أخبار عاجلة
الرئيسية / عربي / فى مثل هذا اليوم …  باسم التنسيقية القطريه لماذا اعتبر الغزو  اجتثاث البعث هدفا مركزيا ؟

فى مثل هذا اليوم …  باسم التنسيقية القطريه لماذا اعتبر الغزو  اجتثاث البعث هدفا مركزيا ؟

في مثل هذا اليوم من عام 2003 دخلت قوات  الاحتلال الى بغداد بعد مقاومة ضارية ابتداها جيش العراق وشعبه الذي تعرض لخراب شامل من خلال القصف الجوي والصاروخي فقرر الحزب الانتقال من صفحة الحرب النظامية الى المقاومة الشعبية المسلحة وابتدات ملحمة جديدة في تاريخ العراق انتهت بهزيمة القوات الامريكيه على يد المقاومة الوطنية العراقية.اننا ونحن نتذكر هذه الايام الخوالد التي اعقبت الكارثة لا يسعنا الا استخلاص الدروس منها لكي نواجه ما ترتب على ذلك الغزو من خراب شامل، واولها مغزى اعتبار امريكا طوال سنوات سابقة للغزو ان الهدفين المركزيين بعد اسقاط النظام الوطني هما تدمير الدولة الوطنية بكافة اجهزتها الامنية والعسكرية والخدمية واجتثاث البعث ،ولئن كان تدمير اجهزة الدولة معروفا باسبابه فان المطلوب الان التركيز على الاسباب التي جعلت من اجتثاث البعث يحتل اولوية طاغية رغم انه حزب جرد من الحكم وتعرض لابادة الالاف من مناضليه،واختصارا نذكّر بان السبب هو انجازات الحزب وفي مقدمتها التغيير الجذري في العراق الذي تحقق على يد البعث في كافة مناحي الحياة فقد ازيل الفقر والامية بالكامل واصبح الطب والتعليم مجانيين وتوفرت خدمات شبه مجانية للمواطنين لا يتمتع بها اغلب العالم،وحقق نظام البعث تقدما علميا وتكنولوجيا فاق التصورات المخابراتية المعادية، واصبح العراق قوة مهابة بعد ان تحول الجيش العراقي من اربعة فرق الى 40 فرقة وكانت مفاخره واضحة ومن ابرزها دحر ايران بعد حرب قاسية فرضتها عليه، وتمسك البعث بحقوق الشعب العربي الفلسطيني في ارضه ووطنه ..الخ، وبسبب هذه الانجازات تحدد الهدف وهو تدمير العراق وكانت الوسيلة التي اتبعت هي حل ثم تدمير المؤسسات العسكرية والامنية وتنفيذ خطة اجتثاث البعث، لان البعث هو من حقق كل التحولات العظمى.

من هنا نبدأ في استخلاص الدروس وفهم السبب الجوهري لتبني خطة اجتثاث البعث هدفا جوهريا للغزو وقيام امريكا فورا بتطبيقه بعد الاحتلال،فالسبب هو انجازات البعث النوعية والجذرية المذكورة وما يملكه الحزب من قدرات اعادة بناء قوة العراق وتعزيز دوره كقوة اقليمية عظمى وبالتالي فانه عقبة خطيرة تحبط مخططات القوى المعادية للامة العربية ،وهذه اهم دوافع معاداة البعث. وبعد تدمير الدولة الوطنية اصبح اكمال الهدف النهائي وهو تدمير المجتمع والانسان العراقي لايمكن تحقيقه بوجود البعث لهذا كان مطلوبا قبل كل شيء القضاء على كل امل بالمقاومة الشعبية والتي لاتقوم الا بوجود تنظيم محكم وقوي،من هنا فان اجتثاث البعث ليس هدفا سياسيا عابرا تبنته امريكا والصهيونية وايران بل هو هدف ستراتيجي مشترك لهذه القوى وبدونه لايمكن الوصول الى الاهم وهو انهاء العراق الذي عرفه التاريخ والعالم المعاصر.

ولكن وبعد مرور 19 عاما على الغزو ورغم القسوة المفرطة في التعامل مع البعثيين فانهم نهضوا بقوة ، وتواترت الادله التي تؤكد ان البعث اصبح اقوى رغم كل ما تعرض له وان الجماهير العراقية اخذت تطالب بعودته للحكم لانه حقق الكثير من اهدافها وحمى مصالحها،وهذا التطور يشكل تهديدا خطيرا لمخططات كل من ايران وامريكا والصهيونية في العراق والوطن العربي ، وهكذا نصل لحقيقة تضعنا في قلب الازمة المفتعلة في الحزب ونكتشف صلتها بخطة اجتثاثه : فبقاء البعث قويا هو من اهم شروط تحرير العراق وطرد الغزاة بكافة اسمائهم، واحد اهم الاسباب انه يمثل الوحدة الوطنية العراقية الراسخة بصورة انموذجية لانه ينفرد بضم كل مكونات العراق الدينية والاثنية والجغرافية في صفوفه ،ولكي تكون الصورة اوضح لابد من التذكير بان الخطة الامريكية -الصهيونية – الايرانية المشتركة تقوم على تفتيت العراق بكافة مكوناته فلا يجب ان بقاء اي ديانة او اثنية او طائفة او حزب موحدا او يملك جماهير واسعة تضمن له الفاعلية، لكي تستطيع كل من امريكا وايران التحكم بكل تلك الكتل الصغيرة،اما وجود قوة مركزية فعالة فان امريكا وايران  لاتقبلان بها حتى لو كانت تخدم الاحتلال لانها قد تتحول لقوة منفلتة تهدد الاحتلال.

وبعد ان جربت قوى الاحتلال اسلوب الاغتيالات في تنفيذ اجتثاث البعث وفشل لم تجد الا تفتيته من الداخل للقضاء على حصانته عن طريق استخدام قياديين تسللوا اليه من خارج العراق او انهم تم تجنيدهم بعد غزو العراق ، وهكذا اخذت هذه الزمرة الموجودة داخل القيادة القومية تعمل طوال سنوات ما بعد الغزو من اجل السيطرة على منظمات الحزب في مختلف الاقطار العربية خصوصا في العراق،ولتحقيق ذلك اخذت تبعد الكوادر والقادة والمثقفين البعثيين من مواقعهم الحزبية او تحاول تشويه صورتهم اعدادا لمرحلة قادمة تنفرد فيها بقياده الحزب وتقرير توجهاته العقائدية والاستراتيجية المناقضة لاصالته التكوينية بانتظار رحيل القائد المجاهد عزة ابراهيم رحمه الله والذي كان يمنع اكمال تنفيذ خطة اجتثاث الحزب من داخله، بعد ان اظهر انه اخذ يقتنع بوجود مخطط تأمري في عامي  2017 و2018  تنفذه عناصر في القيادة القومية وظهرت تلك القناعة في رسائله للقيادة القومية  في العامين المذكورين، وفي عام 2020 عندما كتب رساله الى عضو في قيادة قطر العراق يؤكد فيها وجود مؤامرة لتسليم الحزب لايران وللنظام السوري وطالبه بالتصدي المشرف لهذه المؤامرة واحباطها، وهكذا اصبح ثابتا وجود تأمر واسع النطاق هدفه اقتلاع الحزب من جذوره عبر زرع الفتن داخله وتمزيقه ومنع معالجة مشاكله وفقا للنظام الداخلي وبما يضمن وحدته واستقراره.

وتلك هي الحقيقه التي يجب علينا ان نقف امامها الان ونحن نواجه ردة متسترة باسم القيادة القومية تقوم بفصل وابعاد قادة وكوادر وحتى اعضاء عاديين في الحزب خلال السنة وخمسة شهور الماضية واخرها الفضيحة التي اكملت كشف هذه الزمرة واطلقت رصاصة النهاية على رأسها فقد الغت مؤخرا انتخاب قيادة قطر العراق لامين سرها وهو الرفيق ابو العباس وهذه خطوة لا يقدم عليها الا متأمر يتعمد تفتيت الحزب، فالغاء قرار انتخابه تجاوز فظ اخر على قيادة قطر العراق التي انتخبته بالاغلبية وبصورة نظامية لاشك فيها،وهي تأتي بعد قرارات التجميد او الفصل لقادة اخرين في الحزب قبل شهور، وهذا المسار يخدم مباشرة القوى المعادية للامة العربية لانه يؤدي الى تحييد الحزب نضاليا بأشغاله عمدا بصراعات داخلية وهو مايحرم العراق اذا فتت الحزب من القوة الوحيدة التي تتوفر فيها شروط تحريره.

ان ما قامت به هذه الزمرة هو تنفيذ ماخططت له المخابرات الامريكية والايرانية والموساد لكي ينتهي البعث كحزب جماهيري قومي وتحويله الى تنظيم هزيل يمكن السيطرة عليه وتحديد الاتجاهات العقائدية والسياسية له بكل سهولة. ويتضح من هذه الصورة الواقعية الدرس العظيم الواجب التعلم منه وهو ان احباط مخطط اجتثاث البعث من داخله مشروط بحماية وحدة الحزب الداخليه وهويته العقائدية وهو ما سيمكننا من تحرير العراق واعادة بناءه ليكون اقوى مما كان، فعندما يتحرر العراق تتوفر الامكانيات لتحرير بقية الاقطار العربية، فليكن نضالنا متركزا حول حماية الحزب ووحدته واستقراره وتعزيز لحمته لانه القوة القادرة على تحقيق الاهداف الوطنية والقومية.مهمتنا الان ايها المناضلون البعثيون هي انقاذ الحزب من التشرذم، فلنوحد القلوب والصفوف من اجل حماية الحزب واحباط المؤامرة، وتحقيق هذا الهدف المقدس مشروط بتطهير الحزب من هذه الزمرة بعد ان اثبتت انها تنفذ مخطط اجتثاث البعث من داخله.

تحية للرفاق اصحاب القلوب المتراحمة المتحابة المتمسكة بوحدة الحزب.

المجد لشهداءنا والفخر لاسرانا ومهجرينا والصامدين في وطننا .

عاش البعث واحدا عظيما قادرا على التحرير واعادة بناء قاعدة النضال الوطني والقومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *