بقلم هنادي السعيد
دخلت ليبيا في حالة من الفوضى والحروب المتواصلة منذ العام ٢٠١١، وبالرغم من الاجتماعات المتكررة والمؤتمرات المتتالية في السنوات الماضية فان الوصول الى تسوية سياسية في البلاد ظل أملا معلقا بسبب تدخل عدة أطراف في شؤونها .
و يبدو أن الملف الليبي انحصر بين دولتي “تركيا وروسيا”.فقد فرضت تركيا نفسها بقوة على المشهد الليبي عندما تم توقيع الرئيس التركي اتفاقية أمنية وبحرية مع حكومة الوفاق وتصريحاته باستعداد بلاده دعم الحكومة بقوات على الأرض وتحركاته دوليا لإقناع بعض الأطراف بالتخلي عن دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر .
فبعدالانتهاء من المحادثات التي جرت في موسكو يوم الاثنين الماضي حول هدنة في ليبيا بين وزراء الخارجية والدفاع الروسي و التركي مع قائد “الجيش الوطني الليبي” المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج دون التوصل إلى اتفاق .
وكان الهدف من المحادثات التي أجريت في موسكو وشاركت فيها روسيا وتركيا وقف هجوم بدأه حفتر قبل تسعة أشهر لانتزاع السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس من قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج.
هذا وقد تم التوقيع من قبل السراج الذي تكافح حكومته لصد هجوم قوات شرق ليبيا على اقتراح الهدنة في حين غادر حفتر موسكو دون أن يوقع عليه. ولم يعلق على الأمر منذ ذلك الحين أو يذكر إن كان سيوقع أم لا.
و بعد المساعي التي بذلت في محادثات موسكو و بائت بالفشل
تسعى ألمانيا و تبذل جهودا منذ شهور من أجل التوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية في ليبيا وكانت ميركل قد و جهة الدعوة لحضور المؤتمر أمس الثلاثاءوالذي حددت موعده الأحد المقبل و قد افادت حكومتها بأن مؤتمر برلين سيشارك فيه الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات وتركيا والكونغو وإيطاليا ومصر والجزائر.
،و قد أعلنت الحكومة الألمانية أنه لم يتضح بعد ما إذا كان السراج، وحفتر، سيشاركان في المؤتمر المقرر عقده في برلين بشأن ليبيا ويهدف المؤتمر إلى الحد من التدخلات الخارجية التي تؤجج النزاع و الصراع وتوفير ظروف مواتية لاستئناف الحوار الليبي الداخلي مع الإعلان مسبقاً عن وقف دائم لإطلاق النار ..وبذلك فان الأزمة الليبية قد خرجت عن محاولة الرعاية الروسية التركية المشتركة على غرار ما هو حاصل في سوريا، وانتقلت إلى أوروبا حيث هناك عدد أكبر من اللاعبين الدوليين والإقليميين.و في هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وقف إطلاق النار في ليبيا يبقى سارياً إلى أجل غير محدد رغم رفض المشير خليفة حفتر توقيع اتفاق رسمي لأنه بحاجة إلى «يومين» إضافيين لدرسه. وأكدت الوزارة أن اجتماع موسكو بين الأطراف الليبية أفضى إلى «التوصل لاتفاق مبدئي بين الأطراف المتنافسة للإبقاء على وقف الأعمال العدائية وتمديده إلى أجل غير محدد».
في الأثناء بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي في القاهرة الأزمة الليبية في ضوء قرب انعقاد مؤتمر برلين وتم التوافق على تكثيف الجهود المشتركة لدعم مساعي التسوية السياسية للوصول إلى حل شامل.فهل ينتظر الليبيون مؤتمر برلين لأخراجهم من مُختنق الأزمة السياسية أم يعود بهم لأسوء مما كانوا عليه.