رغبة من شركة مصر تونس لإستصلاح الأراضى والتنمية الزراعية، والتى تترأس مجلس ادارتها الدكتورة شكرية المراكشى “رائدة الزراعات الغير تقليدية بالعالم العربى” في تعزيز التواصل بين الباحثين والأكاديميين والمستثمرين الزراعيين وكل المهتمين بالنشاط الزراعي باختلاف فئاتهم،
ولتعظيم الاستفادة مما تتيحه تكنولوجيا برمجيات التواصل، قامت الشركة بإطلاق سلسلة الندوات العلمية التفاعلية عبر منصة Zoom الالكترونية، حيث شهدت الندوة الاولى اقبالاً كبيرا بمشاركة 90 شخصية من القامات العلمية الزراعية الجامعية والبحثية والاستثمارية والباحثين والمهندسين الزراعيين والمهتمين بمجالات التنمية الزراعية.
بدأت فاعليات الندوة بكلمة ترحيب من الدكتورة شكرية المراكشي أعربت فيها عن امتنانها للحضور من الخبراء الوطنيين المصريين والعرب فى مختلف مجالاتهم وذلك لتخصيص جزء من اوقاتهم الثمينة لإثراء اللقاء.
كما توجهت المراكشي بالشكر الى فريق العمل الفنى والاعلامي بشركة مصر تونس على ما يبذلوه من جهد لمد جسور التواصل مع مجتمع العلم والاعمال فى مجالات التنمية الزراعية ، مشيرة أن هذه السلسة من الندوات عبر منصة زووم تعدّ وسيلة فاعلة لاستمرار التواصل في ظل ما تمر به البلاد والعالم من ظروف استثنائية تحول دون عقد اجتماعات او لقاءات مما دفع شركة مصر تونس الى الحرص على التواصل بكل الوسائل الأمنة والممكنة.
أشارت د. شكرية المراكشي فى كلمتها الى أن منظومة التكامل بين البحث العلمي والتطبيق في بلادنا العربية ربما تعاني من اختلالات متعددة وعميقة، والعمل فى الجزر المنعزلة بين الهيئات العلمية والقطاع الاستثمارى والتطبيقي والانتاجى، مما كان لهذا التباعد من بالغ الأثر على مكانة بلادنا في التصنيفات الدولية من حيث تطبيق نواتج وجهود ومخرجات البحث العلمي. بالرغم من قوة البحث العلمي في اوطاننا وما تتميز به الكوادر العلمية والخبراء المصريين والعرب فى كافة المجالات، هذه القوة التى تظهر عند توفر المناخ المناسب للباحث والاستعانة به مثلا فى الخارج فسريعا ما يظهر نبوغه بين اقرانه الاجانب، وهذا قد يكون لأسباب منها توافر المناخ المناسب من العمل فى ظل روح الفريق، والسبب الاخر ثقة الباحث أن جهوده البحثية والعلمية غالبا ما تلقي الاهتمام بوضعها فى حيز التطبيق، حيث تتميز هذه الدول بجودة الربط بين البحث العلمي والقطاع الخاص والاستثمارى في ظل تشجيع حكومى لهذا التعاون والتكامل.
وأشادت شكرية المراكشي فى كلمتها الافتتاحية بدور أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية فى السنوات الاخيرة وما تقوم به من جهود مخلصة من خلال اللجان الوطنية المتخصصة التي تضم علماء وخبراء معنيين بالزراعة والبيئة بالاضافة الى تبني الاكاديمية للكثير من المبادرات والتحالفات التى تدعمها الاكاديمية للربط بين البحث العلمي والتطبيق والانتاج، مشيرة أن هذه نقطة مضيئة وجب التنوية عليها وتوجهت بالشكر لكل القائمين على هذه الجهود، مع التطلع الى مزيد من التكامل بين كل جوانب العمليات التنموية فى المجالات الزراعية والصناعية وغيرها.
كانت الندوة من اعداد وتقديم السيد المهندس سعيد اللبان حيث أدار الحوار والفاعليات بحرفية عالية على مدار الاربع ساعات تقريبا المدة التى استغرقتها الندوة. حيث بدأت الفاعليات العلمية للندوة بمحاضرة بعنوان “الزراعة المستدامة إبداع وإبتكار وتطوير” للدكتورة شكرية المراكشي تناولت فيها أهم مشاكل الزراعة المصرية ومعوقات التنمية المستدامة وكيف تكون الزراعة إبداعا، والمجالات الزراعية التى لاقت إهتماما كبيرا فى العقود الأخيرة مثل الزراعة بدون تربة وتربية النباتات والمعاملات البيولوجية الأمنة وتطور الرى والصرف والتصنيع الغذائى، كما تناولت الدعائم الرئيسية لتحقيق الاستدامة فى الزراعة وتأثير البيئة والمناخ على نمو الحاصلات الزراعية والإنتاج الحيوانى وأثر الزراعة الذكية على التصدير والأمن الغذائى.
ثم تلاها الاستاذ الدكتور أيمن بدران رئيس وحدة تربية النبات بمركز بحوث الصحراء بمحاضرة حول “نبات الكينوا من منظور علمى تطبيقى” تناول فيها أهمية محصول الكينوا كمحصول اقتصادي واعد فى مصر والعديد من دول العالم، وألقي الضوء على ما يتميز به هذا المحصول من مميزات سواء على المستوي الانتاجي او الاستخدامات الغذائية، شارحاً القيمة الغذائية لحبوب الكينوا وكيف حظيت باهتمام الكثير من دول العالم وخاصة الدول التى تجود بها زراعة الكينوا. ثم تناول أهم العمليات الزراعية لحقول الكينوا والجهود البحثية التى قامت بها العديد من الفرق البحثية لتقييم الكثير من الاصول الوراثية من الكينوا تحت مختلف الظروف البيئية ودراسة تأثير مواعيد الزراعة وتأثير ملوحة مياه الرى والتسميد بالمبيدات النانوية على نمو وإنتاج الكينوا، كما ألقى الضوء على الكينوا والقمح من الناحية الصحية وإستخدامات أوراق وبذور الكينوا فى الغذاء للإنسان والحيوان وصناعة المخبوزات، كما قدم أهم التوصيات للتوسع فى زراعة الكينوا، الى غير ذلك من الموضوعات التى أوضحت للمشاركين اهمية هذا المحصول الواعد، مع تزايد التوصيات من المشاركين بمزيد من الاهتمام بالتوسع فى هذا المحصول سواء للاستهلاك المحلي او التصدير.
شهدت الندوة الكثير من المشاركات والمداخلات والتساؤلات حول ما دار بموضوعات اللقاء، تبادل المشاركون خلالها الكثير من المعارف الهامة حول التنمية الزراعية المستدامة والتوسع فى المحاصيل غير التقليدية والتطرق الى الكثير من الاليات التى من شأنها احداث التكامل بين القطاع الخاص والبحث العلمي من اجل تفعيل افضل لمخرجات البحث العلمي.
انتهت فاعليات الندوة وسط ترحيب من المشاركين واعلنت الدكتورة شكرية المراكشي ان سلسلة الندوات التى تقدمها شركة مصر تونس مستمرة عبر منصة زووم يتحدث فيها خبراء وطنيين مهتمين بالتنمية الزراعية، على ان يتجدد اللقاء يوم الخميس من كل اسبوع فى تمام الخامسة مساء. هذا وتأتي فاعليات الندوات التفاعلية فى اطار دعم شركة مصر تونس للاجراءات الاحترازية وحملة “خليك فى بيتك” للحد من انتشار فيروس كوفيد 19 المستجد، أملين أن تمر الأزمة وأن يحفظ الله مصر وكل العالم من هذا المرض وأن يعين صانعي ومتخذي القرار لما فيه الخير.
