بقلم: ناجي حرج
اجري مجلس الأمن الدولي صباح هذا اليوم (الخميس 19/12) بتوقيت نيويورك، مشاوراتٍ بشأن الوضع الإنساني في سورّية، بعد ان يستمع الى الإحاطة الشهريّة التي سيقدّمها مساعد الأمين العام أورسولا مولر حول ذلك. ثم يُفترض أن تُعرض للتصويت بعد ذلك مشاريع القرارات “المتنافسة”، بخصوص ايصال المساعدات الإنسانية من عدّة نقاط وممرّات حدوديّة إلى سوريا، وهي مشروعين رئيسيين.
فمع وجود مشروع أعدّته بعض الدول التي تقدّم مساعدات، ومنها بلجيكا وألمانيا، يتضمن اعادة الاتفاق على ثلاثة معابر حدودية من أصل أربعة قائمة حالياً (يستثني المشروع معبر الرمثا الأردني) وبطلبٍ من تركيا أُضيف معبر (تل أبيض) على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا مع تركيا، وبالتالي فان المشروع يتضمن اربع معابر مع طلبٍ للأمين العام بانّ يقدم تقييماً لذلك بعد ستة اشهر.
وخلال الاسابيع الماضية جرت مفاوضاتٍ صعبة اذ عارضت روسيا المشروع الاول وتقدّمت يوم الجمعة 13/12، بمشروعٍ ثاني لا يُجيز إلا إعادة استخدام معبري باب السلام وباب الهوى على الحدود السورية التركية واشترطت ان يكون التفويض محدّداً بمدة ستة أشهر فقط، مع استبعاد إعادة الترخيص لاستخدام معبر الرمثا ومعبر اليعربية على الحدود السورية الأردنية.
وعلى الرغم من المناقشات المستفيضة التي جرت خلال الاجتماع الذي عُقد في البعثة الألمانية وضمّ جميع أعضاء المجلس، عقب تقديم المشروع الروسي، إلاّ ان المجتمعين لم يتفقوا على صيغة توافقية مما دعا أحد الأعضاء الدائمين للتهديد بالتصويت ضدّ المشروع الروسي (اي استخدام الفيتو).
كذلك شهد يوم الثلاثاء (17/12) مفاوضات مكثفة وتصريحات علنية حول القرار، لكنّ روسيا بقيت مصرّة على تجديدٍ لمدة ستة أشهر فقط وهو ما يثير اعتراض مقدّمي المشروع الأول، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن تأخير الإتفاق الى وقتٍ آخر.
تجري هذه الخلافات في ظلّ تردّي الأوضاع ألإنسانيّة في سورّية مع ضغط فصل الشتاء ومتطلبّاته، خاصّةً في المدن والمناطق التي ما تزال مسرح لعملياتٍ عسكرية، وما ينجم عنها من خناقٍ اقتصادي للسكّان، حيث تؤكدّ المفوضيّة العليا للاجئين ان آلاف الأسر النازحة بحاجة للمأوى والدعم المُنقذ للحياة بعد تدهور الأوضاع في شمال سوريا.
ويقدّر عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانيّة في سورّيّة بحدود 13 مليون شخص، بينهم أكثر من 6 مليون نازح داخلي، ومن هؤلاء ما يقرب من 3 ملايين شخص في مناطق يصعُب الوصول اليها بسبب النزاع حسب المفوضية التي تؤكد انّها بحاجة الى دعم عملها وجهودها لكي تستطيع الوصول الى الأشخاص الأكثر ضعفاً وبالتالي الاستجابة لاحتياجاتهم الأساسيّة.