أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / ثورة 25 يناير مالها وماعليها !

ثورة 25 يناير مالها وماعليها !

بقلم:  الدكتور صلاح سلام

 

الدستور المصري نص على ان ٢٥ يناير و٣٠ يونيو ثورتان…والحقيقة ان يناير جاءت باحلام شباب الكثير منهم كان حسن النية وغير مؤدلج وينشد التغيير بعد عقود من التجمد الفكري والسياسي والثقافي والاقتصادي برغم نسب التنمية التي كنا نرى منها الارقام فقط واندفع الشباب الحالم ومنهم من دفع حياته وهو لايعلم ان هناك بعض الايادي الخبيثة التي تم تدريبها وتمويلها لاغراض معينة..

وما ان استطاعوا وضع النظام في مزنق لتظهر القوة الانتهازية كشأن الثورات دائما يصنعها المخلصون ويختطفها الانتهازيون لتسيطر على المشهد وتسرق الثورة وتغير مسارها لتحرق اقسام الشرطة وتعتدي على كل حراس الامن لتسود الفوضى ويتمكنوا من قيادة الشارع السياسي بمزيد من العنف ..وهم القوة المنظمة والتي لها روافد في بلاد عديدة ” الاخوان المسلمين” وما تلى ذلك من حرق لمنشأت حيوية وأمنية…

واذا كان لثورة يناير ميزة فهي إزاحة نظام مبارك ولولاها لما وصلنا الى ٣٠ يونيو ليجود الزمان علينا بزعيم بحجم الوطن يبني ويعمر ويفتح كل يوم مشروعات ضخمة ويغير وجه الحياة في مصر في ست سنوات نراها على الارض. . وقد الغى من حياتنا عبارة وضع حجر الاساس لمشروع كذا…المشروع يتم افتتاحه مباشرة للعمل او للانتاج ولو كانت تسير مصر بنفس المعدل في الثلاثة عقود التي سبقت ثورة يناير لاصبحت مصر دولة عظمى….

ولكن لنا وقفة مع يناير والسيولة الامنية التي كان لها تداعيات كبيرة وخاصة منطقة سيناء والتي توقفت كل قراها وفنادقها السياحية في جنوبها وافقدت عشرات الاف الاسر مصدر رزقها..واجتمعت في شمالها كل قوى الشر من الهاربين من السجون والعائدون من أفغانستان و السلفية الجهادية على الجماعة الاسلامية والتكفير والهجرة لينضموا الى بعض التكفيريين الذين كانوا يعيشون كالخفافيش لدرجة انني عندما كنت اقف في شرفة منزلي بالعريش اكاد لااعرف احدا من المارة وكأن الارض انشقت واخرجتهم ناهيك عن فوضى السلاح وسيارات الكروز القادمة من ليبيا المحمل عليها المدفع المتعدد تجوب الشوارع هذا بالاضافة الى التوسع في الانفاق في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة واصبح السلاح مباحا ومتاحا وتهريب البضائع المدعمة والوقود جهارا نهارا.

واصبح العنف والقتل هو عنوان المرحلة وضاع الامن والامان وهما اغلى مايملك الانسان…ونشطت الجماعات التكفيرية المسلحة ضد الشرطة والجيش والسكان..لذلك تجد سكان تلك المنطقة الذين مازالوا يعانون من فلول الارهاب لايشكل لهم هذا التاريخ الا ذكرى مؤلمة حيث ترك لهم وماتلاه جروحا تحتاج الى وقت طويل لتندمل ..

وفي نفس الوقت سيظل هذا اليوم عيدا للشرطة المصرية التي ضربت اروع مثل في التضحية ضد الانجليز وكانت الشرارة الاولى التي حشدت لثورة يوليو ١٩٥٢..فوجبت التحية لكل رجال الشرطة الشرفاء الذين بذلوا ويبذلون ارواحهم لترتفع هامات الوطن عالية خفاقة…

والحمد لله ان قامت ثورة الشعب في ٣٠ يونيو لتصبح مسار يناير الذي جنح الى الى حافة الهاوية وهار بنا وكاد ان ينهار لولا ستر الله ويقظة الشعب مع الشرطة ورجال الجيش الذين استجابوا لنداء الملايين من الشعب المحتشد في كل ميادين مصر…حفظ الله الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *