لا شيء ينبت هنا بدون جذور: تشرتشل
قصة عميقة المعنى:عجوز يهودية اسمها (روت) احتفلت قبل أيام بعيد ميلادها الـ(106)، حيث قالت: كنت قبل مائة عام طفلة ذات ست سنوات. في ذلك الوقت كلفت بإعطاء تشرشل باقة ورد عندما زار فلسطين كوزير للمستعمرات عام 1921، ثم ذهب لزيارة بلدية تل أبيب التي أنشأها الإنكليز عام 1909 لتكون البذرة الأولى التي زرعوها لتكبر فيما بعد لتكون إسرائيل الوطن المنشود لليهود على حساب أهل الأرض العرب الفلسطينيين.وقالت العجوز: إنه ومن ضمن تزيين منطقة استقبال تشرشل في حديقة بلدية (تل أبيب)، اضطر منظمو الحفل إلى قطع أشجار صنوبر بالقرب من حدود لبنان، وغرزوها في الأرض الرملية في حديقة البلدية لتجميلها كي تبدو أمام الضيف أكثر جمالاً ورونقاً وأقرب إلى حدائق أوروبا!
وقالت:لقد شعرت بالملل بعد دقائق من بدء الضيف إلقاء كلمته، وتنحيت جانباً مستندة إلى إحدى الأشجار، فما كان من الشجرة إلا أن مالت وبان جذعها المقصوص وأدى ذلك إلى ميل عدد آخر من الأشجار وظهرت الخديعة.عندئذ شاهدت تشرشل ينفجر ضاحكاً ومال على رئيس البلدية وهمس في أذنه: أخشى أن تسقط دولتكم يوماً ما حتى لو ساعدناكم وساعدكم كل العالم على إنشائها…فلا شيء ينبت هنا بدون جذور.
الحكمة : كما ان اسرائيل الغربية لن تبقى ابدا ومهما طال بقاءها بالقوة فلن يبقى في قمة البعث من زرع اصطناعيا في اعلى قيادة فيه وهو غريب عنه فكريا واخلاقيا ونفسيا وعقائديا، فلو سألت اليوم من اغتصب موقعا في اقدس قيادة وهي القيادة القومية ان يوضح الصلة بين القومية والاشتراكية لبدى لكم ابلها لايعرف حتى التأتأة، فطاحلة الردة الوطنية والقومية الاخلاقية خصوصا الوقحين منهم الذين يكتبون بيانات باسم القيادة القومية للدلالة على غربتهم عن الحزب يستخدمون مصطلحات مثل (العالم العربي) بدل الوطن العربي! فالبعثي الاصيل يعرف منذ كان نصيرا ان مصطلح العالم العربي مصطلح غربي صهيوني فارسي يستخدم لابعاد حقيقة ان امتنا العربية واحدة وانها وطننا العظيم من موريتانيا الى اليمن، ومع ذلك عين هذا المجند مخابراتيا،عضوا مشاركا في اقدس قيادة للحزب، ومن فقد معرفة العقيدة ومصطلحاتها يؤكد انه لاجذور له في الحزب، وسيقع ان عاجلا او اجلا كما مالت الشجرة في تل ابيب، وستبقى سنديانة البعث العميقة الجذور وتزول كل الاصنام الخشبية التي صنعت في مقرات المخابرات.
اسألوا الذي صار عضوا في الحزب في عام 1972 ولكنه عضو قيادة قومية! عن معنى الرسالة الخالدة للبعث سيكون رده ساذجا كتعابيره كلماته المتراقصة بفوضى تخلف وعيه ،فالذي يقبل ان تعد اطروحة دكتوراه له من قبل عضو في الحزب من العراق لايمكنه فهم معنى اخلاق البعث ولا ان يدرك عظمة عقيدته التي انتسب اليها متأخرا ، ولم نجد له اربعة كلمات عن عقيدة البعث في كل تاريخه القصير!
واسألوا ابن الايرانية في البحرين كيف يكون بعثيا وهو يدعو لانهاء قومية البعث وجعله مثل الجامعة العربية عبارة عن هيئة تنسيقية بين قيادة اقطار وليس قيادة عضوية فعلية وميدانية؟ ولذلك عندما حضر الاحتفال الذي اقامته جمعية الوفاق الولائية في يوم اعدام القائد الشهيد صدام حسين فرحا باعدامه وشن هجوم وقح على القائد الشهيد امامه بقي في الاحتفال ولم يعترض ولم ينسحب مؤكدا انه غصن لاينمو الا في ارض فارس! الطارئون على البعث والذين زرعتهم بلدية تل ابيب لاخفاء اغتصابهم لقيادة البعث نرى جذورهم المقطوعة والمنتمية لغير تربة البعث ونرى اليد التي زرعتهم كي يسمموا تربة البعث الاصيلة، ويقتلعوا كل نبتة ناضجة وسليمة لمنع نموها.تشرتشل وهو في قبره يسخر الان من زمرة علي الريح السنهوري الطارئة كما سخر ممن فرض شجرة صنوبر جلبت من حدود لبنان ،ويحذر من زوالها الحتمي بعد ان هبت ريح انتفاضة البعث في كل الاقطار ويدعو لتعزيز غرسها في قلوبنا بسكاكين صنعت نصولها في بلاد فارس، وفي معممعة التزييف نرى الحقيقة عارية وهي الوجه الشيطاني المعمر بالاصرار على ممارسة الاحقاد المتراكمة ورفض اي احترام لقدسية اسم الحزب واغماض العين عن رؤية الامة تتمزق ومع ذلك يشاركون في تمزيقها عبر محاولة تقسيم الحزب وشرذمته!
الغد لفلسطين حتما ولن نرى غريبا فيها، والغد للبعثيين حتما ولن نرى في صفوفه الكارهون له والمندسون في صفوفه ، مادامت جذورنا ضاربة في اعماق بعثنا وهو اديم تكويننا، لم تنجح ضباع واشنطن وطهران وتل ابيب في اجتثاثنا ولن تنجح ،رغم كل جرائمها ،الصغار الطارئون اضعف من القدرة على النجاح فيما فشلت فيه مراكز القوة العالمية والاقليمية، ستسقط الاشجار الغريبة والطارئة وستبقى سنديانات البعث تزهر الاف السنين وتتحدى عواصف الاجتثاث مهما غلفت باسماء مضللة .
البعث لايعيش بدون الاصالة والاصالة عمارتها التضحية والنضال المدون في سجل الامة غير القابل للتزييف او الطمر، فمن ضحى وناضل من اجل البعث واختلطت مفاهيمه بجيناته هو الباقي رمزا للبعث! انتظروا بزوغ الفجر سترون الوجوه الحقيقية ، فلا تفزعوا من قبحها وغربتها عن ملامح البعثي الاصيل .