بينما كانت العائلات المنكوبة في بندر عباس تبحث عن بقايا أحبّتها تحت الركام والدخان، خرج ممثّل خامنئي عبد الحسين معزي ليصف الانفجار المروّع في ميناء رجائي بأنه “ابتلاء إلهي”! في مشهد يعكس أبشع أشكال استغلال الدين لتبرير الجريمة، تماماً كما فعل الملالي مراراً وتكراراً داخل إيران وخارجها.
لكن هذه ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من منظومة متكاملة من الدجل الديني والخداع السياسي، ارتكب بها نظام ولاية الفقيه مجازر ودماراً لا يُحصى في المنطقة بأكملها.
في سوريا، دعماً لبشار الأسد، أشعل هذا النظام حرب إبادة طائفية شرسة، ذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون مدني، وشُرّد ملايين آخرون، تحت شعار “حماية المقدّسات”!
في لبنان، حوّل حزب الله إلى ذراع طائفية تنشر التفرقة والفساد، وتخطف القرار الوطني بقوة السلاح والخطاب الطائفي.
وفي اليمن، غذّى الحرب والفقر والمجاعة عبر ميليشيات الحوثي، تحت ستار “الوصاية الإلهية” و”الجهاد ضد المستكبرين”، بينما كان الضحايا من الأطفال والأبرياء.
كل هذه الجرائم كانت مغلّفة بخطاب “المقاومة”، “النيابة عن المهدي”، و”الولاء لله”، لكن الحقيقة أنها لم تكن سوى أدوات دنيئة لبقاء خامنئي ونظامه في الحكم، ولو على حساب دمار شعوب بأكملها.
اليوم، لم يعُد هذا النفاق ينطلي على أحد. الشعوب في إيران، سوريا، لبنان، واليمن تدرك جيداً أن هذا النظام لا يمثل الإسلام، بل يشوّهه، وأن ولاية الفقيه هي العدو المشترك لكل من يتطلّع إلى الحرية والكرامة والعدالة.
المقاومة الإيرانية، إذ تعبّر عن عميق تعاطفها مع عائلات ضحايا انفجار بندر عباس، ومع كل المتضررين من جرائم هذا النظام في المنطقة، تؤكّد أن هذه التصريحات المهينة والمضلِّلة، مرفوضة ومُدانة شرعاً وأخلاقاً، وأنها تتنافى مع تعاليم الإسلام الحقيقي، وسيرة النبي محمد، ومبادئ الإنسانية.
إن الطريق الوحيد لوضع حدّ لهذا الدجل الدموي هو إسقاط نظام ولاية الفقيه على يد الشعوب وقواها الوطنية والمقاومة المنظمة.