توافد الحجاج إلى مشعر منى مع بزوغ فجر الجمعة، العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدّوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في «مزدلفة» تحفهم عناية الله.
وهيأت الحكومة السعودية منظومة خدمات متكاملة ورعاية شاملة في مختلف المجالات، ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بيسر وطمأنينة، وسط أجواء إيمانية.
وبعد وصولهم إلى مشعر منى، رمى الحجاج جمرة العقبة، اتباعاً لسنة المصطفى – عليه الصلاة والسلام – ويشرع لهم بعد ذلك في هذا اليوم نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم، والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة.
وفي مشعر منى، يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق، يذكرون الله كثيراً، ويشكرونه أن منَّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث بدءاً بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.
واتسمت نفرة ضيوف الرحمن بالهدوء والسكينة، تحفهم عناية الله، ثم جهود القطاعات المعنية بالحج، التي أسهمت في انسيابية حركة جموع الحجيج، ليؤدوا نسكهم في يسر وأمان.

وتُعدّ منشأة الجمرات الحديثة إحدى أبرز المشاريع التطويرية التي نفذتها السعودية في المشاعر المقدسة، وتُجسِّد نقلة نوعية في إدارة الحشود، بما يتماشى مع أعلى المعايير الهندسية والتنظيمية العالمية، وتبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 300 ألف حاج في الساعة، بما يتيح تفويجاً مرناً وآمناً خلال ذروة أداء شعيرة رمي الجمرات في أيام التشريق.
وتبرز منشأة الجمرات اليوم بوصفها نموذجاً عالمياً في إدارة الحشود، وتجسيداً لريادة السعودية في تسخير التقنية الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن، بما يضمن راحتهم وسلامتهم، ويُيسِّر أداء مناسكهم في بيئة منظمة وآمنة.