أخبار عاجلة
الرئيسية / أوروبا / مريم رجوي: مشارکة النساء الفاعلة والمتکافئة في القیادة‌ السیاسیة ضرورة‌ الدیمقراطیة

مريم رجوي: مشارکة النساء الفاعلة والمتکافئة في القیادة‌ السیاسیة ضرورة‌ الدیمقراطیة

خاص/ أوروبا اليوم

عشية يوم العالمي للمرأة عقد في باريس السبت 24 فبرایر مؤتمر بحضور السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية و بمشاركة شخصيات نسائية بارزة من بلدان مختلفة. و القت السيدة مريم رجوي كلمة حول ضرورة مشاركة النساء الفاعلة والمتكافئه في القيادة السياسية وفيما يلي نص الكلمة:

على أعتاب اليوم العالمي للمرأة، نتوجّه بأحر تحیاتنا للنساء اللاتي نهضن من أجل قضية المساواة، وضحين بأنفسهن، وفتحن الطريق أمام الآخرين،ووعدن ببزوغ عصر جديد.

بفضل هذه النضالات والمعاناة، وتجربة أربعة عقود من الكفاح ضد الاستبداد الديني، جئت اليوم لأؤكد بكل فخر واعتزاز على الحقائق التالية:

–المرأة هي قوة التغيير.

– مشارکة النساء الفاعلة والمتکافئة في القیادة‌ السیاسیة ضرورة‌الدیمقراطیة

– تحرير المرأة شرط لتحرر الرجل

وستتحقق هزيمة نظام ولاية الفقيه على يد النساء الرائدات

في عالم اليوم، وفي خضمّ الحروب والأزمات الإنسانية الکبری، من الحرب في الشرق الأوسط إلى الحرب في أوكرانيا، النساء والأطفال الأبرياء هم أول الضحايا.
بات اليوم واضحاً أكثر من ما مضى، أن النظام الإيراني هو رأس الأفعى ومصدر كل الفوضى والحروب وسفك الدماء في إيران وفي المنطقة.الحل النهائي هو الإطاحة بالاستبداد الديني والنظام المتطرف الحاكم في إيران. والنساء المجاهدات والمناضلات في إيران يلعبن دورا حاسما في تحقيق هذا الهدف.

المساواة، التحدي الرئيسي في هذا العصر

المساواة بين الرجل والمرأة، وإن كانت مقبولة على ما يبدو من قبل الكثيرين ودخلت في قوانين معظم البلدان، لکنها لا تزال تشكّل التحدّي الأساسي في عصرنا. إذن ما هي الطريقة لتحقيق ذلك؟

إن تجربة مقاومتنا هي أن المعركة ضد الدكتاتورية، واليوم المعركة ضد النظام المتطرف الحاكم باسم الإسلام في إيران، والنضال من أجل المساواة ليسا نضالين منفصلين.

لأنه من المستحيل النضال ضدّ الاستبداد المغطّى بالدين دون تحرير الطاقة الهائلة لدى الرجال والنساء الطلائعيين.

يجب على الحركة التقدمية التي تريد محاربة الاستبداد الديني أن تصارع الأيديولوجية الرجعية القائمة على الإيديولوجية الجنسانية والأنانية السلبية. ولا يجوز أن یحمل عناصر مثل هذه الحرکة شوائب وعناصر من تلك الإيديولوجية في أفكارها وعلاقاتها.

تحقیق المساواة مرهون بنبذ النظرة الرجعية السلعوية تجاه المرأة. بدلا من ذلك، يجب أن تحکم العلاقة بین الرجل والمرأة ثقافة لاتری فيها المرأة نفسه تابعة للغير، ولا تكون موضوع التملك، بل إنسان مستقل له حق الانتخاب يستطيع أن يتحكم بمصيره ليقود العالم نحو عالم أفضل.

الإجبار والفرض يتعارضان روح الإسلام

في عام 1979، مع سرقة ثورة الشعب الإيراني، استولی على السلطة تیّار خرج من کهوف آلاف السنين من حيث الثقافة والأيديولوجيا، ویری في المرأة إنسانا من الدرجة الثانية.

وأكد الزعيم الحالي لهذا النظام (خامنئي) مرّات عدة: “أن ليس للمرأة دور سوى أن تكون ربّة البيت وإنجاب الأبناء».

والسؤال:لماذا في العقود الأخيرة من القرن الـعشرین جاء نظام إلى السلطة عن طريق سرقة الثورة، وضع قمع القوى الداعية للحرية، وخاصة قمع المرأة، على رأس جدول أعماله؟

هل كان ذلك فقط بسبب الطبيعة المتخلفة للحكام الجدد، أم كان هناك عامل آخر؟

الواقع أنه مع إسقاط نظام الشاه المستبد التابع للأجانب، برزت النساء في الساحة كقوة نشطة بدوافع قویّة، وحملة مشاعل التحرر الأكثر تقدمية. نتيجة لذلك، لم يكن باستطاعة القمع المعتاد احتوائها.

ولذلك، استغل خميني الإسلام وشوّهه وجعله ذريعة دينية للقمع وأسّس نظام الاستبداد تحت ستار الدين.

إنهم كانوا يعرفون جيدا أنه من أجل تقييد المجتمع، کان لزاماً علیهم تكبيل النساء قبل کل شیء.

فسلبوا جميع حقوق المرأة وأخذوا واحدا من حقوقها الأساسية وهو الحق في اختيار الملبس وقالوا: هذا ما یأمر به الإسلام.

بينما فرض الحجاب وأي إكراه آخر يتعارض مع الروح التحررية للإسلام.

کما أن من قرارات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مشروع فصل الدين عن الدولة لإيران المستقبل.

النساء أولی ضحایا النظام

في الأشهر الأخيرة، أقر الملالي قانونا جديدا بعنوان “العفة والحجاب” في برلمانهم.

إنه برنامج تنظيمي اجتماعي وأمني لممارسة قمع یهدف النساء.

وفي الوقت نفسه، توسّعت دائرة التهديدات لفرض الحجاب الإلزامي على النساء في الطرق العامة والوحدات الإنتاجية والإدارية والمراكز التعليمية.

وزادت الضغوط والمضايقات علی السجينات السياسيات، لكنهن يضاعفن من مقاومتهن بوجه النظام كل يوم.

نعم، العدو یقوم بتکبیل المنتفضين، لكنهم يحوّلون السجن إلى ساحة المعركة.

في واقع الأمر، يتخذ الملالي أیة خطوة جنونية لسد الطريق أمام النساء للظهور في المقدمة واستئناف الانتفاضات.

انظروا إلى هذا المجتمع المنكوب. أكثر من 27 مليون امرأة إيرانية في سن العمل عاطلات عن العمل.

المشاركة الاقتصادية للنساء وحصتهنّ في سوق العمل في إیران من بين أدنى المعدلات في العالم مقارنة بجميع البلدان.

الضحية الأولى للنهب الوحشي للملالي، الضحية الأولى لهذا الاقتصاد المحطم والضحية الأولى للبطالة والتشرد هن النساء المضطهدات في جميع أنحاء إيران.

ومن هنا أخاطب النساء المنتفضات، خاصة جيل الشابات الرائدات في إيران وأقول لهنّ:

إنقاذ الملايين من النساء الإيرانيات اللواتي تم تقييدهن بالسلاسل من خلال قمعهن وإفقارهن واستغلالهن، بأيديكم.

انهضوا وانتفضوا واملأوا كل إيران والعالم بهذه الصرخة:

لا للدين الإجباري ولا للحجاب القسري ولا لحكم الجور، ويمكن ويجب إسقاط نظام ولاية الفقيه.

أقول لخامنئي والملالي إن سلاسل عدم المساواة والاضطهاد ضد النساء الإيرانيات وسلسلة الخرافات والإجبارات باسم الدين لن تدوم وسيتم إسقاطكم على يد هؤلاء النساء.

سيأتي اليوم الذي لن يتم فيه استجواب أي شخص بسبب ملابسه أو حياته الفردية أو معتقداته الدينية والسياسية، ولن يتم إعدام أي امرأة، ولن يتم جلد أي امرأة، ولن يتم تكبيل أي امرأة.
هيمنة النساء، تحول تحرري

نأتي الآن إلى التحول الأكثر تحديا: هيمنة النساء.

السؤال هو: أليس هذا تطورا مبكّرا؟ ألا ينبغي تأجيل هذا التغيير إلى عقود تصل فيها المجتمعات الحالية إلى مستويات أعلى من التطور الاجتماعي؟

إجابتنا هي: من المستحيل كسر معضلة عدم المساواة دون قبول وثبة.

هذه الوثبة تتمثّل في هيمنة النساء والتي كانت أمرا ضروريا خاصة بسبب نضالنا ضد نظام استبدادي دیني مقارع للمرأة وكانت تتطلب مشاركة نشطة للمرأة في القيادة السياسية وغيرها من مجالات المسؤولية.

ولكن ماذا تعني هيمنة المرأة التي نتحدث عنها؟

هل معناها المشاركة في الهیمنة‌الذکوریة؟

لا، انها تحول تحرري.

القيادة النسائية ليست من أجل كسب مقاعد الإدارة، ولا تقاسم سلطة الذكور، بل تتعلق بتغيير طبيعة هذه السلطة.

وكما قال مسعود رجوي: ” نشأة جديدة تأخذ في الاعتبار وحدة الإنسان وكماله.

إنه نهوض ضد ثقافة استغلال المرأة والنظرة السلعوية تجاهها النظرة التي تجعل النساء والرجال حبيسة أنفسهم”.

العلاقات التي تعتمد على عدم المساواة بين الرجل والمرأة، وتهميش المرأة، تؤدي إلى احتکار في السلطة دون حدود، وإلی الاستبداد والحصرية، واتخاذ قرارات تعسفية، وإهدار الموارد، والفساد والقمع.

الحل لهذه الأزمة المتفشية هو حضور النساء في القيادة، ذلك التحول الجديد الرائع الذي يغير وجه العالم.

رفض الفکرة الذكورية

عندما نعمل من أجل تبني المساواة بطريقة عميقة الجذور، نواجه مسألة ما إذا كان هذا التغيير معناه تهمیش الرجال؟

لا. الحلول التي تريد استبدال النساء بالرجال لن تؤدي إلى تحرير المرأة.

الرسالة الجديدة في مقاومتنا لیست استبدال السلطة، وانما تغيير الأيديولوجية الذكورية کضرورة حتمية لتعزيز المساواة.

إضافة إلى ذلك، أثبتت تجربة حركتنا أنه عندما يقبل الرجال قيادة المرأة، تتغير العلاقات بين الرجال أيضا وتصبح علاقات أخوية و معطاء .

نعم، في عالم التحرر والحرية، لن يكون تقدم الرجل اوالمرأة في صراع بل يحتاج كل منهما إلى الآخر ويكمل كل منهما الآخر.

رجال هذه الحركة يحملون هذه الرسالة لرجال إيران: المساواة والأخوة والتحرر.

أنا أؤمن

إن تغيير الوضع الحالي وإنهاء عهد الظلام وفساد العصر اللذان یستهدفان النساء أكثر من أي وقت أخر، يتحقق قبل كل شيء في إيماننا وعقيدتنا.

أنا أؤمن أنه يمكننا، بل ويجب علينا، أن نبني عالما جديدا قائما على الحرية والمساواة.

أنا أؤمن أن الطريق إلى المساواة يتمهد بنهوض الرجال والنساء ضد الأفكار الرجعية والنظرة السلعوية.

أنا أؤمن أنه في يوم من الأيام تصبح النظرة السلعوية تجاه المرأة هي من الماضي المخزي للبشرية، وينظر إلى كل امرأة على أنها انسان يختار ويتحكم في وجوده بأكمله.

أنا أؤمن أن مشاركة المرأة على قدم المساواة في المجالين السياسي والاقتصادي هي ضمان للحرية والديمقراطية والأمن والعدالة والتقدم.

أنا أؤمن أن هزيمة التطرف والاستبداد الديني الذي يحكم إيران أمر ممكن بفضل ريادة ونضال وتحرر النساء والرجال الإيرانيين.

والنساء هن قوة تغيير مصير الشعوب في العصر الحالي.

إن تجربتي الأكثر روعة في حياتي مشاهدة رجال ونساء في حرکتنا یعملون جنبا إلی جنب من أجل التحرر وإقامة علاقات خالية من التمييز وعدم المساواة.

وبهذه التجربة أقول بكل إيقاني وأنا مفعمة بالأمل والتفاؤل أكثر من أي وقت آخر إن فجر الحرية وربيع الديمقراطية والمساواة في إيران أمر مؤكد ومحتوم.

تحیا الحریة

التحية لنساء إيران

السلام عليكم جميعا
المصدر: موقع مريم رجوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *