الحسين بن منصور الحلاج
أتعلم أنت أم لا تعلم .. بأن جراح الضحايا فم .؟
محمد مهدي الجواهري
قبل أكثر من نصف قرن، قرأت كتاب الحلاج الذي حققه وكتبه الأستاذ ميشال فريد غريب، فتأثرت به كثيراً، رغم أنني لست صوفياً، ولست قريباً للصوفية حتى، بل كنت وما زلت قومي اشتراكي الفكر والهوى، ولكني استغربت ما لذي جذبني للكتاب لدرجة الإعجاب، بل وأن مؤلف الكتاب كان يسارياً وعلى الأرجح ماركسياً .! وأعتقد أن الأستاذ ميشال غريب هو أفضل من كتب عن الحلاج ..ترى لماذا ..؟
اليوم وقد عبرت منتصف السبعينات أصبحت أدرك وأفهم واستنكه الأشياء … والحلاج الصوفي كانت رؤيته دينية في حب الخالق، ويبدو لي في العصر الراهن أننا أمام حالات تصوف جديدة … في حب الوطن والشعب .. لدرجة التصوف، ورغم سني تجربتي الطويلة في السياسة والثقافة والعلم (62 عاماً) إلا أنني أعترف أني بدأت حديثاً في أدرك عمق كثير مما كان يحيرني من الانجذاب والميل، والولاء، وأجد الإجابات على أسئلة محيرة كنت لا أجد التفسير لها حتى وقت قريب ….أسئلة مدهشة ..: لماذا يقدم شبان وغير شبان على القيام بما يضحي بحياتهم دون تردد، وآخرين يبيعون الوطن لقاء دراهم معدودة ..؟
ثم أن التفكير العميق يوصلك لقناعة: أن للبعض مثل عليا، يخلصون لها، وآخرين لا يمتلكون المثل العليا، بل يمتلكون ميلاً جارفاً للتملك، بيوت وعقارات، وأموال، وكل يحاول توفير الأسس النظرية لما يريد .. فيشرع في صياغة نظرية تبدو له مقنعة في التراجع .. والتراجع لا يعود له حدود، وعندما يكتشف أنه تراجع للحد الاقصى حتى بلغ القاع، يصبح التراجع مستحيلاً، أو لنقل صعباً …
أبيت للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري .. حفظتها منذ طفولتي .. كانت إحدى مصادري الثقافية، هذه محاولة للفهم ولتعميم الفهم …. وخلق قواعد للتوصل …
أتعلم أم أنت لا تعلمُ …. بأن جراح الضحايا فمُ
فمٌ ليس كالمدعي قولةً ….وليس كآخر يسترحم
يصيح على المدقعين الجياعِ….. أريقوا دماءكم تُطعموا
ويهتف بالنفر المهطعينَ …. أهينوا لئامكم تُكرموا
محمد مهدي الجواهري
الحل هو : أن يخرج الأجنبي
1.
أعداء الوطن متحدون
كيف نرد عليهم …
إلى صدورنا رصاصهم يوجهون ..
كيف نواجههم ..
تقضي الخسة عندهم أن يتحدوا …
كل يريد من ” الكعكة ” نصيبه
كل يتقاسمها مع حبيبه
وبأقل منها لا يقبلون
الدين عندهم زورق
يمتطونه
وبدماء يريقونها يبحرون
فيما تقتضي الشهامة …
أن يذوب الفرد منا في الكل
فلن ينجيك أن تبقى جالساً على التل
هم يريدون سحقنا حتى العظام
لنتحد إذن حتى نخاع العظام
قاوم … قاوم
لتحضى يوماً بالسلام
وطنكم لم يدمر بعد ..
طالما عراقكم ينبض في قلوبكم
لذلك هم يريدون تمزيق القلوب
ليسهل تفتيت العراق
ولكن هيهات ما يريدون إن توحدتم..
لكن لا حل سوى أن … يرحل الأجنبي
2.
أيها الناس …
ثقوا بأنكم جميعاً
حيثما تكونون
بلا العراق ….
حياة كريمة لا تستحقون
لا فرق اليوم بين يساري أو يميني
شيعي أو سنى
قومي أو اشتراكي
لتهجر هذه المصطلحات عقولكم الآن
بدعة المكونات والأقاليم …
بلا عراق واحد متحد موحد
لا أحد منا يساوي مليم
الحل إذن …. فلنخرج الأجنبي
3.
إن خرج الأجنبي
فكلنا أحباب متحدون
وعلى إطفاء حرائقنا جد مقتدرون
فليخرج الأجنبي
من عراقنا …
سنبوس لحى بعضنا بسلام
ندفن قتلانا
ونعيش معاً كما كنا
مئة ألف عام
الحل إذن …
فلنطرد الأجنبي
4.
قوى الشر متحدون …
لا يهم نوع السلاح يحملون
المهم لصدر من رصاصهم يوجهون …
ردوا عليهم
ردوا عليهم … بأتحادكم
إن تفرقتم تقتلون
وإن اتحدتم تعيشون
يعيش العراق كله … يعيش الشعب كله
وحدوا أياديكم ..
أرفعوا رايتكم
واهتفوا معي ملئ الصدور ….
عاش العراق الواحد الموحد الحر الأبي
لا حل سوى … أن يخرج الأجنبي
5.
الأجنبي الوقح في بلادك
قيح دملة نتنة
لن يتعافى الوطن بوجود دملة عفنة
تفوح برائحة القيح
تأكل من خير جسدك
حتى العظام الرمة ..
ولكي يستريح جسدك
لا حل سوى أن تقتلع الدملة …. !
أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامسا وسادساً وسابعاً …
لا حل سوى بخروج الأجنبي ……..!
6.
للأجنبي أقول
أيها الأجنبي … أرحل
أنت تزرع الريح
لذا سوف لن تحصد سوى العاصفة ..
بوجهك اليوم ” لا” حمراء كبيرة
وبعد
وبعد وبعد العام
وبعد ألف عام ….
ستخرج
هذه ليست مدنك
والبيوت ليست بيوتك
والناس … ليسوا ناسك
أنت هنا في المكان الخطأ
أسأت لنفسك ولقضيتك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصيحني للأجنبي :
رجاء عندما تخرج من بيتنا أيها الأجنبي، أرتدي أحذيتك ولا تنساها ….!
