أخبار عاجلة
الرئيسية / عالمي / لوشاريك.. ولغز الحريق على متن الغواصة الروسية

لوشاريك.. ولغز الحريق على متن الغواصة الروسية

تعد حادثة الحريق على متن الغواصة لوشاريك لغزا كبيرا إذ تعتبر واحدة من الغواصات المتفردة والأكثر قدرة والأكثر تميزًا في الأسطول البحري الروسي، خاصة وأنها باتت تتذيل قائمة الحوادث الكارثية التي مني بها أسطول الغواصات الروسي، دون تقديم أي تفسير منطقي لأسباب هذه الحادثة.

ووفقًا لأحد المدونين الخبراء في علوم البحرية، فإن AS-12 غواصة مهام خاصة للغوص في أعماق المحيطات، ويتم تشغيلها بواسطة وحدة الأبحاث الرئيسية التابعة للبحرية الروسية أو الإدارة العامة للبحوث في أعماق البحار GUGI غوغي.

وهذه الغواصة تعمل بالطاقة النووية بطاقم يصل عدده إلى 25 شخصا، ودخلت الخدمة منذ أوائل العقد الأول من هذا القرن، ويعتقد أنها قادرة على الغوص لعمق يصل إلى 6100 متر.

تم تصميم الغواصة بطريقة تسمح لها بالغوص بعمق أكبر من الغواصات الروسية أو تلك التي تحمل الصواريخ الباليستية، وتتميز عن غيرها من الغواصات ذات المظهر التقليدي بوجود سلسلة تشبه الأجرام، وهو السبب الذي لقبت فيه باسم لوشاريك الحصان الكرتوني.

كما صممت الغواصة بشكل يمكن حملها أو نقلها على متن غواصة أكبر مما يعطيها المزيد من الحمائية من أن يتم التقاطها عبر السونار أو الأمواج فوق الصوتية أو المراقبة بالرادارات.

وقال محللون عسكريون إن الغواصة التي غالبا ما تنقل لوشاريك هي الغواصة من طراز BS-136 أورينبورغ، وهي غواصة صاروخية قديمة من طراز دلتا 3 خضعت للتعديل.

ويعزو أحد المحللين العسكريين لوقوع الحادثة على متن لوشاريك إلى المحاولات الروسية في عهد الرئيس فلاديمير بوتن لتحديث الأسطول البحري الروسي.

ويعبر المسؤولون العسكريون في الولايات المتحدة علنًا عن مخاوفهم من أن القوات الروسية ربما تطور طرقًا جديدة وسرية للاستفادة من أو حتى قطع كابلات الألياف الضوئية تحت البحر والتي تمر عبر الأطلسي.

وأشار آخرون إلى الجهود الروسية الجديدة لملاحقة شبكة المصفوفات الصوتية والكابلات البحرية التي نشرتها الولايات المتحدة وحلف الناتو لسنوات في أعماق البحار لتتبع الغواصات.

ويعد غوغي GUGI ، قسم الأبحاث التجريبية الرائد في البحرية، وراء العديد من أنظمة الأسلحة الحديثة في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك طوربيد يعمل بالطاقة النووية.

كما أنها مسؤولة عن سفينة الأبحاث المعروفة باسم يانتار Yantar ، والتي تم إطلاقها في عام 2015 والتي تستطيع حمل غواصتين مأهولتين ومركبة تعمل عن بعد تحت الماء.

وتشتمل يانتار على أجهزة مخصصة للتعقب في أعماق البحار، فضلاً عن معدات لتوصيل كابلات الاتصالات السرية للغاية.

في عام 2018 ،و ذهبت الولايات المتحدة إلى حد اتهام موسكو “بتتبع كابلات الاتصالات البحرية” وفرضت عقوبات اقتصادية على الشركة الروسية التي يزعم أنها توفر معدات الغوص تحت الماء لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

وهناك تقارير متضاربة حول ما أشعل الحريق، وما إذا ما إذا كان البحارة قد اختنقوا بسبب الدخان الضار أو لأسباب أخرى، وما إذا كان الحريق قد وقع على الغواصة نفسها أو على غواصة أخرى أطلقتها AS- 12.

بالنسبة للعديد من الروس، كان للحادث أصداء كبيرة، فهي واحدة من أكثر اللحظات الفارقة للرئيس بوتن ومنها غرق غواصة كورسك عام 2000، والتي أودت بحياة 118 بحارًا.

ويقول أحد الخبراء العسكريين إن الروس يستثمرون الكثير من الجهد والمال في تطوير أساليب جديدة للحرب تحت البحر، لكن الموروثات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وخاصة في الإفراط في التصاميم وشبهات الفساد لا تزال حاضرة إلى الآن.

ومع أنه من السابق لأوانه تحديد سبب الحريق على متن الغواصة وفيما إذا كان خطأ بشريا أو ميكانيكيا أم لا، إلا أنه من المحتمل أن يكون لحادث لوشاريك تأثير تشغيلي كبير على إدارة أبحاث البحار ، بالنظر إلى مدى تقدم هذه الغواصات وعددها القليل نسبيا في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *