بقلم : عادل صدام السويدي
ترك لنا التراث العربي الاسلامي الحقيقي طرائق وأساليب في التعامل مع : بين الاخوة والاخوة، والاصدقاء مع الاصدقاء، قوامها المحبة وتوجيه الآخر للآخر ونصحه بما يجعل الآراء وارفة وظليلة تتسم بالتفاؤل، لأن الحقيقة هي مناط هدفنا المشترك طالما مواقعنا متقاربة متآلفة ومضادة للرؤية الأمريكية الصهيونية المشتركة ضد أمتنا وضد أوطاننا وضد حريات شعوبنا وتطلعاتهم نحو آفاق العدالة والحياة الحرة الكريمة، ونظرتنا كذلك مضادة للطائفية المفتتة الى أي جهة مذهبية إنتمت، إذ أن بوصلتنا التاريخية – كما أعتقد – هي الرؤية الوطنية الجامعة لا القطرية، والعروبة من المحيط المغربي، ارضا وبحارا، الى الخليج العربي الاحوازي، ارضا محتلة وانهارا وبحارا، وترتبط ارتباطا وثيقا بالحضارة الإسلامية كعمق تاريخي وحاضر مكتنز بالمعرفة وأفق مطلوب منا.
واذا كان إختلافنا في إطار الود والمحبة وعلى أرضية ان لا يتسبب الاختلاف في أي فرقة ونزاع، فإن تحديد المنطلق الفكري والسياسي هو الذي يرسم أبعاد التوافقات المشتركة سياسيا وفكريا وبرنامجيا.
ومما لا شك فيه أن التاريخ الواقعي الفعلي، وليس الايديولوجي الجاثم على عقولنا والآخذ بتلافيف قناعاتنا، يبين بشكل واضح طبيعة الهجمة الامبريالية الصهيونية على الامة العربية منذ بدايات القرن العشرين، وكانت الحركة السياسية المصرية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر والذي نفقتقد اليوم الى وجوده الرمزي على مستوى النهج والايمان القومي العربي كان الرمز الأبرز في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ووقف ضده الكثير من المسميات والعناوين المرتبطة بخيوط سلكية لا فكاك منها مع المركز الامريكي الإسرائيلي مباشرة او بشكل غير مباشر.
ولعب الشاه العميل لأمريكا الدور الابرز في رفد الكيان الصهيوني بالعدوان على الأمة العربية من خلال تزويده بالنفط وتجديد التآمر على الأنظمة العربية القريبة من الفكر القومي العربي الحديث بقيادة جمال عبدالناصر.
تلك هي وقائع التاريخ العربي المعاصر وحيثياته ودروسه الحيوية، ولا يهم هذا التحليل الأفكار الطائفية المستوردة من أفغانستان وباكستان وغيرها التي إستوردها سيد قطب وكتبها بإسمه، ثم ترجمها الى الفارسية خامنئي/خميني، قولا وعملا فيما بعد، فهي التي فرخت الأحزاب والقوى الإرهابية التي أساءت للإسلام كدين وكحضارة وقيم ومحبة، في جانبها العربي، وأفرزت ذات القوى المجرمة والارهابية العالمية في جانبها الفارسي الصفوي الميليشياوي في الأوطان العربية.
هذه وجهة نظرنا ونقول مثلما قال الإمام أبو حنيفة : لا نجبر عليها أحد، فمن أراد الإعتراف بمنطق التاريخ فليعترف، ومن أن أراد المعاندة ومواجهة حقائق التاريخ بالتدليس والإفك فنقول له لينتظر شواهد التاريخ ووثائقه أن تعيده الى جادة الصواب.
والله من وراء القصد.