أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / حوار مع صديقى حول الهوية الوطنية

حوار مع صديقى حول الهوية الوطنية

 

 

بقلم:  أحمد تركى

هو: شيخ أحمد تركى لماذا وضعت علم مصر على صورة الاكاونت الخاص بك بالفيسبوك؟ الأجدر يا صديقى أنك شيخ أزهرى والكل يستفيد منك ! على اختلاف الانتماءات والهويات ! وبالتالى من غير المناسب أن تُظهر هويتك الوطنية !!
أنا : سؤالك جيد يا صاحبى وإليك الآتى …

1- الهوية الوطنية لا تقل قداسة عن الهوية الدينية !
فالنبى محمد صلى الله عليه وسلم لم يسقط انتماءات الصحابة تجاه بلدانهم أو قبائلهم ( صهيب الرومى – سلمان الفارسي – بلال الحبشى – الأوس – الخزرج- المهاجرون – الأنصار …)
لقد اسقط العصبية الجاهلية وقال دعوها فانها منتنة … وأبقى الانتماء كما هو ..
وانت تعلم تعلق النبى صلى الله عليه وسلم بمكة وبالمعلاة خاصة ( المكان الذى ولد وعاش فيه – ويقع امام باب السلام ) ، لدرجة أنه تخير لتعبده غار حراء على جبل النور حتى يغذى روحه بالنظر الى السماء ومناجاة ربه ، ويغذى مشاعره فى حبه لبيته ومكانه بالنظر الى الكعبة والمعلاة …
وعندما هاجر عن مكة قال : والله انك لأحب بلاد الله الى الله واحب بلاد الله الىّ ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ! ”
وهذه الكلمات تعكس مكانة مكة ( المقدسة – احب البلاد الى الله ) كما تعكس مكانة مكة الوطن ( واحب البلاد الىّ).
هى نفس القدسية -هوية الوطن من هوية الدين …
ولا ننسى يا صديقى أن الله تعالى أرضاه فى تلك المشاعر عند تحويل القبلة فقال له ” فلنولينك قبلة ترضاها ”
فلا يزايد علينا كهنة الارهاب الذين سمموا تراثنا فى المائة العام الماضية بافكار الاستعمار وشرعنوها ضمن مخطط الماسونية العالمية لحصار مصر تحديداً واستخدام الدين وتزويره على يد كهنة الارهاب لهذه المهمة !
2- لابد أن نعترف اننا فى حرب شاملة ! و جزء كبير من هذه الحرب على الهوية ( الدينية بالطعن فى الدين ) وعلى الهوية الوطنية ( بمحاولة اسقاط الوطن ) ..
وجهود النخبة فى هذه الفترة وفى المستقبل ترسيخ معانى الولاء والانتماء لدى الشباب والاجيال حتى نسلم من مؤامرات لا يعلم مداها الا الله …
3- واذا كنت تتكلم عن مشاعر كارهى بلدى وهم يريدون الاستفادة منى؟!
فلابد ان يعلموا ان مصر هى التى صنعتنى وصنعت كل من عاش على أرضها —— لقد تعلمت فى الازهر الشريف بدون مصاريف ! على نفقة مصر ، وتكونت شخصيتى العلمية وكل خبراتى من فضل الله ثم من فضلها !!
فمن اراد ان يستفيد منى فليعلم هذه الحقيقة ويوجه الشكر الى بلدى قبل توجيه الشكر الى شخصى ،، لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) ” من لا يشكر الناس لا يشكر الله ”
أما من كره مصر وكرهنى على هويتى الوطنية ! فهو لا يلزمنى … ولن أكون مثل الشيوخ المنافقين الذين يمسكون العصا من المنتصف ! ويعيشون فى المنطقة الرمادية!
ولقد تسلل الارهاب بفكره الى تراثنا بسبب هولاء !!
لقد قال لى أحدهم فى 2012 اثناء اشتباكى الفكرى مع تطرف الجماعة ” كن اخوانياً مع الاخوان سلفياً مع السلفيين وصوفياً مع الصوفية !!!
وهو الان يتغنى بالوطنية !
هو : كيف تسلل الارهاب بفكره الى تراثنا ؟
أنا: دا موضوع طويل ، لكن دعنى أذكر لك طرفاً منه ..
قام الاستعمار بتوظيف جماعة الاخوان الارهابية الماسونية وبناتها المنبثقة منها لشرعنة أفكار تساعد على تفكيك المجتمع على المستوى الفكرى ثم على المستوى الاجتماعي …
اعطيك مثالا بسيطاً …
ذكر المجرم الارهابى الماسوني سيد قطب فى كتابه ” العدالة الاجتماعية فى الاسلام ” مصطلحاً شيقاً وجاذباً ” فقه بناء الدول” ( هو الذى انشأ هذا المصطلح بكل خبث ولم يذكره احد قبله! ) ..
انظر الى عنوان الكتاب والمصطلح الجاذب !!!
كل قاريء حسن النية سيتخذع حتماً فى العنوان والمصطلح وغالباً ما يستدرج الى الاقتناع بالتفاصيل المفخخة !!
فقد اطلق سيد قطب مصطلح فقه بناء الدول فى اطار حديثة عن اسقاط مصر وكل الدول وبناء الخلافة الاسلامية !!!
وبهذا أوهم الشباب الذين قرأوا الكتاب ان دولة الاسلام هى وفق تصور سيد قطب ليست مصر ! بل هى الخلافة !!
إذاً فلابد من حربها واسقاطها لبناء الخلافة على انقاضها !!!
وتجاهل هؤلاء جميعاً …. أن مصر هى اقدم دولة فى التاريخ، ذكرها القرآن الكريم كدولة متكاملة الاركان …
وكل الانبياء والرسل تعاملوا مع مصر الدولة …
والنبى صلى الله عليه وسلم تعامل معها على انها دولة حين بعث برسالته الى المقوقس عظيم القبط فى مصر رغم انها كانت تابعة للروم وقتها ، إلا أن النبى تعامل معها كدولة باعتبار التاريخ والمستقبل ،،، واثنى عليها وعلى قبطها وجندها خيراً فى عشرين رواية ..
ويؤسفنى استخدام بعض المسئولين فى المؤسسة هذا المصطلح ليكون عنواناً لمؤتمر من مؤتمرات الشأن العام فى اطار دعم مصر !!! إما جاهلاً بالمصطلح وما يرمى اليه ؟ أو معتمداً على جهل الكثير من الناس بهذا الأمر ؟!!!
واذا كانت مصر كدولة تضرب بجذورها فى التاريخ قبل مجيء الاديان وهى باقية الى قيام الساعة ، فليس من المناسب اجترار مصطلحات الارهاب حتى ولو فى اطار وطنى !!
كان من الممكن استبدال هذا المصطلح باى مصطلح آخر ( كدور الخطاب الدينى فى بناء مؤسسات المجتمع مثلاً ). أو (الدور الوطنى لعلماء الازهر ) ….. الخ
هو: هذا كلام خطير يا شيخ أحمد ؟
كيف تكشف هذه الخطابات الناعمة بخلفيتها الارهابية ؟
أنا : ابتسامة ? لطيفة
الم تر الطبيب النفسى كيف ينصت الى المريض بالساعات وهو يهلفط بالكلام ويثرثر دون أن يدرى أنه يسلم طبيبه تاريخه المرضى من خلال كلامه ؟!
أنا كذلك …
استمع إلى الكثير من الوعاظ والمشتغلين بالدعوة !
ومن خلال كلامهم اتعرف على تكوينهم المتطرف !!
لان كل الشباب المنتمى الى الجماعات تكوّن على تراث الجماعة ومصطلحاتها ومفرداتها ومفاهيمها التى تخدم الجماعة ولا تخدم الاسلام !!
فاذا ما استخدم التقية واظهر وطنية كذوبة ( يسمونها فقه المرحلة ) تُكذبه شواهد كثيرة فى حديثه دون أن يدرى ..
وقد يتراجع دون ان يعالج مفاهيمه !! فهو كمريض كوفيد 19 ( كورونا ) دون اعراض يعدى غيره دون ان يظهر عليه التطرّف !!
وعليه فهناك الكثير يعدون الناس بافكار متطرفة باسلوب ناعم !!
لأجل هذا بُح صوتى من عدة سنوات وانا أنادى بتطهير الموسسة وعدم توظيف عناصر خلفيتها متطرفة !
وقد دفعت فواتير كبيرة بسبب هذا الموقف !
هو : اقلقتنى يا شيخ أحمد ! وما العمل ؟
أنا : لا تقلق يا صديقى الدولة المصرية جادة فى مكافحة الارهاب فكرياً وكلٌ عقدة ولها الف حلّال ..
انا مستبشر خير
المهم أن نكون جميعاً :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *