في خطوة حاسمة تعكس تصاعد القلق الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني، قدّم النائب الجمهوري مايكل بومغارتنر من ولاية واشنطن، يوم 8 مايو 2025، قرارًا في مجلس النواب الأمريكي، يحمل رقم H.Res. 398، يدين فشل النظام الإيراني المستمر في الامتثال لالتزاماته الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي. القرار، الذي أُحيل إلى لجنة الشؤون الخارجية، يطالب بمساءلة صارمة لطهران، ويؤكد التزام الولايات المتحدة بمنع النظام من الوصول إلى العتبة النووية عبر تدابير دبلوماسية واقتصادية، مع إبقاء خيار القوة العسكرية مفتوحًا إذا فشلت هذه الجهود.
إدانة النظام ومطالبة الشفافية
يأتي القرار وسط قلق متزايد في واشنطن والعواصم الغربية من تراكم مخزون إيران من اليورانيوم العالي التخصيب ورفضها التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويستند القرار إلى تقرير المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، الصادر في 23 يناير 2025، والذي كشف أن إيران زادت إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من 7 كيلوغرامات إلى أكثر من 30 كيلوغرامًا شهريًا، ليصل مخزونها إلى حوالي 200 كيلوغرام. هذا المخزون، إذا تم تخصيبه إلى 90%، يكفي لصنع ما لا يقل عن خمسة أسلحة نووية، مما يثير مخاوف من اقتراب إيران من العتبة النووية. وأشار التقرير إلى عجز الوكالة عن تأكيد الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، بسبب عدم تقديم إيران إجابات موثوقة بشأن مواقع اليورانيوم غير المعلنة والمواد النووية المفقودة. ويؤكد القرار أن هذا الافتقار إلى الشفافية يمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية الضمانات التابعة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مما يستدعي إدانة النظام الإيراني ومطالبته بالوفاء الفوري بالتزاماته. كما يدعو القرار إيران إلى إعادة تعيين جميع مفتشي الوكالة الضروريين، والسماح لهم بالوصول الكامل وغير المقيد إلى المواقع النووية، لضمان التحقق من أنشطتها.
تدابير دبلوماسية وخيار عسكري
يشدد القرار على دعم الجهود المستمرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من التزام إيران باتفاقية الضمانات، مع الإشادة بجهود المدير العام غروسي في التواصل مع طهران لإنهاء سعيها نحو إنتاج أسلحة نووية. ويدعو الحكومة الأمريكية إلى العمل مع حلفائها لاتخاذ تدابير دبلوماسية واقتصادية صارمة لمحاسبة النظام على انتهاكاته. وفي خطوة لافتة، يحذر القرار من أن فشل الجهود الدولية، أو انسحاب إيران من معاهدة عدم الانتشار، أو تجاوزها العتبة النووية، سيستوجب على الكونغرس اتخاذ خطوات لتفويض استخدام القوة العسكرية ضد النظام. هذا التحذير يعكس تصميم الولايات المتحدة على منع النظام الإيراني من امتلاك أسلحة نووية، سواء عبر الدبلوماسية أو القوة إذا لزم الأمر. القرار يمثل رسالة واضحة إلى طهران بأن استمرارها في خرق التزاماتها لن يمر دون عواقب، مع التأكيد على ضرورة تسوية جميع القضايا العالقة مع الوكالة الدولية لاستعادة الثقة ببرنامجها النووي.
التزام أمريكي بمنع الانتشار النووي
قرار الكونغرس رقم H.Res. 398 يعكس التزام الولايات المتحدة الثابت بمنع النظام الإيراني من الوصول إلى العتبة النووية. من خلال إدانة انتهاكات طهران، دعم جهود الوكالة الدولية، ووضع خيار القوة العسكرية على الطاولة، يؤكد القرار تصميم أمريكا على محاسبة النظام بكل الوسائل – دبلوماسيًا، اقتصاديًا، وعسكريًا إذا اقتضت الحاجة – لحماية الأمن العالمي من تهديد الأسلحة النووية.