أخبار عاجلة
الرئيسية / الجاليات / لقاء مع ميت الجزء الرابع بقلم إيمان وهمان

لقاء مع ميت الجزء الرابع بقلم إيمان وهمان

 

كما كان متوقعًا لم يوفِ “أمجد” بوعده مع “سهى”، وتعلل بأسبابٍ واهية كصغر سنه، وأنه مايزال طالبًا لم يكمل دراسته الجامعية بعد… انتهت العلاقة بين “أمجد” و”سهى”،  وكانت نقطة فارقة في حياة كُلٍ منهما.

.. ثلاث سنوات مرت، أنهى “أمجد” خلالها دراسته الجامعية، وهو مايزال على نفس الوتيرة من سلوكه الذي لم يتغير.

استطاع “أمجد” أن يقنع والديه بالسفر للعمل بالخارج، واختار أن يسافر إلى كندا لأن  له أصدقاء هناك سيقدمون له يد العون والمساعدة في البحث عن عمل .. وبالفعل اقتنع الوالدان، وسافر ” أمجد” إلى كندا، وأقام مع اثنين من أصحابه فى شقة واحدة.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كان حال الابنة الكبرى “منى” يُرثى له .. رزقت بولد من زوجها الذي لم يعد يهتم بها أو بابنها، وكانت تسكن في منطقة متطرفة من المناطق العشوائية التي تحيط بمدينة القاهرة ، وكانت تقيم فى بيت كبيوت الفلاحين البسيطة،  ليس بها ماء ولا صرف صحي، وأصبحت عيشتها ضنك،وابنها مريض دائمًا، وكانت تعانى من قطيعة أهلها لها، وبعد أن كانت فتاة مدللة تلبس أفخر الثياب، وتعيش حياة رغدة، أصبحت تعانى من الحاجة والعوز ، واضطرتها الظروف إلى تغيير جذري في شخصيتها .

التحقت”منى” بالعمل فى مكتب سفريات، وكانت تجهز لموسم الحج، وبعد جمع الأموال من الحجاج ، أوهمتهم أنّ كلَّ شيء على مايرام، وأنها أرسلت “جوازات السفر” للحصول على تأشيرة الحج .. في الوقت الذي كانت فيه في أشد الحاجة إلى هذه الأموال، فقد كانت تحتاج إلى المال لتسدد إيجار الشقة المتأخر عليها، وتحتاج المال أيضا لشراء علاج ابنها المريض وهو علاج مكلف لا تقدر عليه ، ولم تكن تفكر عندما أخذت هذه الأموال في عواقب تصرفها هذا .. وعندما بدأ الناس يتصلون بها لاستلام جوازات السفر أحست بالخطر وأن أمرها قد انكشف .. عادت إلى البيت وجمعت ملابسها وحاجياتها وأخذت طفلها واستقلت القطار دون تفكير.

عادت “منى” إلى أسرتها تطرق الباب باكية نادمة .. فتحت لها أمها، وعندما رأتها وشاهدت الطفل تحرك فيها قلب الأم واحتضنتها وكانت حالة “منى” وابنها يرثى لها .. أرسلت الأم لزوجها تخبره بما حدث وتستعطفه أن يعفو عنها .. في تلك الأثناء عرف صاحب مكتب السفريات بالقصة كاملة،  فاتصل بزوجها وأخبره بما حدث وألزمه بسداد المبالغ التى اختلستها “منى”.. فما كان من الزوج إلاّ أن ذهب إلى الإسكندرية، وتشاجر معها ومع أمها ووقع الطلاق بينهما وتبرأ منها ومن ابنه وأخبرها أنه لن يتحمل مسئولية الطفل .

وهكذا عادت “منى” إلى بيت العائلة بطفل مريض دائما ،  وطبعا لم تكمل دراستها الجامعية، و فقدت الكثير من جمالها نتيجة للظروف الصعبة التي مرت بها .. حضر الأب كعادته في إجازة، وعندما شاهد ابنته على تلك الحالة حزن حُزنًا شديدًا وأخذ يلومها بشدة، وأجبرها على ارتداء الحجاب والذى كان انتشر بكثرة في تلك الفترة .. و منعها من الخروج من المنزل ..

.. فى تلك الأثناء تزوجت “أمل”، وكانت تعمل في إحدى الشركات، وبسرعة اكتسبت صداقة وحب كل من حولها خاصة،أنها كانت تتفانى فى عملها، واستطاعت أن تقنع والدها بالسماح لأختها “منى” بالعمل معها في نفس الشركة، وبعد إلحاح من “أمل” وامها سمح الأب لمنى أن تعمل في نفس الشركة مع أختها ، وبرغم فارق السن بين الأختين لكن “أمل” كانت اكثر اتزانًا وعقلانية عكس “منى” التى تتسم كل تصرفاتها بالتهور والعشوائية وأحيانًا بالغباء.

تعرفت “منى” على رجل أكبر منها في السن ميسور الحال، متزوج ولديه أسرة،  وطبعا قامت بينهما علاقة سرية، وكانت تتغيب عن المنزل بحجة العمل، وتسببت في مشاكل كثيرة بين “أمل” وأمها وأحيانا أبيها، وذلك بسبب تصرفاتها وتأخرها الدائم عن المنزل، وكذلك التغيب بين الحين والآخر عن العمل.

عاد الأب نهائيًا من العمل في دول الخليج، واستقر في مصر، ولم يعجبه تغيب ابنته كثيرًا خارج البيت فأصر على أن يجعلها تترك العمل وتستقر فى البيت لترعى ابنها المريض .

كانت “منى” تصر على الخروج بحجة زيارة أختها “أمل”، ولكنها كانت تخرج لتقابل “شريف” الذى تزوجته عُرفيًا دون علم أهلها .. استمرت على ذلك الوضع شهورًا .. وبدأ شكلها يتغير وأصبحت ترتدي ملابس فضفاض فى المنزل بحجة أنها تعانى من التهاب القولون الذى يسبب لها انتفاخًا، ولم يكن أحد يتخيل أنها أعراض الحمل،فهى لم تخبر أحدًا رغم قربها من “أمل”، ولكنها كالعادة تخشى أن تواجه المشكلة، ولكنها تفضل أن تقع المصيبة مرة واحدة.

.. فى يوم من الأيام ، ذهبت “أمل” لزيارة أسرتها في عطلة نهاية الأسبوع كالعادة مصطحبة أولادها وزوجها معها، لكنها فوجئت أن الجو العام داخل العائلة ليس على ما يرام، لكن أمها لم  تشأ أن تخبرها بشىء، فتوجهت إلى “منى” تسألها عما حدث، وكانت المفاجأة عندما أخبرتها “منى” بالقصة كاملة، وأنها تزوجت عرفيًا من المهندس “شريف”، وهو مهندس مرموق، ونتيجة تلك الزيجة حملت منه، وكانت تحاول أن تضغط عليه ليتزوجها زواجًا شرعيًا،  فلم تفكر فى التخلص من الحمل، ولكن حدث ما لم يكن في الحُسبان .. توفى المهندس “شريف”  فجأة ودون سابق انذار، وعندما فكرت في اجراء عملية للتخلص من الجنين كان الأوان قد فات، فقد كانت حاملًا في الشهر الرابع ..كانت “أمل” تستمع لأختها غير مصدقة لما حدث، فقد كانت صدمة بكل معنى الكلمة، واسترسلت أختها فى تكملة القصة..”.. أنها من يومين شعرت بآلام الوضع، وكان ذلك في الشهر السابع، وبدأت تتوجع و تكتم صراخها، فسمعت بها الأم وعندما توجهت إلى حجرة ابنتها ورأتها على تلك الحالة أخبرتها “منى” أنها بصدد أن تضع مولودها ..  لم تصدق الأم عينيها، وأخذت تلطم خديها من هول المفاجأة وتصرخ كالمجنونة، وبالطبع سمع الأب صراخها، فهرع إلى حجرة ابنته ظنًا منه أنها قد أصابها مكروهًا،  لكن المفاجأة شلت تفكيره عن الحركة

.. كارثة بكل المعاني والأسوء تصرف الأب والأم .. دفعهم خوفهم من الفضيحة للتخلص من الجنين، فقد كان المولود” بنتًا” وبعد أن ساعدت الأم ابنتها بنفسها في اتمام عملية الولادة مضطرة، أخذت البنت المولودة حالًا ، ولفتها بفوطة كبيرة وتسللت في الليل وذهبت إلى أقرب مسجد، ووضعت البنت على باب المسجد.

. .. بكت “أمل ” كثيرًا فى هذا اليوم، وأخذت تفكر في تصرف الأم والأب في التخلص من طفلة ليس لها أى ذنب فيما حدث، وتحدثت مع أمها، فنهرتها الأم بشدة واستغربت من جرأة “منى” لكي تخبر أختها عن تلك الجريمة.

 كانت تلك الحادثة نقطة سوداء جديدة تضاف إلى رصيد الأم الأسود عند “امل”.. ماذا حدث وماذا سيحدث في تلك الاسرة المنكوبة المفككة ..  هذا ما ستقرأه معنا في الجزء الخامس .. تابعونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *