أخبار عاجلة
الرئيسية / منوعات / حلول لإنقاذ صناعة الدواء

حلول لإنقاذ صناعة الدواء

اهتمامات الرئيس السيسى بحل صناعة الدواء وتوفير الأدوية الاساسية للمواطنين باعتبارها إحدى ركائز الأمن القومى.

كان واضحاً من تصريحاته بانشاء مصنعً للادوية فى يونيو وآخر لالبان الأطفال يفرض على الحكومة ان تسعى بجدية الى إقامة قاعدة صناعية كبيرة لصناعة الخامات الدوائية والاهتمام بصناعة المستحضرات القائمة وتأمينها من الصدمات و العواصف المفاجئة خاصة ان الصناعة الحالية تعانى من تقلب وروتينية القرارات المنظمة للتسعير والتسجيل والضرائب مما ينعكس بالسلب على ادائها.

بداية يرى الدكتور اسامة رستم نائب رئيس شعبة مصنعى الدواء باتحاد الصناعات ان اهتمام الرئيس السيسى بهذه الصناعة ينبع من كونها من أولويات الأمن القومى حيث سيتم افتتاح مصنع جديد فى يونيو المقبل وكذا تدشين مصنع لإنتاج ألبان الأطفال حتى لاتتكرر أزمات فى هذه المنتجات.

يضيف ان القاعدة الصناعية لتصنيع المستحضرات الدوا ئية متوطنة فى مصر والدليل وجود 150 شركة لتصنيع الدواء باستثمارات تصل الى اكثر من 150مليار جنيه لكن المشكلة فى تصنيع الخامات الدوائية التى تستورد بالكامل من الخارج مشيراًً الى ان صناعة الخامات تستلزم قاعدة بحثية كبيرة من الخبراء والمعامل على أعلى مستوى وخبرات تراكمية طويلة علاوة على قاعدة صناعية واسعة فى الصناعات البتروكيماوية لتحصل على المركبات الدوائية منها اضافة الى ان مثل هذه الصناعات تحتاج الى مساندة كبيرة من الدولة على الأقل فى بدايات هذه الصناعة حتى ترسخ نواة هذه الصناعة.

لكن الدكتور حسام ابو العينين رئيس إحدى الشركات المنتجة للادوية يرى ان انشاء قاعدة صناعية للخامات الدوائية يستلزم دراسة جدوى اقتصادية يراعى فى عناصرها توافر رءوس اموال استثمارية كبيرة وخامات كيمياوية متنوعة وعمالة رخيصة ومدربة لها خبرات تراكمية لسنوات طويلة لان الخامات تصنع من مواد تخليقية متعددة لهذا فإن دول أوروبا قد تخلت عن هذه الصناعة الى دولتى الهند والصين اللتين تتمتعان بهذه الخصائص وأصبحتا قادرتين على تسويق منتجاتهما فى جميع بلدان العالم بما فيها أوروبا وامريكا مشيراًً الى ان من اهم أسباب توطين هذه الصناعة فى هاتين الدولتين ايضاً التعداد السكانى الكبير الذى تتمتع به كل منهما مما أوجد سوقاً واسعة لتسويق هذه الخامات وكان من نتيجة ذلك ان الانتاج الكبير يقابله تراجع ملحوظ فى التكلفة والعكس صحيح.

وعن إمكان اجتذاب هذه الاستثمارات المتوطنة فى الهند والصين الى مصر يؤكد ابو العينين ان ذلك امر متاح بل تسعى اليه مثل هذه الشركات لكن المشكلة فى الاجراءات البيروقراطية الحكومية عند التعامل مع هذه الشركات. التى تجد إقبالاً كبيراً عليها من الشركات الأوروبية والأمريكية حيث تتصارع على انشاء فروع لها فى الهند والصين لان التكلفة النهائية المنخفضة لهذه الخامات جعلتها ذات قدرة تنافسية عالية فى الاسواق العالمية لما تتمتع به الدولتان من عمالة رخيصة ورخص للخامات وتسهيلات استثمارية عالية.

يؤكد هذه الاقوال الدكتور محمد ربيع العضو المنتدب السابق لهيئة المصل واللقاح بأن مصر كان لديها تجربة لإحدى الشركات التى كانت نواة لتصنيع الخامات الدوائية وكانت شركة قابضة ضمن ثلاث شركات قابضة ولها إسهامات كبيرة فى عدة شركات لكن تم بيعها فى إطار برنامج الخصخصة خاصة وان هذه الشركة كانت قد صنعت مادة (استريك أسيد) التى تستخدم فى تصنيع الأدوية والمشروبات الغازية وتم انشاء هذا المشروع بعد ان تكلف الملايين من الجنيهات وجلبوا لها شركة نمساوية منحت الشركة المصرية براءة الاختراع للتصنيع لكن بسبب سوء الادارة والروتين توقف المشروع.

يرى الدكتور سمير ثابت الخبير فى صناعة الدواء ان تجربة تصنيع الخامات يمكن ان تبدأ بحصر اكبر كميات من الخامات المستخدمة فى المصانع المحلية ويتم انشاء هذه النواة بجهود وامكانات حكومية تتبناها الدولة لان الاستثمارات يجب ان تكون ضخمة ويمكن ان يكون هناك شراكة مع بعض الشركات المتخصصة الأوروبية او الصينية مع مراعاة ان يكون هناك استعداد لتصدير هذه الخامات فى الاسواق الخارجية.

الاقوال نفسها يؤكدها خبير صناعة الدواء ثروت باسيلى قائلاً : ان الدولة مطالبة بعمل دراسة عن اكثر الخامات الدوائية التى تستخدمها الشركات المصنعة فى مصر وهو يعتقد انه من الأفضل اذا ما فكرنا الدخول فى هذا المجال لتصنيع الخامات ان يكون لديك سوق خارجية للتصدير ولتكن فى افريقيا والدول العربية.

بينما يعترض الدكتور رامز جورج أمين نائب رئيس احدى الشركات المصنعة على توطين صناعة الخامات الدوائية فى مصر بحجة غياب منظومة نجاحها مثل وجود خبرات تراكمية لأكثر من 20 عاماً بحد أدنى ووجود جهاز ادارى بيروقراطى معوق ونقص الموارد المالية لدى الدولة وغياب المراكز البحثية المتقدمة فى هذا المجال خاصة ان الشركات التابعة للدولة تعانى مشكلات فى الادارة والتمويل.

يرى خبير صناعة الدواء الدكتور احمد زغلول العضو المنتدب لإحدى الشركات المنتجة للادوية ان دخول مصر الى صناعة الخامات الدوائية يستلزم خطوات تمهيدية لإدخال هذه الصناعة على رأسها انشاء المراكز البحثية الكبيرة وتوطين صناعة البتروكيماويات على ارقى مستوي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *