الخميني، ترك وصية حاقدة، ووضع متابعة مشروعه التوسعي لصالح الغرب، واضعا نفسه في خدمة المصالح الإمبريالية، بهدف واحد وهو تدمير بلاد العرب والمسلمين، ولكنه فشل، ومات، وحقده يفور في قلبه. وهو حاقد على العراق، وقبله مات الشاه البهلوي، فأبوه لم يصمد أمام مناورات الحرب العالمية الثانية، وأبنه (محمد رضا) لم يصمد أمام متغيرات السياسة الدولية، وأسقط الامريكان نظامه وهم من أسس ملكه، وقدموا له الحماية، ولكنهم قذفوا به كجرذ ميت لا يجد مكانا يدفن فيه .. فلم يأويه سوى ملك عربي شريف كريم (السادات) آوى جثمانه ليدفن بجانب أبوه. أما ورثة الخميني لم يجدوا أفضل من متابعة مجون الحروب بحثا عن نصر تائه. ولن يجدوا حلفاء أفضل (أميركا ، إسرائيل) يماثلونهم حقداً وبغضا بالعرب المسلمين، فأجتمع هذا الثلاثي الأسود، والسواد ليس سواد البشرة، بل هو سواد القلوب والمقاصد والأساليب …! الفرس من خلفاء، يعتقدون أن الغرب قوي وسيمكنهم من تحقيق ما تصبو له أنفسهم المر

الدكتور ضرغام الدباغ
سيناريو الحقد الاسود … الدكتور ضرغام الدباغ
نزل الخميني (1/ شباط / 1979) في مطار طهران بطائرة فرنسية، وسرب طائرات أمريكية تقوم بحماية طائرته في الأجواء التركية والإيرانية، وفي جيبه برنامج يتضمن أمر واحد فقط : أحرق المنطقة ابتداء من العراق.
والمبالغة شأن فارسي تقليدي (شاهنشاه أريا مهر، الاميرة شمس الشموس، آية الله، حجة الإسلام والمسلمين)، لذلك كان الخميني قد تعهد لمن كان يقابله من رجال المخابرات الأمريكية ” أسقطوا لي نظام الشاه والسافاك، ودعوا موضوع الشرق الأوسط بعهدتي، فسوف نشعل أوار حرائق لا تنطفئ .. وأحقاد دموية لا تجف. فقط أوصلوني لطهران ” ..
ورغم أن الأمريكان لهم ولع بالاحصاء والرياضيات، إلا أنهم استمتعوا بهذا العرض السخي، المبهج لأقصى درجة، ولم يحقق الدور الذي تأسست بموجبه إسرائيل، والتي أوكل لها هذه المهمة بالتفاهم مع منظمة الصهيونية العالمية، لم يحقق النجاح المطلوب بصورة تامة، وفكر دهاقنة الولايات المتحدة، أن إيران يمكنها أن تلعب هذا الدور حين تلعب على الوتر الديني / الطائفي، فلربما أن يكون له صداه في بلدان شتى، وسنلعبها نحن على أساس نرفع لواء منح الأقليات حقوقها وديمقراطية وحقوق إنسان.. وهو ما سيقسم الوطن العربي .. وبهذا نضمن السيطرة والهيمنة ونضمن حقول نفط وغاز لا تنضب.
أعتقد الأمريكان أنهم وجدوا المعادلة السحرية، واكتشفوا حجر الفلاسفة، وحين بدأ الحلف الثلاثي بالعمل، وأقيمت غرفة العمليات .. وابتدأت الفعاليات .. أقام الأمريكيون العديد من عمليات التمويه (Camouflage) وكانت فاتحة تلك الخطط، جر العراق إلى حرب، ولكن العراق فاجأهم مفاجئة كبيرة، إذ لم يصمد فحسب، بل وأذاق الفرس السم الزعاف في حرب لن ينسون أهوالها.