عرض رئيس الوزراء روته على الملك ويليم ألكسندر استقالة حكومته. وهذا يعني أن حكومته الثالثة سقطت قبل شهرين من الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في شهر مارس. إذ أن جميع المشاورات التي تمت بين تحالف الاحزاب السياسية كان تشير إلى استقالة الحكومة.
سيستمر جميع اعضاء الحكومة في تصريف الأعمال باستثناء وزير الشؤون الاقتصادية ويبيس. إذ أن الأخير سيغادر الحكومة بسبب ضلوعه في “قضية المساعدات” كوزير للمالية في الحكومة السابقة. وسيتولى وزير البنية التحتية فان نيوينهويزن حقيبته في المستقبل القريب.
و تتعلق استقالة مجلس الوزراء بقضية المساعدات المقدمة للأطفال، إذ تم تصنيف آلاف الأشخاص، بشكل خطأ، على أنهم محتالون مما اضطرهم إلى سداد تكاليف رعاية الأطفال.
قبل شهر، نشرت لجنة تحقيق برلمانية تقريرًا حاد للغاية حول هذا الموضوع. وكانت الاستنتاجات الرئيسية هي أن الآباء قد تعرضوا للظلم بشكل غير مسبوق وانتهاك المبادئ الأساسية لسيادة القانون. وبحسب اللجنة البرلمانية فإن الوزراء والموظفين المدنيين ومجلس النواب والقضاة ارتكبوا أخطاء فادحة.
التعاون بشأن كورونا مستمر
وكالعادة نظر الملك رسميا في طلب الاستقالة، وطالب جميع اعضاء الحكومة بمواصلة المهام التي وصفها ب”ما هو ضروري لمصلحة المملكة”.
اتفقت الأطراف الحكومية على مواصلة تعاونها في مكافحة أزمة كورونا كما جرى خلال الفترة الأخيرة. وستواصل الحكومة في مهام تصريف الأعمال، فضلا عن المهام المتعلقة بمواجهة أزمة كورونا.
وتضمن التقرير نقدا لاذعا للعديد من الأشخاص، بينهم وزير المالية وسبيس. واعترف وزير المالية الهولندي بالأخطاء التي ارتكبتها وزارته فيما يتعلق بهذه القضية.
أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، في وقت سابق، من اليوم، تنحيه عن منصبه على خلفية الآلية التي تعاملت بها حكومته مع فضيحة مدفوعات تخص رعاية الأطفال.
وكان تقرير برلماني في هولندا كشف في ديسمبر من العام الماضي أن 9 آلاف عائلة على الأقل، لم يتلقوا مدفوعات رعاية الأطفال واتهامهم عن طريق الخطأ بالاحتيال بين 2013 و2019 وسط تحقيقات في ذلك، قبل إجبارها على إعادة الأموال التي تلقتها على مدار عدة سنوات، في مبالغ وصلت في بعض الحالات إلى عشرات الآلاف من اليورو.
وكشف التقرير البرلماني، أن بعض هؤلاء الآباء دخلوا في ديون بعد أن اتهموا عن طريق الخطأ بالمطالبة بالاستحقاقات.
وأشار التقرير البرلماني، إلى أن السلطة الضريبية مارست صيد ساحرات، اعتمد على التمييز العرقي، حيث كانت الجنسية المزدوجة من المعايير لتحديد المحتالين المفترضين، وفقا لما ذكرته شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية.
وجاءت استقالة حكومة «روته» قبل شهرين من الانتخابات التشريعية والمقرر إجراؤها في 17 مارس المقبل وفي خضم أزمة صحية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» في البلاد.
وكان روته رئيس الوزراء منذ 2010، أعلن في وقت سابق، أنه سيرشح نفسه لولاية رابعة، وفقا لما ذكرته إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله».
ونرصد أهم المعلومات عن رئيس الوزراء الهولندي المستقيل:
– ولد روته في 14 فبراير 1967 في مدينة «لاهاي» من أب يدعى أسحق عمل تاجرا ووالدته تعمل سكرتيرة.
– تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة متخصصة بالمواضيع الأدبية وكان طموحه أن يصبح عازفا للبيانو.
– حصل على شهادة ماجستير في عام 1992 من جامعة «ليدن».
– عقب تخرجه من الجامعة دخل عالم التجارة ولكنه لم يهمل توجهاته السياسية.
– شغل في أثناء دراسته الجامعية مقعدا في قيادة التنظيم الشبابي لحزب «الشعب للحرية والديمقراطية».
– ترأس التنظيم الشبابي لحزب «الشعب للحرية والديمقراطية» من عام 1988 إلى عام 1991.
– شغل روته بين عامي 1993 و1997 مقعدا في القيادة الوطنية لحزب «الشعب للحرية والديمقراطية».
– فاز بمقعد في البرلمان الهولندي في انتخابات 2003.
– انتخب حزب «الشعب للحرية والديمقراطية»، روته زعيما له في 2006.
– تمكن روته في انتخابات 2010، من قيادة «الشعب للحرية والديمقراطية» إلى نصر كبير وحصل على 31 مقعدا في مجلس النواب، وأصبح أكبر الأحزاب في البرلمان، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
– كلفته ملكة هولندا بياتريكس بتشكيل حكومة ائتلافية من حزب «الشعب للحرية والديمقراطية» وحزب «الديمقراطيين المسيحيين» وحزب «الحرية اليميني» المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز.
– كان روته أول رئيس وزراء في هولندا منذ 1918 لا ينتمي للحزبين «الديمقراطي المسيحي» أو «الاشتراكي».
– فاز روته وحزبه في انتخابات 2012، وزاد من حصته من المقاعد إلى 41 مقعدا.
– فاز حزب «الشعب للحرية والديمقراطية» في انتخابات مارس 2017.
– روته معروف أوروبيا باسم «السيد لا» وخصوصا بعد عرقلته التوصل إلى اتفاق حول خطة إنعاش ضخمة للاقتصاد بعد أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وفقا لما ذكرته شبكة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية.
– روته ليس متزوجا، من اتباع الكنيسة البروتستانتية الهولندية.
– يعيش في الشقة نفسها التي أقام فيها منذ تخرجه ويقود سيارة ساب مستعملة، لذلك ينظر عادة لرئيس الوزراء الهولندي المستقيل على أنه رمز للزهد.