أخبار عاجلة
الرئيسية / الجاليات / قصص نجاح في هولندا

قصص نجاح في هولندا

بقلم: هنادي السعيد
هل النجاح ضربة حظ أم كفاح طويل؟
وفيه الكثير من المشقة، فإذا كنت تريد النجاح فعلا… فعليك أن تضع النجاح هدف أمامك و تؤمن به حتى تستطيع الوصول إليه، أما مرحلة تحديد الهدف هي المرحلة الأكثر أهمية حيث يدفعك هدفك نحو العمل و التفكير بأكثر من طريقة لتتمكن من تحقيقه، وهذا ما فعله واثق سعادة حيث كان نضاله مزدوجاً فقد كان نضال من أجل الحياة و نضال من أجل القضية.. وقضيته، ا هي قضية شعب بأكمله قضية فلسطين .. الوطن الذى يسكن في قلب كل فلسطيني صغيرا كان أم كبيرا.
السيد واثق سعادة من مواليد ١٩٦٥ من بلدة عصير الشمالية قضاء نابلس والتي التحق بمدارسها حتى إتمامه الثانوية، وأثنا الانتفاضة تم اعتقاله، وحكم عليه بالإقامة الجبرية و من ثم قرر الانتقال إلى الأردن و حصل على شهادة البكالوريوس لـ يغادرها إلى هولندا للعلاج في عام ١٩٩٠.
و عندها اتخذ قراره للاستقرار في هذا البلد والذي وجد به الرقي و التحضر و لكنه لم يكن بالقرار السهل حيث كانت بداية قاسية ومريرة فعانى من التشرد و النوم في الشوارع و بعد تجاوزه لهذه المرحلة، و تحسن الأوضاع التحق بجامعة لايدن لدراسة اللغة و من ثم متابعته دراساته العليا ليحصل بعدها على الماجستير في علوم الآثار والتاريخ، وأثناء دراسته التحق بالعمل وقد اعترف بانه يمتن لصديقه الرجل الفاضل الذي مد له يد المساعدة و شجعه على إنشاء مشروعه بتجارة الألبسة والأحذية والمعدات الثقيلة ليصبح رجل أعمال ناجح، و لكن واثق سعادة لم يكن طموحه المال فقط بل إيمانه بقضيته و النضال من أجلها كان هدفه الأكبر.
حيث تم انتخابه في العام ٢٠٠٩ رئيساً للجالية الفلسطينية في هولندا والتي تأسست عام ١٩٦٩ على يد السيد مخيمر أيوب حيث تهتم الجالية بتقوية الروابط والصلات الاجتماعية والثقافية بينهم وإحياء التراث والمحافظة عليه، وقد اهتم سعادة كرئيس للجالية بتنظيم دورات ثقافية و أدبية و محاضرات، وأيضا اهتم بشكل خاص بمشاكل المغتربين المختلفة، مع إيجاد الحلول المناسبة لها .
وحرص واثق سعادة منذ تسلمه رئاسة الجالية على إحياء النشاطات والفعاليات التي كادت أن تندثر حيث تم إحياء ذكرى النكبة في ٢٩|٥| ٢٠٠٩ وقد تمت دعوة السيدة سمية البرغوثي السفيرة السابقة و القائد الفلسطيني محمد بركه العضو في الكنيست للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة و فرقة مشاعل الموسيقية من نابلس هذا وتقوم الجالية بإقامة مشاريع خيرية خارج هولندا وبالمشاركة مع مؤسسات هولندية ففي العام ٢٠٠٤ قمنا بتقديم معدات طبية لكل من مدينتي طول كرم و نابلس و مشروع خياطة للنساء في مدينة القدس و مشاريع أخرى في كل من مخيمات الأردن و لبنان، كما يسخر الكثير من وقته للتركيز على الأجيال الجديدة و التعامل معهم لتسليمهم الراية و المسير في متابعة المشوار النضالي حيث يرى فيهم الأمل كونه جيل متعلم وواعي لقضيته وينشطون في مجالات عدة لتبقى القضية حية في قلوب الجميع .فالسيد واثق مثال الرجل الناجح ..الذي حاول إثبات نفسه في المغترب و ترك بصمته في المجال الاجتماعي و الوطني ونتمنى للجميع بأن يكونوا ناجحين و يخلدوا بصمة لهم أينما وجدوا . و كما قال نيلسون مانديلا قمة المجد ليست في عدم الإخفاق أو الفشل بل في القيام بعد كل عثرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *