صدر اليوم عدد جديد من مجلة كل خميس التى تصدر عن مؤسسة رسالة السلام وقد صدر العدد بست لغات هى العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والاندونيسية والصينية وأبرزت المجلة فى غلافها مقال المفكر العربي الكبير الأستاذ على محمد الشرفاء الحمادى والمعنون “أهل العلم وصحيح الدين ”
ونشرت المجلة المقال كاملا وفيما يلى نص المقال
المفكر العربي
علي محمد الشرفاء الحمادي
يكتب ..
أهل العلم وصحيح الدين
..من هم أهل العلم؟! وما صفاتهم؟! ومن ميّزهم عن خلق الله؟! وهل اختبرتهم مؤسسات علمية لتنعم عليهم بوسام أهل العلم؟! وأي علمٍ يقصدون؟! وماذا يعني أولئك الشيوخ بـ”صحيح الدين”؟! وأي دينٍ يتكلمون عنه؟!
إن كانوا يعنون دين الإسلام، فـ”صحيح الإسلام” هو رسالة الله إلى خلقه، تضمنتها آيات القرآن الكريم، وحددت التشريعات والأحكام التي تتعلق بالمحرمات، ودعت الناس إلى اتباع كتاب الله ومواعظه، حيث يقول سبحانه وتعالى مخاطبًا خلقه من البشر:
﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ىـ سورة الأعراف، الآية 3. واتباع ما أنزله الله على رسوله من تعليمات وأخلاقيات في منظومة آداب القرآن، ليَتحلّى بها الناس ويقتدوا بسنة رسوله في تطبيق آداب القرآن وأخلاقه، كما وصفه الله سبحانه في قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ ـ سورة القلم، الآية 4.
وقد جَمّل الله رسوله بأخلاق القرآن ليكون قدوة للناس في التعامل مع أهله وقومه، وكل الناس في مجتمعه، بغض النظر عن هوياتهم أو عقائدهم، بالكلمة الطيبة، والرحمة، والعدل.
تلك هي سنة الرسول، عليه الصلاة والسلام، وليست الأقوال المفتراة عليه والمنسوبة إليه ظلمًا وعدوانًا، والتي خُدع بها الناس بأنها “صحيح الدين”.
فالعلماء مجهولون، ومصطلح “صحيح الدين” غير محدد. فأي دينٍ يعنون؟! ونحن لا نعرف من هم “أهل السنة والجماعة” تحديدًا، فالإخوان يُعدّون من أهل السنة، ولديهم علماؤهم، وكذلك القاعدة، وداعش كذلك يدّعون أنهم من أهل السنة ولهم علماؤهم وفتاواهم.
فلأي من هؤلاء العلماء ينتمي أولئك الشيوخ المضلِّلون؟! إن رسالة الإسلام بعث الله بها رسوله، عليه الصلاة والسلام، ليُبلغها للناس جميعًا، دون أن يُكلِّف الله أحدًا من عباده باحتكار فهم مقاصد الآيات ومعرفة صحيح الإسلام، فلغة القرآن عربية، وكلمات الآيات معانيها ليست مشفّرة ولا بها ألغاز تحتاج إلى من يحلّها.
والله لم يُنزلها على رسوله ليُمتحن العباد في فهم كلماته، فهي مُيسّرة لمن لديه عقل رزين، وسعي أمين، لمعرفة دينه وما يأمره به رب العالمين، ليحظى بجنات النعيم.
وهو سبحانه الذي أمر عباده باتباع كتابه، والتدبر في آياته، ومعرفة التزامات الإنسان تجاه تطبيق تعليمات الخالق ومواعظه، التي تصبّ كلها في مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة.
ولم يُكلِّف الله أحدًا من عباده بالاختصاص وحده بفهم القرآن ومعرفة صحيح الإسلام، وفرضه على الناس ليكون المرجع الوحيد، ويتبعه الناس في الحق والباطل.
وتتعدد المرجعيات من قِبل “علماء” مجهولين، يطلبون من الأجيال الحاضرة أن ترتهن عقولها لمن مضى من مئات السنين، والله يصف الذين يتبعونهم بقوله: ﴿وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ ـ سورة الزخرف، الآية 23.
وبرغم توضيح القرآن الكريم للناس بأن يعيشوا عصرهم، ويستنبطوا من القرآن صحيح الدين، بما تتوفر لديهم من الوسائل الحديثة في البحث في كتاب الله وفهم مقاصد الآيات لمنفعة الإنسان، يضع سبحانه قاعدة لكل الأجيال، ولكل عصر، ألا يعتمد على عصر من سبقه، فلكل عصر ظروفه وفهمه وتقديره، فيقول سبحانه: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ـ سورة البقرة، الآية 134.
في هذه الآية، يُبيّن الله سبحانه للذين يعيشون في عصرنا أن يُعيدوا النظر في مفاهيم رسالة الإسلام، وما تدعو إليه من رحمة وعدل وإحسان وحرية وسلام، وتحرير الإنسان من الظلم والطغيان، وحقه في اختيار العقيدة التي يؤمن بها، واحترام حقه في كل زمان ومكان.
فمن أراد أن يعرف صحيح دين الإسلام، فليرجع إلى كتاب الله، ليجد فيه كل الأجوبة التي يستفسر عنها الإنسان، ويتحقق لقلبه الاطمئنان، ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ – سورة الرعد، الآية 28.
انتهى
مقال المفكر العربي على محمد الشرفاء وقد نشرت المجلة ردود أفعال إيجابية عربية واسعة تجاه ما تضمنه المقال ..
فقد تضمنت المجلة تصريحات للدكتور محمد الفقيه أستاذ جامعى أردنى أكد خلالها أن مصطلح أهل العلم تعرض عبر التاريخ الإسلامي إلى توسع وتسييس وتشويش
واضاف أن ما طرحه المفكر العربي على محمد الشرفاء فى هذا السياق يعكس قلقا مشروعا من اختطاف الشرعية الدينية من قبل نخبة مغلقة تتوارثها المدارس التقليدية دون أن تكون هناك معايير علمية أو نقدية دقيقة تحدد من هو العالم ومن هو المتكلم باسم السلطة
كما نشرت المجلة تصريحات للباحث الفلسطيني سالم مصطفى أكد خلالها ان مقال المفكر العربي على محمد الشرفاء نبه إلى خطورة خضوع الأمة لمصطلحات فضفاضة دون وجود تعريف علمى أو قرآنى دقيق لها
كما أشار أن المشكلة أن الخطاب الديني لم يعد يقتصر على النصوص أو التأويلات وحدها بل يتجاوزهما إلى بنية ذهنية راسخة فى الوعى الشعبى تجعل من رجل الدين شخصية مقدسة فوق النقد ومن كل ما يقال باسم الدين أمرا مسلم به ولا يراجع وارجع السبب إلى أن هذا يحدث عبر ادوات متعددة منها التعليم الديني والخطاب الإعلامي والدروس الوعظية وسلوك الأسرة حيث يتم ترسيخ صورة الشيخ أو الداعية بوصفه المتحدث باسم الله لا بوصفه مفسرا أو مجتهدا أو ناقلا للمعرفة
واعتبر الباحث أن مقال المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادى نصا مفصليا لفتح نقاش حيث نبه المقال إلى خطورة خضوع الأمة إلى مصطلحات فضفاضة مثل أهل السنة والجماعة وصحيح الدين دون وجود تعريف علمى أو قرآنى دقيق لها .
ونشرت المجلة تصريحات للباحثة فى اللغة العربية د.اميمة فرج التى أكدت أن مقال الشرفاء نموذج مختلف من الخطاب يحاول تفكيك البنية اللغوية للسلطة الدينية
واضافت أن المقال دعوة إلى العودة مباشرة إلى النص القراني بوصفه المرجعية العليا التى لا تحتاج إلى ترقيمات مذهبية أو وساطات فقهية مغلقة
ونشرت المجلة تصريحات للمدون المصري احمد شهاب صانع المحتوى أكد خلالها أن مقال المفكر العربي على محمد الشرفاء نقد شجاع لمفاهيم صحيح الدين وأهل العلم
كما نشرت المجلة تصريحات لصانع المحتوى التونسي ناصف بن عادل خليفة أكد خلالها أن مقال المفكر العربي على محمد الشرفاء ابرز المحاولات المعاصرة التى كسرت جدار القداسة الزائفه وطرحت سؤالا ضروريا من الذى يحق له الحديث باسم الدين ؟واين نجد الدين:فى سلوك النبى كما وصفه القرآن..أم فى أقوال منسوبة إليه جاءت بعده قرون ؟