أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / متظاهر عراقي

متظاهر عراقي

بقلم: ضرغام الدباغ

 

من بين ألاف الصور … التي رأيتها والتي توثق الثورة العراقية الخالدة … ثورة تشرين العظيمة، رأيت هذه الصورة .. وبحسب رؤيتي .. هناك عشرات الصور تختزلها هذه الصورة الزاخرة بالمعاني..

نشكر من ..؟ والد الطفل ووالدته اللذان صمما أن يكون طفلهما عراقيا ثوريا منذ نعومة أظافره وهو بالكاد فطيم .. فخرج مع الجموع يريد وطنه عزيزاً محترماً .. يريد العراق ومن يقدر أن يرده .. من ..؟

أم نشكر من أعطاه كمامة الغاز وهكذا علم الطفل كيف يكون رجلاً مقداماً يتسلح دفاعاً عن وطنه بوجه من يقذفون الغازات ..!

أم نشكر المصور الفنان البارع الذي جعل من آلة التصوير مدفعاً يهز عروش الطغاة والبغاة ..وضغطة أصبع السبابة وثقت لقطة معبرة عميقة المعاني…!

أن نشكر النخلة السامقة العظيمة التي تعلم العراقيين من المهد إلى اللحد أن يكون مارداً عملاقاً كالنخلة ..!

أن نشكر العين والراء والألف والقاف … حروف سحرية جعلتنا أمة ثورية عظيمة بين الأمم …

أن نشكر الطفل الذي يضع أصبعه الصغير على فمه .. كأنه يقول بهذه الحركة البسيطة ..يقول بالإشارة …. ” ولا حرف بحضور العراق ..! “.

من علم هذا العراقي الطفل أن يقوم بهذه الحركة ..ترى ماذا كان يدور في مخيلته البريئة النقية الصافية ..
ما أسمك حبيبي ..؟ فليكن أسمك عراق .. أسم جامع مانع … أين أنت لأقبل أصبعك الصغيرة هذا ..!
ثم يأتيك صغير عقل وضيق أفق، ضحل لا عمق ولا رؤية ومعنى في حديثه ما يسوى ترس أذنه نخالة … يسأل .. أنت شيعي لو سني ..!

على هذا السؤال أجبهم حبيبي بهذه الحركة … ” هس .. ولا حرف .. عمو عيب عليك .. أنت أمام العراق .. وغد العراق الذي سيحين بزوغه وستفر الخفافيش إلى الكهوف والظلام حيث يجب أن تبقى هناك

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *