أخبار عاجلة
الرئيسية / المرأة / لقاء مع ميت – الجزء السابع .. إيمان وهمان
إيمان وهمان

لقاء مع ميت – الجزء السابع .. إيمان وهمان

 

انتهت مراسم العزاء .. تفرق الأهل والجيران .. انفرط عقد الأسرة ولم يتبقَ سوى “أمل” و”أمجد”.. “أمل” التي من فرط حزنها على أختها ، أصرت أن تبيت في بيت العائلة وعلى نفس السرير الذي كانت ترقد عليه أختها “منى” ..

.. لقد أحست “أمل” بوحشة كبيرة لفقدها أختها، وحزنت عليها كما لم تحزن على أحد من قبل.. وشعرت أن حزنها على أختها يفوق حزنها على أمها وأبيها .. لم تذق الطعام طوال اليوم، ولم تكف عن البكاء، وعرضت عليها ابنة خالتها أن تبيت معها لكنها رفضت إيمانًا منها أن “منى”ستاتى إليها ليتحدثا سويًا .. وقبل أن تخلد إلى النوم توضأت وصلت ودعت لأختها كثيرًا وناجت ربها أن يسامحها ويغفر لها،إيمانا منها أن أختها كانت تقوم بتلك الأفعال بغير قصد، ولم تكن تتعمد ارتكاب الآثام ..

.. لم تستطع “أمل” النوم بسهولة رغم تعبها طوال اليوم، ولكنها وأخيرا استسلمت للنوم، وأفاقت على صلاة الفجر ، ونظرت حولها لم تجد أختها، وحتى لم ترها في حلمها فتوقعت أن تحضر إليها أختها في اليوم التالي .

.. مر أربعون يومًا، و”أمل” تترقب في كل يوم وصول أختها لكنه لم يحدث ، ومع ذلك لم تفقد أملها وإيمانها ويقينها بأن “منى” سوف تأتي إليها لتفي بوعدها لها.

.. كانت الحياه تسير روتينية، الأولاد مشغولون بدراستهم، والزوج مابين عمله وقضاء معظم الوقت مع أهله، فهو شديد الارتباط بعائلته ، وهي تقضي وقتها ما بين شغلها وبيتها ورويدًا رويدًا فقدت الأمل في لقاء أختها ..

.. وذات ليلة وبينما “أمل” نائمة بمفردها، وزوجها مسافر في مهمة عمل ، إذ شعرت بأن يدًا تربت عليها وتوقظها من نومها ، فإذا بها ترى “منى” وهى تبدو في الثلاثين من عمرها، تتمتع بجمالها وقوامها الممشوق وفي احسن حال، وكانت كمن يقف على جبل من الثلج الأبيض .. فرحت “أمل” بلقاء أختها وأخذت تعاتبها على تأخيرها في زيارتها ولكن منى كانت تبتسم لها في ود، وأخبرتها أنها التقت بأمها وأبيها وأنهم يهدونها السلام ، وأنهم في أحسن حال .. لم تمكث “منى” طويلا مع “أمل” ، وأكدت لها أنها ستزورها كثيرًا، وطلبت منها ألاّ تخبر أحدًا بزيارتها لها.

أفاقت “أمل” كعادتها على صلاة الفجر، وعندما استيقظت وجدت نفسها تردد بعض آيات من القران، ولم تكن على يقين إن كانت رأت أختها فعلا أم أنه كان حلمًا .

.. بعد ثلاثة أيام حدث لها نفس الشىء، وحضرت “منى” لأختها، وأخبرتها أنها على مايرام، وأخذت  “أمل” تنهال عليها بالأسئلة عن كل ماحدث لها منذ أن تم دفنها، وخاصة عن عذاب القبر .. لم تجب “منى” على أسئلة أختها، ولكنها طمأنتها أنها بخير، وأن أحوالها أحسن مما سبق، وأخبرتها أنها التقت بإبنها وأنه كالملاك يمرح ويلعب، ولكنها أخبرتها بشىء عجيب

.. قالت لها إنها التقت بسيدة لم تكن تعرفها من قبل، ولكن تلك السيده تعيش في جاه وملك عظيم، وأنها تحدثت إليها وحكت لها قصتها بأنها كانت فنانة مشهورة،وكانت يهودية الديانة، ولكن الله أنعم عليها بالإسلام عن يقين، وكانت تؤدي الفرائض وتتصدق كثيرًا، والآن هى تنعم في حياتها الأخرة ، .

.. استغربت “أمل” من تلك الواقعة، ومن صلة تلك السيدة بأختها، لكن “منى” أكدت لها أن الحياة هناك أحسن بكثير من الحياة على الأرض، وأنها شاهدت مشاهير كثيرة، وناس من الزمن القديم ، وأكدت لها أنها تنتظر وصولها لتلتقى بكل الأهل وتنعم معهم بالحياة الأخرى.. أما عن عذاب القبر والثعبان الأقرع الذى يؤرق فكر “أمل” ويلح عليها دائما في خاطرها فقد أكدت لها “منى” أنها إلى الآن لم تلتق به ولا تعلم إن كانت ستلاقيه أم لا .. وسألت “منى” أختها عن “أمجد” وانها عاتبة عليه لانه لايذكرها ولايتذكرها، وقبل أن تمضي طلبت من “أمل “ان تكثر لها الدعاء على وعد بلقاء قريب.

كانت “أمل” متلهفه لتخبر “أمجد” بما يحدث لها مع أختها ولكنها كانت تخشى أن تنقطع “منى” عن زيارتها إذا أخبرته وأخيرًا استقر رأيها على اخباره لتتأكد إن كانت تلك الزيارات حلم ام حقيقة، وبالفعل اتصلت بأمجد وطلبت منه أن ينصت لها جيدا وسردت له الحكاية بالكامل

.. ذهل “أمجد” من كلام “أمل” وطلب منها أن تسال شيخًا يكون مصدر ثقة لكن “أمل” رفضت خوفًا من ألّا تأتى إليها أختها مرة أخرى ، وأوصته بالتصدق على روح “منى” والدعاء لها

مرت ثلاث ليال وإذا بمنى تأتي لزيارة أختها ومعها أمها وبدت العلاقة بينهما على مايرام .. فرحت “أمل” برؤية أمها كثيرًا ولاحظت أن الأم تبدو صغيرة السن جميلة المنظر ترتدى ثوبًا فضفاضًا جميلًا،  وطبعا طلبت منها الأم أن تهدى “أمجد” السلام وأن تدعوه لزيارة قبرها هو وأولاده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *