أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / سيد الأسيوطي.. يكتب الدبلوماسية الرئاسية أحبطت المؤامرة الكبري

سيد الأسيوطي.. يكتب الدبلوماسية الرئاسية أحبطت المؤامرة الكبري

منذ انطلاق ثورات بين قوسين “مؤامرات الربيع” العربي التي انطلقت من دولة تونس الشقيقة عام 2011 وانتهاء بدولة ليبيا الشقيقة، وكانت ومازالت مصر هي الحاجز الأهم في المنطقة والجائزة الكبري التي يحاول الطامعون في مقدرات شعوب الأمة كسر هذا الحاجز الصلب المتين لنيل الجائزة والاستيلاء على الثروات الطبيعية التي أنعم الله بها علي شعوب المنطقة.
فمنذ هذا التاريخ المشؤوم عام 2011 ومصر تتصدى وتقاوم المؤامرة تلو الأخرى، بكافة أجهزتها ومؤسساتها الوطنية العريقة وقيادتها الوطنية الحكيمة وشعبها العظيم صاحب التاريخ والحضارة  الذي دمر المخططات التي كانت تهدف لنشر  الفوضى والخراب والدمار،
بثورته التاريخية العظيمة ثورة التصحيح في  30 يونيو التي قضت على أحلام وأهداف المستعمر وتابعيه من رؤوس الفتنة من الجماعات الإرهابية والإجرامية ونشطاء السبوبة خونة الأوطان، ولم ينسَ العدو، ولن ينسى الصفعة القوية من الشعب المصري العظيم التي أطاحت بأحلامه الاستعمارية وأعادت الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها، ولكن مازالت المؤامرات مستمرة وخاصة بعد نجاح القيادة السياسية القوية الحكيمة، والدولة المصرية بكافة أجهزتها ومؤسساتها الوطنية العريقة، بإعادة بناء وتطوير وتحديث البنية التحتية والصناعية والزراعية ومنظومة الدفاع العسكري، وتنويع مصادر السلاح حتى أصبح الجيش المصري العريق قوة لا يستهان بها وقادرًا على الردع، وأصبح بالفعل سيف ودرع الأمة، وعادت مصر لمكانتها الطبيعية في مصاف الدول العظمة.
وبعد فشل المتآمرين لجر مصر لحرب  مدمرة باستفزازها من خلال ملفات كثيرة مثل: ملف سد النهضة، وغاز شرق المتوسط وليبيا و السودان فيما يسمي بمعركة “الخط الأحمر” والتي خاضتها مصر وما زالت بسياسة النفس الطويل والدبلوماسية الرئاسية التي تنتهجها مصر، وأثبتت نجاحها بقوة.
وهذا ما حدث مؤخرًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية والتي استغلتها الإدارة الأمريكية ودول حلف الناتو، الذين خالفوا القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة أكثر من مرة، وتسببوا في قتل وتشريد الملايين وتدمير وخراب عشرات الدول إما بالغزو غير المبرر  وإما بالحصار الظالم، وهم الآن يتباكون على الشعب الأوكراني بعد الغزو الروسي لأوكرانيا للحفاظ على أمن بلاده القومي خشية التهديدات بوجود حلف الناتو بقيادة العدو اللدود الولايات المتحدة الأمريكية علي الحدود الروسية بعد إعلان انضمام  أوكرانيا للحلف،  وأصبحت حقل تجارب لاختبار قوة  القيصر الروسي بعد أن ورطها حلف الناتو بقيادة أمريكا وهذا ما حذرت منه روسيا أكثر من مرة، وجاء ما كان متوقعًا وهو إحراج وابتزاز الدول الحليفة والصديقه لروسيا وأوكرانيا والغرب، بعد فشل مجلس الأمن بإصدار قرار إدانة لروسيا، وكان على رأسهم الدولة المصرية الحليف القوي لروسيا، والتي تربطها علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية ومالية وصناعية وأمنية عسكرية وزراعية كبيرة، كما تربطها أيضًا علاقات قوية ومصالح بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، وتمت الدعوة لعقد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، غير أن مصر دولة صاحبة تاريخ وحضارة، وموقفها ثابت دائمًا لا يتغير.. كما أنها ليست طرفًا في الحرب وليست تابعة لأحد، وهذا واضح من خلال بيان الخارجية  المتوازن والقوي برفضها التام للحرب والقتال والدعوة لسماع صوت العقل من كافة الأطراف وحل النزاع سياسيًا، والذي يدل على الاستقلال الوطني دون تبعية.
ورغم البيان الرافض للحرب إلا أن مصر أيضًا رفضت الإملاءات الأمريكية بالانضمام إلى دول الحصار الاقتصادي على روسيا، وهذا ما أوضحه وزير الخارجية الروسي وقال هناك دول عظيمة تقف بجوار روسيا الصين ومصر والهند كما كشف عن ما دار خلال الاتصال الهاتفي بين الزعيمين المصري والروسي،
وهذا بمثابة إعلان واضح وصريح بان مصر ليست طرفًا في النزاع، وهي سوف تظل دولة صاحبة مبدأ وعقيدة راسخة، وهي اتباع كافة الطرق والسبل السياسية والدبلوماسية أولًا لنزع فتيل الخلافات والنزاعات والحروب في المنطقة والعالم، وهكذا نجحت الدبلوماسية الرئاسية المصرية لإحباط المؤامرة الكبري التي كانت تهدف لجر مصر لمواجهة مباشرة في النزاع بين الآحاد الروسي وحلفائه الكبار الصين وكوريا الشمالية،

وأمريكا والغرب من جانب آخر،  وكان هذا واضحًا من التركيز والضغط على مصر بطريقة مبتزة ومستفزة دون غيرها من دول  لإعلان موقفها، وفي النهاية رسالة إلى كل مواطن مصري وعربي محب لوطنه أخي الكريم أحذر نفسي وإياك المؤامرة مستمرة، والعدو متربص ويخطط بشراسة لشق وحدة الصف لتحقيق  أهدافه الاستعمارية التوسعية الخبيثة، فعلينا جميعًا أن نتمسك بوحدتنا خلف القيادة السياسية وقوتنا المسلحة البواسل درع وسيف الأمة للحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسلامة أراضيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *