخفض الكبير جهود واشنطن فى مجال محاربة الإرهاب وتوزيع المساعدات الإنسانية الحرجة ودعم فرص العمال الأمريكيين.
ولكن نيكى هالى سفيرة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة دافعت عن هذا التوجه قائلة إن “الأمم المتحدة هى التى تنفق أموالا أكثر من اللازم، وهو ما يضع عبئا على الولايات المتحدة أكبر أى دولة أخرى”.
وحول نقطة تقليص المساعدات الخارجية الأمريكية تحديدا، قال مايك مولفانى مدير شئون الميزانية بالبيت الأبيض إن الـ٣٫١ مليار دولار التى يتم تقديمها لإسرائيل “محصنة”، ووصفها مسئولون أمريكيون بالفعل بأنها الحصة الوحيدة التى ستستمر، بينما أشاروا إلى أن الأموال المقدمة إلى مصر والأردن ودول أخرى ما زالت رهن التقييم.وتقول إدارة ترامب إن الميزانية المقترحة الجديدة “تسعى إلى تقليل أو إنهاء التمويل المباشر للمنظمات الدولية التى لم تطور بعثاتها مصالح السياسة الخارجية الأمريكية، أو التمويل غير المدار بشكل جيد”.