وقال المرصد فى تعليقه على الاعتراف بيهودية القدس، إن العالَم كلُّه تقريبًا أعلن رفضه لهذا القرار أُحاديّ الجانب – قبل الإعلان عنه – في الأمم المتحدة، وصرّح الجميع بأن هذا القرار كفيل بتهديد عمليتي الأمن والسلام المفقودين في منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع.
وحذّر “المرصد” من أن العبث والاستهتار بالمُقدَّرات الإسلامية، التي هي جزءٌ أصيل من عقيدة المسلمين، بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب، سيفتح على هؤلاء العابثين المتآمرين أبوابًا من لَهَبٍ ستنطلق من صدور المكظومين، الذين ضاقت صدورهم بلهيب الظلم والعدوان، وامتلأت قلوبهم باليأس والقنوط من عالَمٍ باتَ لا يعرف إلا لغة القوة سبيلًا لردّ الحقوق، ولغة الدماء طريقًا لدفْع الظلم والبلاء.
وأشار إلى أن العالم يدرك أن القضية الفلسطينية هي محور السلام في الشرق، وأن هُوِيَّة القدس الإسلامية والعربية هي الذريعة التي يستخدمها الإرهابيون في استقطاب وتجنيد المزيد من أتباعهم، فهل يسعى عقلاء العالم لمحاربة الإرهاب؟ فيرفضوا هذا القرارَ الظالم ويُبطِلوا آثارَه؛ لتُعادَ الحقوق المسلوبة وينتصر الحق ويسود العدل، أم سيستمر العالم في سياسة امتصاص الصدمة؟ ليظل للإرهاب ذريعةٌ يتعلل بها لنشْر الرعب وسفْك الدماء، ويشهد التاريخ مرّةً بعد أخرى على نكبةٍ من نكبات العالَم، التي ما زال المسلمون يدفعون ثمنها.
ويتساءل المرصد: إلى متى سيظل العالم يُدين الإسلام والمسلمين باعتبارهم مصدرَ الشرور والإرهاب في العالم؟! إلى متى سيظل العالم يُنصف الجَلّاد ويُدين الضحية؟! وإلى متى سيظل العالم يشارك بقواته وسلاحه في قتال الإرهاب “الإسلامي” – كما يَدّعون ظلمًا وزورًا – في الدول العربية والإسلامية، بينما يَكتفون بالإدانة والشجب لإرهاب الأقوياء؟! وإلى متى سيظل القهر والظلم والخذلان يروي ظمأَ أجيالٍ، كل جُرْمها أنها أرادت أن تعيش مثل أقرانها بكرامةٍ وعِزّة.
وشدد على أن مَن يزرع الظلم والقهر في أرضٍ، ومن يُعطي ما لا يملك لمَن لا يستحق، لا ينتظر من وراء ذلك إلا ثمار التطرف والانتقام والإرهاب، فلا يُعقل أن نزرع شوكًا ونجنيَ زهورًا! ومن هنا؛ كان تحذير فضيلة شيخ الأزهر الشريف، من أن هذا الاعتراف سيفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق، وكذلك سيزيد من حِدّة الصراعات والتوترات في العالم، في وقتٍ مِن المنتظر أن يسعى فيه عقلاء العالم وحكماؤه إلى إخماد نار الحروب والفتن، وتحقيق الأمن والسلام.