بقلم: هنادي السعيد
من منا لا يعرف مدينة النبي إبراهيم و المكناة باسمه إنها مدينة الخليل التي عاش بها قبل ٦٠٠٠ سنه تلك المدينة التي تعاقبت عليها حضارات عدة من اشورية و بابلية كلدانية إلى العرب الكنعانيون و من منا لا يعرف الحرم الابراهيمي التاريخي والديني حيث اضرحة الانبياء ابراهيم و اسحاق و يعقوب و يوسف حيث ارتكبت به ابشع مجزرة يوم ٢٥ فبراير ١٩٩٤ على يد المستوطن باروخ غولدشتاين أثناء صلاة الجمعة حيث قتل ٢٩ واصيب اكثر من ١٥٠ فلسطيني و الذي تم قتله على يدي فلسطيني داخل المسجد . حيث أغلق الجيش الإسرائيلي المسجد مع الجرحى و القتلى و منع أي مساعدة طبية للجرحى لتكون هذه المجزرة الضوء الأخضر للاستيلاء عليها .
من هذه المدينة الجريحة والشبه مهوده حضر الشابان احمد عمرو و مهند كفيشا من لجنة شباب ضد الاستيطان الى هولندا و بمناسبة مجزرة الحرم الابراهيمي والتي تمت استضافتهم من قبل اللجنة الهولندية الفلسطينية بالتعاون مع لجنة طلاب من أجل العدالة في فلسطين ليجولوا على جميع مدنها و ليقصوا علينا معاناتهم ومعاناة شعب مدينة بأكملها على يد المستوطنون والجيش الإسرائيلي حيث أقيم بها اكبر مشروع استيطاني مؤلف من أربع نقاط استيطانية وسط المدينة افراهم أفينو ـ بيت رومانو.بيت هداسا .وتل الرميدة .
كما تحدث الشابان عن العنف و الاعتداء الممارس ضد أهالي المدينة بشكل روتيني حيث يتم يوميا القاء الحجارة و البصق و إلقاء القمامه و الزجاجات المكسوره و المياه القذرة وتدمير المحلات التجارية والاهانات اللفظية و اقتحام المنازل و قطع الأشجار و الاعتداء الجسدي و يتم هذا من قبل الاطفال تحت سن ١٢ حيث يعتبرون قصرا ولا ينطبق عليهم القانون بالمعاقبة و هذا ما اعترف به الرئيس السابق لقوة المراقبين الدوليين في الخليل و الهدف منه مغادرة السكان المدينة وجعلها خاليه منهم ليتم تهويدها وطمس معالمها التاريخية و الاثار و الحضاره الاسلاميه و العربيه و هذا ما حدث حيث هجر سكان المدينة القديمة تحت فوهات البنادق الموجهة إليهم حيث قسمت المدينة إلى منطقتين اتش ١ و اتش ٢ حيث المنطقة اتش ٢ تقع تحت السيطرة الإسرائيلية و تحتلها و يقطنها ٣٥ ألف مستوطن موزعين على٢٧ مستوطنة و عشرات البؤر الاستيطانية والعسكرية في البلدة القديمة .
كما تحدث الشابان عن معاناة الأهالي التي بدأت منذ عام ١٩٨١حيث قرر اليهود مشروعهم لتهويد المدينة حيث عرضوا الإغراءات المالية على الفلسطينيين لنيع عقاراتهم في البلدة القديمة و ضمان الجنسيه الامريكيه لهم وعند رفضهم لهذا المشروع جاءت مجزرة الحرم الابراهيمي لتنفيذ هذا المخطط .لتبدأ الممارسات الإرهابية على السكان حيث جميع الاسواق والمحلات التجارية مغلقة لانعدام التجاره و الاقتصاد بعد عزلها عن ضواحيها كما و يعاني السكان من التضيق عليهم في ابسط امور حياتهم المعيشيه و اليوميه حيث لا يستطيع الفلسطيني التنقل بالبلده الا عبر مروره على عشرين حاجز تفتيش عسكري و اذا اراد المواطن احضار انبوبه غاز لبيته او احضار مواد تمونيه او ترميمه عليه بتصريح خاص من الجيش و الان لنذهب الى شارع الشهداء و الذي يعتبر الشريان الرئيسي في مدينه الخليل و هو الطريق الرئيسي المؤدي الى الحرم الابراهيمي و سوق الخضار المركزي و محطه الحافلات المركزيه و مقر شرطه المدينه حيث تم اغلاقه بعد مجزرة الحرم واغلاق جميع المحلات التجارية الفلسطينية و مكاتب البلدة و تحويل محطة الحافلات المركزية إلى قاعدة للجيش الاسرائيلي واصبح هذا مدينة أشباح حيث يمنع أصحاب المحلات الوصول الى محلاتهم .
كما تناولوا الحديث عن الداعمين والمتطوعين لمساعدة السكان الفلسطينيين المتواجدين في المنطقة اتش ٢المستوطنة من قبل الإسرائيليين وهي تهدف إلى تشجيع كل فلسطيني للبقاء في أرضهم المملوكة قانونياً فشباب ضد المستوطنات يهدف إلى توفير الأمن للمدنين الفلسطينيين حيث يبقوا مع الأسر خلال الهجمات مما يضع ضغطاًعلى الجيش الاسرائيلي و الاعلام عن الارهاب الممارس عليهم من خلال وسائل الإعلام وإرسال متطوعين دوليين للحضور و هناك مركز صمود و الذي يهتم بإقامة أنشطة للأطفال.دورات اللغة الانجليزية تدريبات قانونية اجتماعية إعلامية والتدريب على التصوير و تحرير الفيديو و حملة صامدون و التي تهتم بتوفير المواد اللازمة لتجديد وترميم البيوت و التي لا يستطيع الفلسطيني إحضارها و شرائها بسبب القيود المفروضة عليه فهي توفر لهم هذه المستلزمات من سباكة. كهرباء حدادة. دهان
كما وتشجع وسائل الإعلام للتكلم عن أوضاعهم كما تقوم مؤسسة لقطف الزيتون بمشاركة المزارعين للوصول إلى أراضيهم و مساعدتهم في القطاف مو منع مصادرة المزيد من الأراضي حيث يعتبر زيت الزيتون من أهم المنتجات الأكثر استهلاكاً في المجتمع الفلسطيني كما لشجرة الزيتون رمزية تاريخية و أيضاً صحافة من أجل حقوق الإنسان لمشروع التصوير و عرض جميع الانتهاكات الموثقة بالفيديوهات على الإعلام . هذا ما روي لنا من شباب ضد الاستيطان وغادر الشبان هولندا إلى جنيف لجمع تواقيع لإعادة فتح شارع الشهداء في جلسة حقوق الإنسان . هذا هو الفلسطيني الصابر المرابط الذي لايكسر و لا يذل ولا يقهر .