أخبار عاجلة
الرئيسية / الجاليات / مأساة عبدالله الامام.. الرجل الذي أحزن المصريين

مأساة عبدالله الامام.. الرجل الذي أحزن المصريين

المهندس سامي القاضي : الطريق الوحيد لمن يرغب في

ترحيل الجثمان إلي مصر أن تكون أوراقه سليمة

هكذا كانت قصة المصري الذي مات سوداني وعاش هولندي

ورغب أن يدفن  “مصري”

شركات التأمين تقول:

أوراقك الرسمية الهولندية حتى لو كانت بأسمك المزور (مسؤوليتك أنت)..  لذلك  تأكد أنك مصري الأوراق  (الهولندية والمصرية)  لو عاوز تدفن ببلدك .. لا يوجد قانون يجبر مصر على استقبال جثمان غير مصري للدفن بأراضيها حتى لو رغب أهل المتوفى أو أوصى الميت بذلك ..هذا الحديث على مسؤولية شركات التأمين والحكومة المصرية

هكذا قال المهندس سامي القاضي مؤسس صندوق الدفن الاجتماعي..والمنسق العام لمجلس الجالية المصرية في هولندا، وبجانب ذلك مسؤول عن تأمين أبناء الجالية المصرية من قبل شركة  من أكبر شركات التأمين الهولندية..وتخليص الاوراق المطلوبة لرحيل الجثمان .

وفي حوار انفردت به (أوروبا اليوم) مع المهندس سامي القاضي نفتح من خلاله ملفات الجالية المصرية في هولندا ويشرح لنا كيف حصل بعض من المصريين على الجنسية الهولندية بإعتبارهم من أصول وجنسيات غير جنسيتهم الأصلية، مثل أن يقدم  المصري نفسه لهولندا،  بأوراق غير صحيحة على انه من أصول سودانية، أو عراقية، أو حتى سورية.

 

وينجح في الحصول على الجنسية الهولندية ويعيش حياته بالطول والعرض في بلد الاقامة،  وبالجنسية التي اختارها بمحض إرادته، أو حتى اعتقادا منه أنه كان الحل الوحيد للبحث عن الرزق والعيش برفاهية، حتى يأتي ملك الموت دون  سابق أنذار و يقبض روحه، ووقتها نجده يوصي بأن يدفن في مصر.

وعندها تبدأ الإجراءات مع الجهات الرسمية المصرية.. ويكون طلبهم الأول الحصول على شهادة الوفاة التى تثبت أنه مصري، وذلك من خلال محل الميلاد.

ولكنه يكتشف وقتها أن الجنسية وكل الأوراق بتقول أن المتوفي سوداني أو عراقي وبالتالي ترفض الجهات المصرية ترحيل الجثمان ووقتها يظهر أهل المتوفى في مصر ويطالبون برحيل الجثمان بأي طريقة ويقدمون الأوراق التي تثبت أنه ابنهم ولكن دون جدوى..لأن الأوراق الرسمية من هولندا  بتقول انه هولندي من أصول غير مصرية…

وفي هذا الحوار يوضح المهندس سامي القاضي، مشاكل المصريين بالخارج.. وخاصة مشاكل ترحيل الجثمان إلى بلدهم مصر.

* بداية ماهي  قصة المتوفى السوداني الذي أثار الكثير من الجدل بين المصريين؟

** لقد تلقينا خبر وفاة أحد المصريين المقيمين بأمستردام، وكنا نعتقد أن الخبر عادى فى حالات الوفيات التي تأتي بين الحين والأخر.. مع توضيح أن كل حالة لها خصوصياتها لكن هذه الحالة عجز الجميع عن تلبية طلبات أسرة المتوفى نظراً للطريق المسدود الذي وضعنا فيه المرحوم سواء بقصد أو بدون قصد

* كيف؟ 

** بدأت القصة بداية التسعينات عندما وصل عبدالله الإمام إلى هولندا كأى شاب خرج من مصر يحسن ظروفه وظروف عائلته، فإصطدم بقوانين غاية فى الصعوبة…ناهيك عن ندرة العمل المناسب وتكاليف الزواج للحصول على الإقامة. كل هذا كان أمام أعين عبد الله الإمام ومن خلفه بوليس هولندى ينفذ القانون بلا رحمة ولا تردد فى ترحيل المخالفين..

وأضاف القاضي، ليس لديه إقامة كأى مصرى فكر عبدالله الإمام  في كل الطرق التي تؤدي إلى الحصول على الإقامة فهداه الأصدقاء بتقديم أوراقه كي يحصل على اللجوء لهولندا.

** هل مسموح ذلك من قبل السلطات المصرية؟

** مصر سابقاً والأن وأن شاء الله لاحقاً ليست من الدول المسموح لرعاياها الحصول على حق اللجوء، وذلك لان هناك الاستقرار النسبى فيها وقتها، و لكن فى تلك الفترة كان من حق الأشقاء السودانيين حق اللجوء إذا توافرت الشروط وكانت سهلة لهم أن ذاك

* كيف حصل على الأوراق التى تثبت انه سوداني؟

** فكر عبدالله الامام مع أخرين بالحصول على أوراق من السودان تثبت أنه من أصل سوداني فاستخرج شهادة ميلاد من الخرطوم وغير الإسم إلى عبدالله تاج الدين وأبقى على تاريخ الميلاد الحقيقى… كل ذلك تم عن طريق وسطاء واستغل الشبه الكبير فى لون البشرة بينه وبين الأشقاء السودانيين….وحصل على حق اللجوء فى هولندا، وبدأت الحياة تدور والسنوات تتبع السنوات وتزوج أوروبية وأنجب ابنه الوحيد

* ماذا حدث بعد ذلك؟

** فى لحظة عصيبة حدثت له جلطة دماغية أدت للوفاة ومن هنا بدأت مأساة الجثمان هل يدفن فى مصر حيث تطالب الأسرة بذلك, ولما لا  فقد كان باراً بهم جميعاً ومن عجائب القدر أنه أحتفظ بكل الأوراق التى تثبت أنه مصرى 100% وحتى النخاع لمثل هذا اليوم وجاءت الأقدار كلها عكس ذلك تماماً

* كيف؟

** كل الأوراق والمستندات تقول إن عبد الله الإمام مصرى وكل الأوراق والمستندات الهولندية تقول إن عبدالله تاج الدين  سودانى

* وما يمنع ترحيل الجثمان بالأوراق المصرية؟

** كل شهادات الوفيات التى تصدر من هولندا تصدر طبقاً للسجلات الهولندية ولا يجوز بأى حال من الأحوال التلاعب بها وتغيرها يتطلب عامين فى المحاكم الهولندية من هنا تم إرسال كل المستندات للقنصلية المصرية في لاهاي للبت فى هذه الإشكالية

* ماذا بعد؟

** جاء رد القنصلية المصرية  في لاهاي بعد عدة أيام لا يمكن استخراج شهادة وفاة مصرية بإسم عبدالله الامام  من مواليد الغربية لأن كل الشهادات التي تم إستخراجها من السلطات الهولندية تؤكد أن المتوفى عبدالله تاج الدين ومن مواليد الخرطوم  هولندى من أصل سودانى ويتم إستخراج شهادات الوفيات المصرية بناء على أصول شهادات الوفاة الهولندية

* لماذا تأخرت السفارة عدة أيام طالما أن الأمور واضحة بالنسبة للقنصلية المصرية؟

** لأن القنصلية المصرية تعلم إدارياً أن استخراج شهادة الوفاة بهذه الحقائق  منافى للقانون…ولكنها أرسلت الملف كاملاً للخارجية المصرية لعل هناك حل إنساني أو سياسى نظراً لهذه الحالة.. وبعد المداولات مع المستشارين القانونيين بالخارجية أقروا بأنه لا يجوز استخراج شهادة وفاة مصرية للمرحوم… لما يترتب عليها أمور شرعية قد تظهر لا حقاً  وبهذا لا يحق شحن الجثمان لمصر  وسيتم دفن المرحوم عبدالله الإمام بمدافن المسلمين بعاصمة المملكة الهولندية أمستردام، وسبحان الخالق الذي قال في محكم كتابه العزيز.. .قال تعالي:

إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

* وأضاف القاضي، من هنا نود أن نوضح التالي

** كل شهادات الوفيات التي تصدر من القنصلية المصرية في لاهاي تصدر بناء على شهادات صادرة من السلطات الهولندية ولا يجوز التلاعب فيها وأى مصرى تنازل عن الجنسية المصرية ولم يستردها لن يسمح لجثمانه بالدفن فى مصر

* وبماذا تنصح أبناء الجالية حتى لا يتكرر ذلك في المستقبل؟

** نعلم أن بعض المصريين لديهم مشاكل مماثلة لحالة المرحوم عبدالله الامام فعليهم من الآن أن يتداركوا هذا الموقف

ويوجد حالات مصرية مسجلة فى هولندا على إنها عراقية وسورية أن الأوان لتصليح ذلك بالطرق القانونية المتعارف عليها

وفي النهاية أكد القاضي أن الطريق الوحيد لمن يرغب في ترحيل الجثمان إلي مصر أن تكون أوراقه سليمة وهى بطاقة الرقم القومي …جواز سفر مميكن أوراق معتمدة سليمة تؤكد أنه مصري بغير هذا لن يغادر المتوفى  المملكة الهولندية.

وثائق المرحوم عبدالله الامام

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *