أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / كيف تجتث حزبا ثوريا ؟ … عندما تضع لجاما في فمك سيضعون سرجا على ظهرك   … صلاح المختار

كيف تجتث حزبا ثوريا ؟ … عندما تضع لجاما في فمك سيضعون سرجا على ظهرك   … صلاح المختار

 عندما تضع لجاما في فمك سيضعون سرجا على ظهرك – حكيم
كما ان اثبات ان المخلوق حي يكمن في انه يتحرك ويمارس وظائفه الطبيعية فان الحزب الثوري بدون ممارسة واجباته يعد ميتا، وهذه احدى اهم بديهيات العمل، فالحزب هو نضاله وقدرته على مواكبة الاحداث والاسهام في صنعها،ان لم يكن هو صانعها، وبدون ذلك فانه اما لايوجد الا بالاسم، او انه هزيل جدا ويقبع في هوامش الاحداث، وهنا مربط الفرس: فلكي تعرف ان كان حزبك يتعرض لتأمر ام لا فانظر الى اداءه وهل يقوم بواجباته كما يجب ام لا؟ فان كان متخلفا عن مسار الاحداث ولا يتأثر بها فانه مقصر او مسيطر عليه وجمد عمدا كي ينتهي، فما قيمة الحزب اذا كان موجودا بالاسم ولكنه غائب او مغيب فلا نرى له نشاطا وتفاعلا مع  الاحداث الخطيرة ؟
      مرت على العراق احداث جسام وخطيرة جدا تهدد وجوده ككيان وطني وتضع شعبه على حافة انهيار اخر اخطر مما سبقه واخرها اكمال حلقة السيطرة الايرانية على الدولة والمجتمع في العراق بعد مسرحية هزيلة مكشوفة منذ بدايتها تولى دور المنفذ فيها مقتدى الصدر وخدع كثير من العراقيين والعرب عبر اللعب على الامهم ومعاناتهم القاسية فتركوا مع خيار واحد وهو التشبث باي امل ولو كان كاذبا مثل ان يكون مقتدى هو المنقذ ! وهنا كان واجب الحزب الثوري هو فضح هذه اللعبة بالتفاصيل كي نبعد الجماهير والنخب عن اوهام الانقاذ بواسطة من هم ادوات تدمير العراق او هم من هندّس خطة غزوه وتدميره. ولكن هذا لم يحصل، فحزبنا منغمس رغما عنه حتى شعر الرأس بالفتنة العمياء التي اشعلها الجاسوس الامريكي علي السنهوري ومن معه من الجواسيس الذين اختطفوا اسم القيادة القومية واستخدموه للسيطرة على الحزب ثم اجتثاثه، واهم وسيلة هي تعطيل الحزب كليا.
واحد ابرز مظاهر تأمر هذه الزمر هو عدم اصدار ولو بيان واحد بأسم البعث يفضح دور مقتدى الصدر والمخابرات الايرانية التي نفذت اخطر حلقة من خطة انهاء العراق واجتثاثه من جذوره ، وهي حلقة عودة اشد جواسيس اسرائيل الشرقية تبعية لها للحكم بعد فترة من تناوب التأمر بينهم وبين عملاء امريكا! وعلى مستوى امتنا العربية نشهد واحدة من اخطر مجازر الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة حيث شن جيش الاحتلال الصهيوني هجوما شرسا على مدينة نابلس يوم امس الاثنين ادى الى استشهاد عدد كبير وجرح العشرات ومازال الاعتداء مستمرا على شعبنا في مختلف المدن، ورغم الطابع المأساوي لما يجري في فلسطين فان الحزب لم يصدر بيانا ولا توقف ولو للحظة امام هذا الحدث الخطير الذي يهدد وجودنا القومي وليس امننا القومي فقط، وهذه الحالة ظاهرة منذ عامين فالحزب لايصدر بيانات الا بقطارة وهو امر خطير جدا، ومقابل ذلك فالحزب منغمس رغما عنه في بذاءات نغول السنهوري وهؤلاء لاهم لهم الا ابقاء الحزب مجمد عمدا !
      هل هذا تقصير ادى لتعطيل الحزب لدرجة ان الحد الادنى من النضال وهو اصدار بيانات لم يعد ممكنا؟ ام انها خطوة مرسومة من قبل العدو المشترك امريكا والاسرائيليتين الشرقية والغربية وتخطوها زمرة السنهوري ومن يقلده في الاساليب؟ بعد عامين مرت على خروج خطة اجتثاث البعث للعلن وبعد ما احدثته من تشرذم في الحزب وتعطيله عمدا، ظهرت خطوة اخرى وتحت غطاء الاختلاف عن زمرة السنهوري نراها متجسدة بمحاولة حرمان الحزب من دور  وخبرة وقدرات خيرة الرفاق والقادة !
حينما تريد ان تجتث حزبا ثوريا مكن اشخاصا تجتمع فيهم في ان واحد صفة التخلف الثقافي ونقص التجربة مع العقد النفسية خصوصا الانانية المفرطة والتي تنتج مطامع التزعم رغم عدم توفر الاهلية، عند ذاك سترى وحشا مفترسا لايعرف الاخلاق ولا الوطنية ولا القانون ويشعر ان كل مناضل صلب ومثقف وله تاريخ وانجازات عقبة امامه فيعمل على تصفيته بمختلف الطرق!وهكذا اشخاص تجد فيهم المخابرات خير اداة يمكن تجنيدها لتنفيذ مخططاتها،والسنهوري،وامثاله وهم كثر،وضعتهم المخابرات الامريكية والايرانية بعد غزو العراق على رأس الحزب في العراق ولبنان والجزائر والبحرين والاردن واعتبرت ذلك كفيل بوضع الحزب على سرير في نهايته مفرمة .
ان اخطر مظاهر اختراق البعث من قبل المخابرات الامريكية والايرانية يتجسد في ان تنظيم البعث في العراق الذي كان القاطرة التي بقوتها تسحب معها كافة تنظيمات الاقطار الاخرى نراه الان معطلا عمدا لدرجة انه لايصدر ولو بيان عن الاحداث الخطيرة رغم انه لايكلف الا اقل من ساعة.ان وضعا خطيرا مثل هذا يفرض علينا ان نضاعف نضالنا من اجل تطهير حزبنا من الجواسيس مهما اختلفت اسماءهم وادعاءتهم،واولهم من يكثرون ترديد الايات القرأنية والاحاديث النبوية لاخفاء وجههم الشيطاني،ويتذللون لك ولكنهم عندما يتمكنون يتملعنون!
 ولئن كنا بالامس قد تصدينا بلا هوادة للردة وعزلناها فاننا اليوم اشد عزما على اجتثاثها بكامل فصولها وبمختلف اشكال نغولها، لقد تأنينا وحسبنا كل شيء بمنطق من يريد حماية وحدة الحزب وهيأنا الضمانات الاساسية لنجاحنا في تطهير الحزب من الخونة وحان وقت التطهير.لابعث الا بقيمه الاخلاقية وبنظامه الداخلي وهويته القومية الاشتراكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *