جنيف – أدان مركز جنيف الدولي للعدالة بكلّ شدّة إستمرار إستهداف الصحفيين والناشطين المدنيين في العراق الذين يتحدثون، أو ينتقدون سوء الأوضاع، وينقلون صوت المتظاهرين إلى العالم الخارجي. وقال المركز ان هذا الاستهداف أضحى سياسة ممنهجة تتبعها السلطات العراقيّة، وميليشياتها، ضدّ الكلمة الحرّة ومن أجل اخافة الآخرين.
جاء ذلك في بيان صدر أمس الإثنين الموافق 13 يناير من جنيف، وبيّن فيه المركز أنه يتلقى يومياً معلومات تفيد باغتيال أو إعتقال او إختطاف صحفيين أو ناشطين أو متظاهرين من مختلف مناطق العراق. وأكد ّ ان السلطات العراقيّة قد تمادت كثيراً في انتهاكاتها للحقّ بالتظاهر السلمي وحرّية التعبير، فهي تنتهك يومياً ذلك، مباشرةً، أو من خلال ميليشياتها. ويطالب المركز المجتمع الدولي لوقفةٍ جادّة ضد هذه الإنتهاكات.
وفي أحدث الإنتهاكات فقد لقي صحفيّين عراقيين مصرعهما وهما يغطيان التظاهرات التي كانت تجري في مدينة البصرة جنوب العراق يوم الجمعة 10/1/2020، وهما احمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي الذين قُتلا بالقرب من قادة شرطة المحافظة في سيارة كانا يستقلاّنها. وكالعادة فان السلطات تحدّثت عن أن (مجهولين) قد ارتكبا هذه الجريمة مع العلم أن كلّ أصابع الإتهام تتوجّه إليها وإلى ميليشياتها.
كما جرى أمس الإثنين 13/1 إغتيال الناشط حسين هادي مهلهل في قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار (جنوب العراق) في حين وجّهت ميليشيات الحشد نيران أسلحتها ضد المتظاهرين في مدينة الكوت في محافظة واسط، مما ادّى إلى مقتل 15 متظاهراً وإصابة أكثر من ثلاثين متظاهراً بجروح خطيرة، هذا بالإضافة الى تواصل إستهداف المتظاهرين والناشطين السلميين في محافظة ذي قار.
وقال المركز، وهو منظمة دوليّة غير حكوميّة مقرّها جنيف، انّه يوثّق منذ بداية المظاهرات التي تجري في العراق منذ الأول من تشرين الأول 2019 استهدافاً واضحاً ومباشراً للصحفيين وللناشطين وعموم المتظاهرين، فضلاً عن الاعتقالات وعمليّات الخطف التي طالت العديد منهم، وان كلّ الأدلّة التي يجمعها من مصادر على الأرض تؤكدّ ان الأجهزة الحكوميّة ومجاميع الميلشيات هي من يقوم بذلك. وأضاف، انّه رغم مساعي الجهات الدوليّة ومنها الأمم المتحدّة وعدد من الحكومات لثني السلطات العراقيّة عن هذه الإنتهاكات إلا ّ أنّها أضحت إنتهاكات ممنهجة تحاول السلطات من خلالها إنهاء المظاهرات المستمرّة منذ أكثر من ثلاثة أشهر والتي تُطالب بتغيير جذري في النظام القائم على المحاصصة الطائفيّة منذ 2003.
وتقول مصادر المتظاهرين أن ّ السلطات الحكومية والميليشيات تموّلان حملاتٍ واسعة على وسائل التواصل الإجتماعي وبعض القنوات التلفزيونيّة، بما فيها التي تموّلها إيران، يجري من خلالها تهديد الصحفيين والاعلاميين الذين يغطّون التظاهرات وينقلون الحقائق للعالم الخارجي.
ويأتي العراق بين أكثر الدول انتهاكاً لحرّية الصحافة العراق، فمن من بين 180 دولة فإن العراق في التسلسل 156، لمؤشر حرّية الصحافة لعام 2019 التي تصدرها منظمة “مراسلون بلا حدود”.
وأعاد مركز جنيف الدولي للعدالة ندائه إلى الأمم المتحدة بإرسال لجنة تحقيق دولية إلى العراق والعمل الجاد من أجل إيقاف كل الإنتهاكات ومحاسبة مرتكبيها دولياً.