أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات /  سنبقى رايتها وحراس هويتها ياصدام

 سنبقى رايتها وحراس هويتها ياصدام

بقلم: صلاح المختار

في يوم عيدك، يوم استشهادك المعطر ببطولة ستتذكرها الملايين بعد الف عام، نجدد العهد ونذكّر بالوعد : لا راية تسمو فوق رايتنا ، والا اسم يزاحم حراس هويتنا ، ولا ساحة جهاد في ارض كل من نطق بالعربية الا وبغداد معمرتها، جرس صوتك يا صدام مازال طريا يختبأ في ثنايا القلب ،يخترق انفاسنا ونحن نغذ السير على طريق البعث،ورايته مازالت في يدنا نمسكها كما نمسك سر بقاءنا،وستبقى الى اخر انفاسنا ،فنحن اول من صدح صوتنا في ليالي الوغى الداميات بينما كانت الاصوات التي تصخب اليوم صامتة يذلها الخوف من خيالها، وكانت قوافل العجم من روم وفرس وغيرهم تترى خارجة من اوكارها وتتقدم موجاتها صوبنا تحاول اختراق صفوفنا بمنجنيق سرق من مخازن عتادنا ،واخفي كل ذلك الغدر تحت رايتنا! ولكن هيهات يانغول العجم ويا من تمثلون فوق مسرح نصبته لكم محافل ايات الله وهي تعزف بمزامير العجل المقدس،فقد كنا منذ نبخذنصر شجرة جذور ديمومتها معمرة في جينات روحنا ،وفروعها تتمايل فوق غيوم الكوكب التاسع .

رأينا ابليس ليس فقط معمما ممددا في ازقتنا بل ايضا رأينا الاخر الذي دخل دارنا وسكن احدى غرفه متمسكننا ثم ما ان تقوى حتى تنمر واخذ يحتل الغرف واحدة بعد الاخرى ويطردنا منها ، وكانت فلسطين اول احتلال لابليس لكنه الان ينتقل من العراق الى سوريا ومنها الى ليبيا واليمن ويترقب الفرص للاستيطان في مراكش وشنقيط وتونس والجزائر ومصر، ولكن هيهات فحراسنا في كل مكان يحمون قلاعنا الحصينة ويتلون ايات الوفاء لامة لاتموت وفيها رجال لايساومون ولا ينحنون الا لله .شرع الغاصبون بأكل لحومنا رغم انهم يعرفون انها مرّة وتقتل من أكلها وكلما قضموا لقمة من لحومنا تراقصت صورة خميني،الذي قبره صدام، امام نواظرهم وهو يحتضر ويلفظ انفاسه الاخيرة بعد ان اختنق بلحمنا المر.

لا صوت يعلو فوق صوت ام كلثوم وهي تصدح:(بغداد ياقلعة الاسود ) وعواصمنا العربية ترنوا بابصارها صوب بغداد لتقول كلمتها ،منصتة لزئير اسودها،الحامون لبوابات قلاعها، وكما كان هارون رشيدها يقول لغيمة مارة فوقه امطري حيث تشائين فغلتك  لنا ، فان فرسان بغداد يقولون لغيوم العالم امطري اينما شئت فالغلة ستتكدس في بغداد ومنها ستعم الخيرات العالم ، ففرسان بغداد اشتراكيون بفطرتهم .

كتبت حروفي لتقرأها ياصدام لترى كيف ان رفاقك بقوا اوفياء ل(عهد البطولة) فنم ياصدام وانت باسم الوجه، فالغد لنا وعصف ريحنا هو الذي ينطق في النهاية ،والذين منحهم الله ذائقة التذكر سوف تتسابق الصور في ذاكرتهم لتريهم كيف ان الذي كنس الرمم والجيف التي تعطرت بالف قنينة باريسية لاخفاء عفنها، كان صامتا ولايرون الا ابتسامته التي تتحدث بالف لغة لايفهمها الا من نال شرف عشق بغداد واول مظاهر هذا الشرف القتال بلا استسلام حتى النصر الكامل .

يبقى المجد حكرا للشهداء وسيدهم  صدام ، يبقى الوفاء ميسما لمن بقوا وحدهم متحصنين في بيت قسم العضوية، وتبقى البطولة لمن لم يخفوا وجوههم عند المنازلة، ولم يساوموا الجلاد .

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *