لم يتوقع أحد النتائج السيئة لمنتخبات شمال افريقيا ـ المغرب وتونس والجزائر ـ فى الإطلالة الأولى لهم فى بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة حاليا بالجابون. ولم تكن النتائج وحدها هى مبعث الهجوم فى الأوساط الصحفية، بل لانهم لم يقدموا المردود الفنى والبدنى فى اقوى البطولات العالمية.
وإن كان المنتخب التونسى وصل إلى مرمى المنتخب السنغالى فى 12 هجمة، إلا انه لم يستطع أن يترجم إحداها إلى هدف من اجل ضمان نقطة التعادل على اقل تقدير، فضلا عن الطرد الذى تعرض له مدافع السنغال فى الدقائق الأخيرة من اللقاء ولم يحسن ممثل الكرة التونسية استغلال ذلك بل كاد المنافس يزيد غلة الأهداف عن طريق الهجمات الخاطفة.
وأدرك المنتخب الجزائرى نقطة التعادل أمام منتخب زيمبابوى بشق الأنفس وهو أيضا لم يقدم المنتظر من لاعبين لهم باع طويل فى المسابقات القارية والدوريات الأوروبية، ويقودهم أفضل لاعب فى القارة السمراء وهو رياض محرز.
ولعل الانطباع الأول من مباريات البطولة يؤكد الطفرة الفنية التى طالما تحدثنا عنها خلال سنوات بزيادة منحنى أداء اللاعبين الأفارقة فى وسط وجنوب القارة، بالمقارنة بمنتخبات الشمال الإفريقى (المغرب والجزائر وتونس) وذلك على الصعيد الخططى والالتزام بالتعليمات وهو الأمر الذى مثل أفضلية كبيرة لمنتخبات الشمال لسنوات طويلة ومنحهم تفوقا على نظرائهم.
أما الدليل على تلك الفكرة وهذه الطفرة فى الأداء التكتيكى بالملعب، فهو أن البطل فى الدورات الثلاث الأخيرة كان لمصلحة إفريقيا السمراء إن جاز التعبير لأنه لا يجب التفريق بين المنتخبات الإفريقية من حيث اللون وإنما الثقافة المجتمعية والأداء المختلف فى اللعب هو عنصر التفريق والمقارنة بين المدارس الكروية فى القارة السمراء.
ولعل ما قاله آليو سيسه المدير الفنى لمنتخب السنغالى يصب فى نفس إطار الفكرة نفسها حيث قال إن منتخب بلاده دائما ما يواجه صعوبات أمام منتخبات شمال إفريقيا إلا أننا استطعنا أخيرا التغلب على ذلك والحصول على أول ثلاث نقاط من منتخب تونس الذى لعب مباراة طيبة وأضاع العديد من الفرص.
وقال سيسه فى تصريحات صحفية: «نعلم جيدا أننا دائما ما نواجه صعوبات أمام فرق المغرب العربي، لكننا جاهزون لملاقاة منتخب الجزائر«.
وأعرب الفرنسى هيرفى رينار المدير الفنى لمنتخب المغرب الأول لكرة القدم عن حزنه للخسارة أمام الكونغو الديمقراطية، وقال: «لعبنا مباراة كبيرة وخلقنا العديد من الفرص للتسجيل ولكن لم نتمكن من ترجمتها إلى أهداف وكان هذا هو السبب المباشر فى الخروج دون نقاط».
ووصف المدير الفنى أداء فريقه بأنه لم يكن واقعيا، فى المباراة على خلاف ما اعتادت علية مع مجموعة اللاعبين المحترفين.
وشنت الصحافة المغربية هجوما كبيرا عقب اللقاء، على خلفية التصريح المثير الذى خرج به المدير الفنى حيث قال لصحيفة (ليكيب الفرنسية) حرفيا «سأعود إلى فرنسا» دون توضيح أو الدخول فى تفاصيل قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية.