الشيخ أحمد تركى
المثل المصرى بيقول :
” كل شيخ وله طريقة !!”
وأنا أقول : ” كل شيخ وحسب تكوينه !!! “.
اختيار الواعظ أو العالم للموضوعات التى يتحدث فيها تعكس شخصيته وتكوينه الثقافى والعلمى !! هل يهتم باحتياجات الناس من القرآن والسنة وكنوز التراث ؟!!
أم يتحدث وفق ما تمليه عليه نفسه ؟!!
يعز علىّ. رؤية زملاء أفاضل يجلسون أمام الكاميرات عبر شاشات الفضائيات. وتضيع ميزانية مالية ضخمة فى البث والتصوير وخلافه ؟! وهو يحدث الناس بكل انفعال وتقعر عن ” هل الحور العين فى الجنة تحيض ؟!!
وكان الناس عندما تعرف هذه المعلومة. سينتفضون الى الهداية ؟!!
ويعز علىّ. سماع بعض السادة المتحدثين فى اذاعة القرآن الكريم بكل انفعال عن موضوعات فى فروع الفروع !!
واغلب الموضوعات مكررة بين البرامج ( واضح عدم التنسيق بين برامج نفس الاذاعة )
يؤسفنى القول : بأن أكثر من ثمانين بالمائة من الخطاب الدينى الذى يهطل على الناس عبر الفضائيات والسوشيال ميديا من السادة المعممين والسلفيين وفرافير الوعظ الممولين من الخارج !!!
يتناول مسائل فرعية !! بل وفروع الفروع !!
ومعظم هذه المسائل تخص النصف الاسفل من الانسان ؟!!
ولا مانع عندهم من شتم الارهاب مرة او مرتين لتمشية الحال !!! دون مكافحته فكرياً على النحو المطلوب.
وبعضهم يتعامل مع قضايا الارهاب والتطرف بنظرية مسك العصا من المنتصف !!
أذكر فى خطبة الجمعة التى تلت حادثة مسجد الروضة ببئر العبد والتى قد استشهد فيها المئات من المصلين على يد كلاب النار ، كانت المنابر كلها تتحدث عن الارهاب واعتدائه على المصلين !!
هاتفنى صديق كان يصلى الجمعة فى بعض مساجد منطقة …. وكان يخطب الجمعة فرفور من فرافير الوعظ فى الفضائيات !! فتحدث عن ( مفاتيح الرزق ) !!
المساجد كلها تتحدث عن الارهاب وفاجعة مسجد الروضة وهو يتحدث عن مفاتيح الرزق !!!
فقمت بمهاتفته ! وقلت له : انا الشيخ احمد تركى لماذا لم تلتزم فى خطبة الجمعة بالموضوع المحدد ؟!!
قال لى : ياشيخ احمد انت لست مقاتلاً مثلك !! يوجد فى المسجد انتماءات مختلفة وانا مش عاوز يحصلى زى ما حصلك ؟!!
وبعد تلقينه الدرس المناسب قمت بابلاغ الزميل المسئول فى الاوقاف عن هذه الواقعة !! والتى اظنها تمت تسويتها !!!
وتأكد لى بهذا الموقف أزمة كبيرة من أزمات الخطاب الدينى ،،
بالطبع توجد اجراءات ضخمة تدعمها الدولة المصرية حتى لا تحدث هذه الثغرات !! ولكنها شكلية التنفيذ أكثر منها واقعية !!
وهذه من نقاط الخلاف الكبيرة بينى وبين بعض الزملاء الذين يقاتلون حتى يبقى الوضع على ما هو عليه !!!
وكثير من الزملاء يعترضون على كلامى بحجة انهم يظهرون مواضيع لها ادلة ونصوص !!
اقول لهم :
التراث الاسلامى يا شيوخنا الأفاضل بحر عميق !! فيه من الجواهر الكثير وفيه ايضاً تفاصيل لا نحتاجها أو بالأصح غير مناسبة لوضعها فى بؤرة الاهتمام !!
فلا تكونوا كالمغيب الذى سمعته فى الدانمرك عام 2002 يتحدث عن فقه تحرير الجوارى والعبيد !!!! ويستند الى نصوص !!
تخيل يا مؤمن!! شيخ يتحدث فى دولة أوروبية عن هذا الموضوع الذى شرعه الله لانقاذ الرقاب من ظلم البيئة العربية وقت الاستعباد ؟!! وتخلصت البشرية كلها من هذا المرض ؟ فلماذا الحديث فى هذا الموضوع بلا مناسبة ؟!!’
أو هذا الذى وقف أمامى ( فى مؤتمر ) مع وفد من اساتذة الجامعات الألمانية يستدل على سماحة الاسلام وعظمته بالحديث ” اذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ” ؟!
ولولا تدخلى بتفسير النص وسياقة لكانت ستحدث مصيبة كبيرة !!
كما أذكر موقفاً مؤسفاً لبعض المعممين الكبار. ( كان متطرفاً لفترة كبيرة ) ثم اظهر. دور الوطنية لزوم المرحلة
دعم كلامه المحفوف بالوطنية ودعم الوطن بعبارات قالها الارهابى سيد قطب فى كتابه العدالة الاجتماعية فى الاسلام وهو يؤصل لاسقاط الوطن وبناء دولة الخلافة وفق تصوره الارهابى !!! فقام مولانا بتحوير كلام سيد قطب مع استخدام مضمونه !!!
فهل نحن فى حاجة الى كتابة المتطرفين والارهابيين ؟!!
بالطبع. لا. لكن هذه هى بضاعته !!!
أرجوكم يا سادة : تناولوا قضايا الروح والنفس والعقل والقلب وموضوعات الحروب الحديثة وكيفية المواجهة !! وحبائل الارهاب والتحذير منها !!!
حببوا الناس فى حياتهم ليحبوا ربهم ووطنهم وينشطوا نحو العمل والإنتاج ..
ضعوا فى اعتباركم ان حقائق العلم مع أصول الاسلام خَير وسيلة للاقناع وسوق الناس الى الخير ،،
لأجل هذا أقول : أن تكوين العلماء والوعاظ من أهم مشروعات الوعى الدينى ونحن نواجه حروباً فكرية ضارية !!