الأزهر الشريف من أهم المساجد فى مصر والعالم الإسلامى ، “وقد أنشئ على يد جوهر الصقلى بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر ، ووضع الخليفة حجر الأساس فى عام 970 م فى يوم 14شهر رمضان وأتم البناء فى شهر رمضان عام 972م” . وأن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء ابنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم . وكان الأزهر هو ثانى أقدم جامعة بعد جامعة القرويين التى بنيت كمؤسسة تعليمية لجامع القرويين ، الذى قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهرى عام 859 م فى مدينة فاس المغربية، ولكن جامعة الأزهر هى الأولى فى العالم الإسلامى لدراسة المذهب السنى والشريعة. الأزهر هو الحارس الأمين على علوم اللغة العربية والشريعة ، هو مَنْ صدر علم الإسلام إلى العالم كله، والمقامُ لا يتسع لذكرِ العديد من صفاته. ولكن فى السنوات الأخيرة لاحظنا بعض علماء الأزهر وغيرهم من الدعاة، هم مَنْ يشوهون صورة الإسلام . الاختلاف فى الرأي أمر طبيعى ، فكل منا يمتلك وجهة نظر تختلف عن الآخرين ، وهذا شئ إجابى يساعد على النقاش ، والخروج بأفضل النتائج ، فإذا انتهى الحوار وكل طرف متمسك برأيه الخاص ، تحول الحوار إلى جدل وأصبح كل واحد يحمل وجهة نظر يظن أنه الحق ، ومن يحمل وجهة نظر مختلفة عنه أصبح غير مرغوب فيه . منهم من يرفع حذائه فى وجه مَنْ يناظره ، ومنهم من يتهم الآخر بشرب الخمر ، ومنهم من يتهم الآخر بالقتل ، والأبشع هو مَنْ يتهم الآخرين بالكفر، وهذا ما جعل الجهلاء السفهاء يتطاولون على العلماء الأجلاء. يجب عليكم التواضع فى القول والفعل، لقد تعلمنا على أيديكم أن الإسلام هو دين رحمة وسلام وهو أصل الوسطية والاعتدال والتعامل والتواصل ، الإسلام دين تهذيب ودين الحق. نحن عامة الناس ، نخطئ ونصيب ، وعندما نخطئ نلجأ إليكم ،{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] فإن كان بعض منكم بهذه الصورة ، فماذا نحن فاعلون؟ نداء إلى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، لم يعد الأمر يحتمل الانتظار. أظن حان الوقت لبناء قانون ينظم حركة هؤلاء الذين يتحدثون باسم الإسلام أو يستظلون بظله، أنقذوا الأزهر والإسلام من أيد مَنْ يرتدون زى الأزهر وبعض الدعاة الذين ينتجون بجهلهم صورة تساهم فى الإساءة إلى الدين بأفعالهم، أصبحنا كل يوم على موعد مع إساءة جديدة من جاهل ليس لديه تصريح بالفتاوى. لابد من وضع عقوبات ضد مَنْ يتحدث باسم الدين دون تصريح من الأزهر ، وعقوبات ضد القناة التى يظهر فيها ، وعلى كل من يرغب فى الظهور إعلاميا للدعوة أو المناظرة ، لابد أن يخضع أولاً للإختبار من قبل الأزهر، إن كان من خريج الأزهر أو من جهة أخرى ، ومعاقبة كل من يروج فكرة خاطئة فى حق الدين . أنا لست عالم من علماء الأزهر ولا من علماء الدين … أنا مسلم أغار على إسلامى.
بقلم احمد سلام