بقلم الإعلامية الشيماء عماد الدين
منسق عام شبكة اعلام المرأه العربيه
…إن الزياده الملحوظه فى نسب الطلاق فى المجتمع حديثاخصوصا بين الشباب.
تعتبر ظاهره يجب الوقوف أمامها طويلا …
ليس فقط لتأثيرها المباشر على الاسره والأطفال.
ولكن أيضا لما قد يتبعها من مشاكل تهدد السلم المجتمعي بشكل عام لما يتبع الطلاق من مشكلات تسريع ذات تبعيات وخيمه على المجتمع ككل.
و لو نظرنا لوضع المرأة فى المجتمع الأن نرى بوضوح انها ليست تلك المرأة الضعيفه ،المستكينه ،المغلوبة على أمرها ،التى تحتاج الرجل فى كل صغيرة وكبيرة،كما كان منذ عشرات السنين
فالمرأه المتعلمه الان أصبحت قادره على التمييز، على الاختيار،على الرفض،والقبول،قويه بعلمها ،،،،قادره على حل مشكلاتها الماديه والاجتماعية.. بشكل قد يفوق الرجال احيانا.
اصبح لها شروط واحتياجات شخصيه متباينه من امرأة لاخرى،باختصار أصبح لديها القدره على تقرير مصيرها ورسم مسار واضح لمستقبلها وتصور دقيق لحياتها القادمه.
اما الرجال فمازلوا مصرين على التعامل النمطى فى العلاقات الاسريه . و الذى قد يحمل قدر من الدونيه، وعدم التقدير ، وعدم الاعتراف بقيمتهابل وربما عدم الاحترام بشكل عام… غير معترفين عمدا أو دون قصد بالتغيير الكامل الذى أحدثه تعليم المرأة ومشاركتها المجتمعيه فى شخصيتها، والذى مر بالكثير بالمراحل المتلاحقة واعترضه الكثير من العثرات على مدى قرابه قرن من الزمان .
حتى أخرج لنا فى هذه الالفيه امرأه ،،
،،مختلفه بكل المقاييس. ،،
واثقه ،واعيه ،مثقفه ،قادره على تحمل الأعباء والتحديات سواءبالمشاركة مع زوجها أو حتى بمفردها..
من هذا المنطلق أصبحت المرأة فى مجتمعنا الحديث رافضه رفضا باتا وان لم تعلن ذلك صراحة تلك المعامله التى ينقصها الاحترام والتقدير والاعتراف بها ككيان مستقل قادر بمفرده على اجتياز الحياه بكل تحدياتها ، وتحقيق نجاحات يعجز الكثير من الرجال على تحقيقها دون أن يتعارض هذا مع دورها كأم أو يخل بأى مسؤوليه اجتماعيه… اختارت أن تتحملها بكامل رضاها.
لكن التطور الذى حدث للمرأة خلال القرن الماضى لم يستطع الرجال رصده ولا تحليله بل على العكس وكأنهم يرفضون الاعتراف به،،، ويحجمون عن التعامل معه بالشكل الذى يلائم هذاالتطور العقلى والنفسى للمرأة .
ورغم تجاهل الرجال للتغير الذى حققته المرأة المعاصره الا أنهم لا يمانعون ابدا فكره الاستفادة من هذا التغير ،،أو استغلاله ،،بالشكل الذى ينقل الكثير من المسؤوليات التى كان يتحملها الرجل فى الماضى ليصبح على عاتق المرأة الآن ولكن دون الاعتراف بأى فضل لها أو حتى وجود نيه لديه لتغير تلك النظره القديمه للحياه الزوجيه والتى تربى عليها وعلى الرغم من الاعتماد شبه الكامل على الزوجه فى أغلب نواحى الحياه وتراجع دور الزوج فقط إلى تدبير نفقات المعيشة قلت أو كثرت الا انه ليس لديه قدر من النيه على الإنزال عن دور ،،سى السيد،،فهو السيد الذى يأمر فيطاع،هو الاعلى فى الفهم ،فى الثقافه ،هو فقط الذى يستحق أن تبحث زوجته عن ما يرضيه حتى وان لم يرضها، وان تمتنع تماما عن أى شىء يزعجه حتى وان كان المفضل لديها، هو فقط صاحب القرار ،هو فقط كل شىء وان لم يفعل ،،و هى لا شىء وان فعلت كل شىء
فأى سعى منه لارضاءها أو تفهمها أو محاوله اسعادها يعتبره المجتمع ضعف منه يعاب عليه .
فالرجل الان لا يمانع تماما أن تتحمل المرأة معه المشاركه فى الأعباء الاقتصادية سواء عن طريق عمل حكومى أو اعمال حره ،او تحمل مسؤوليات أخرى كانت فى الماضى من صميم اختصاصات الرجل مثل تعليم الاولاد وشراء مستلزمات البيت والتعامل فى الجهات الحكومية وغيرها من المسؤوليات التى تعتبر وحدها كافيه على أن تشعر المرأة أنها لم تعد فى حاجه ملحه لزوج لا يقدرها أو يحترمها أو يحاول بذل اى مجهود لاحتوائها أو تفهم مشاعرها واحتياجاتها النفسيه ،بل على العكس فاى محاوله فى ذلك الاتجاه يعتبرها المجتمع انتقاص من رجولته وكرامته
فأصبح الرجل الأن فى الكثير من الأحيان عبء ثقيل على زوجته
فلقد أصبح هناك فرق كبير بين نظره الرجل لزوجته،والتى يصر فيها على ألا يرى الا الوجه المنكسر الضعيف قليل الحيله الأقل عقلا وفهما وادراكا
وبين الواقع الملموس الذى تحققه المرأة بشكل يومى من قدره فائقه على تحمل المسؤولية واجتياز الازمات وتحقيق نجاحات متوازيه على الصعيدين الاجتماعي والعملى غير مخله تماما بواجباتها الاسريه تجاه أبناءها وأسرتها
وبهذا أصبح استمرار العلاقة الزوجية الكلاسيكية التى توارثناها من عشرات القرون التى يتلاشى فيها وجود المرأة ،،ويتم فيه تجاهلها وتصبح فيه ملتزمه بالتنازل عن كل اهتماماتها واحلامها بل وربما تلجأ لتغيير الكثير من شخصيتها وطبيعتها إرضاء لزوجها، غير مجدى تماما ،ولا محايد ولا منصف بالنسبة للكثير من الفتايات
وغير قادر من وجهه نظرهم على تحقيق الاستقرار الأسرى بل على العكس أصبح احيانا وجود الزوج المحمل بتلك القناعات مصدر إزعاج لزوجته بل وعائق فى طريق نجاحها ونجاح أسرتها،فاصبحت العلاقه الزوجيه الحاليه بشكلها الكلاسيكى حمل ثقيل لا تستطيع بعض الفتيات تقبله ولا التعامل معه مما تسبب فى احجام بعضهن تماما عنه ورفضهن لتلك العلاقه بمنظورها الحالى
،ودعا ايضا بعضهن من اللائى خضن تلك التجربة الظالمه من وجهه نظرهم إلى التخلص من هذا العبء واللجوء للطلاق بشكل واسع للاسف
ايها الرجال ..
انتبهوا فنظرتكم للمرأه المعاصره المتعلمه المثقفه ذات العقليه الراجحه والنفسيه الواثقه ، ذات القدره على التحليل والتفكير والتحدى القادره بمفردها على تحمل مسؤليه نفسها بل وأسرتها كلها دون أى اكتراث،تحتاج منكم الكثير من المراجعه من أجل مجتمع افضل