وفي خضم النقاش الذي فتح حول مسألة الإرث في المغرب، والمساواة بين الجنسين، طالبت الفيدرالية بمراجعة نظام الميراث بما يفتح الباب أمام الاجتهاد الخلاق وينسجم مع روح الدستور ومقتضياته، خاصة حصر التمييز على أساس الجنس أو الدين في احترام تام لمبدأ المساواة بين النساء والرجال، والمساواة بين الأطفال واحترام حرية العقيدة، مع اعتبار بيت الزوجية حسب الأحوال المعيشية للعائلة حقا للأبناء والزوجة أو الزوج وحذفه من قائمة الموروث.

وإلى جانب هذه المطالب، دعت الفيدرالية إلى إلغاء جميع المقتضيات التي تحرم المرأة من حقها في الولاية القانونية على أبنائها القاصرين، وللمساواة بين المرأة والرجل في الحق بالزواج من غير المسلمات/المسلمين، وتحصين حق المرأة في الحضانة، كما طالبت بجعل النفقة مسؤولية الزوجين حسب الدخل أو حسب الاتفاق بينهما.

وتلقى هذه المطالب تأييدا من قبل العديد من النساء في المغرب، حيث تقول ياسمينة الوردي، باحثة في علم الاجتماع، إن “المرأة المغربية لا زالت تعاني وتتعرض لعدّة أشكال من التمييز والإقصاء والتهميش، رغم وجود التشريعات التي تحميها وتكرس للمساواة بينها وبين الرجل خاصة في الدستور”.

وأوضحت الوردي لـ”العربية.نت” أن المرأة “مازالت تعاني من التمييز خاصة في العمل وفي الأجور لصالح الرجل رغم كفاءتها وارتفاع مستوى التعليم والثقافة لديها، وكذلك في تقلّد المناصب العليا في الدولة، حيث إن حضورها مازال باهتا في جميع المجالات رغم أنها نصف المجتمع”.

وخلصت إلى أنه حان الوقت “لرفع الظلم القائم على المرأة لطرح موضوع المساواة بين الجنسين في شتى المجالات وفتح النقاش حولها، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار التغيرات التي طرأت على دور المرأة في المجتمع”.