أخبار عاجلة
الرئيسية / عربي / (بيان في ذكرى انطلاق ثورة تشرين المباركة والانتخابات البرلمانية)

(بيان في ذكرى انطلاق ثورة تشرين المباركة والانتخابات البرلمانية)

 

يستذكر العراقيون الذكرى الثانية لانطلاق ثورة تشرين المباركة التي أثبتت زوال شرعية النظام الحاكم (بتحكم الاحتلال الايراني وادواته وميليشياته المجرمة وغيرها من عصابات الاحتلال الاخرى) في العراق ورفض الغالبية العظمى له من العراقيين ، هذه الثورة الشاملة التي رفضت ظلم النظام السياسي واستبداده التخريبي وناهضت فساده الفكري والاخلاقي والاداري والمالي ومساعيه لنشر الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية.

لقد تجاهلت الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال عمدا طموحات الشعب العراقي في بناء عراق موحد ودولة مؤسسات يحكمها القانون بانتخابات ديمقراطية نزيهة متجاوزة كل القيم والقوانين والأعراف الدولية ، لدوام بقائهم في حكم البلاد ونهبها لأطول مرحلة ممكنة ، فأنتجت حكومات فاشلة وفاسدة من رحم احزاب طائفية تعمل لصالح الاحتلال الايراني والامريكي ودول أخرى ، لم توفر للشعب العراقي ابسط متطلبات الحياة وخدماتها ، وكانت المهزلة الأكبر التي سميت بإنتخابات سنة 2018 أبلغ دليل على هيمنة التزوير والتلاعب بالعملية الانتخابية ، إذ لم تصل نسبة الناخبين المشاركين إلى أكثر من 12 بالمئة من عدد الناخبين الكلي ، الا ان قوى الاحتلال مررتها كعادتها ، وشكلت من نتاجها حكومة طائفية ضعيفة سرعان ما اسقطتها ثورة تشرين المباركة ، وتشكلت على اثرها حكومة تصريف اعمال كان من واجبها العمل على ضمان اجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة ، إلا ان حكومة تصريف الاعمال هذه مارست ذات النهج الذي مارسته الحكومات السابقة وانساقت لإكمال مشروع الاحتلال وقمعت الجماهير التي خرجت مطالبة بالتغيير ، وواجهت الانتفاضة بالقتل والتصفية والاعتقالات ولم تحاسب قتلة المتظاهرين وعلى راسهم رئيس الحكومة السابقة ورئيس مخابراتها ، وعملت على اختراق الثورة وتصفية الكثير من قياداتها بوسائل اجرامية يندى لها جبين الإنسانية ودعت إلى انتخابات نيابية مبكرة في 10/10/2021 دون توفير ابسط مقومات الانتخابات الحرة النزيهة ، وغضت النظر عن حجم الفساد والتزوير ، فقانون الانتخابات الحالي لا يمثل طموحات الشعب العراقي ، في ظل مجلس مفوضية  فاشل وطائفي مليشياوي قاصر تماما ، من مرشحي الأحزاب المتحكمة في السلطة علنا او سرا ، ومنهم من تم شراء ذممهم ترهيبا وترغيبا ، وهذه الأحزاب ومليشيات الاحتلال والسلاح المنفلت هم المتحكم الحقيقي في الانتخابات ونتائجها ، ولا يخفى على الشعب العراقي والعالم حجم السيطرة والسطوة والتوغل الإيراني على مقاليد السلطة ومقدرات البلاد التي سخرت كل طاقاتها لإنتاج برلمان وحكومة تابعين وموالين لها ، وبدون خجل او اية اعتبارات رسمية ، وشكلت لجان من الاطلاعات الإيرانية وأعضاء من المليشيات الولائية وبإشراف ممثلين عن الحرس الثوري ، لتتحكم بالمشهد الانتخابي وتسيره بالطريقة التي تضمن هيمنتها عليه.

فضلا عن قيام النظام الايراني بتوجيه مليشياته الولائية بحكم سيطرتها العسكرية على مدن ومحافظات العراق خاصة الغربية والشمالية لتسخير جميع امكانياتها لتكون المؤثر الأكبر في العملية الانتخابية ، بقوة السلاح والتزوير ، وبالتالي ترسيخ الاحتلال الإيراني بالقوانين التي ستمرر عن طريق البرلمان القادم الذي يطمحون اليه وتنفذها الحكومة القادمة التابعة لولاية الفقيه ، وفقا لاجندات اعدت مسبقا ، لتظهر للعالم بان جميع ما تريده إيران يخطط وينفذ بإرادة من الشعب العراقي وممثليه زورا وبهتانا .

لقد أصبحت ثورة تشرين من أهم عوامل رصّ الصفوف وبثّ الأمل بين العراقيين للعمل من أجل التغيير الشامل وإنقاذ البلاد من وضعها الكارثي ، ومن ذلك المواقف الاصيلة للعشائر العراقية كافة , وخاصة الثائرين في وسط وجنوب العراق الرافضين للنفوذ الفارسي عبر تاريخ العراق وحاضره.

ايها العراقيون الاحرار لقد اضحت ثورتكم (ثورة تشرين) اليوم وما سبقها من انتفاضات شعبية الممثل الشرعي الرئيس للشعب العراقي بكل طوائفه وتكويناته لرفض الانتخابات المرتقبة في العاشر من تشرين الأول الحالي ونتائجها ، والتي يراد منها القفز على الإرادة الشعبية الرافضة وديمومة بقاء العملية السياسية التدميرية في العراق.

لقد تنامت ثورة تشرين المباركة فكريا ومجتمعيا وصرنا اليوم أمام مرحلة جديدة من الرفض الشامل تمثلت ببذور العصيان المدني الهادف لإسقاط النظام السياسي الفاسد بطرائق متنوعة ووسائل مشروعة للشعب.

ان المجلس الوطني للمعارضة العراقية يدعو أبناء الشعب العراقي الى العصيان المدني يوم 10/10/2021 لمقاطعة الانتخابات المزورة سلفا بشكل كامل ، ومواجهة كل الاحتلالات ومليشياتها التي فرضت على العراق وبيان عدم مشروعية حكمها للعراق ، والعمل لصناعة العصيان المدني طويل الامد لاحقا مع وسائل اخرى لإفشال المشروع الامبراطوري الفارسي ، والدعوة لتشكيل حكومة طوارئ وطنية انتقالية مؤقتة تتشكل من خارج جميع احزاب السلطة الحاكمة في العراق تتعهد بإجراء الانتخابات في أجواء ديمقراطية نزيهة ، من اجل تشكيل برلمان وحكومة وطنية تستعيد سيادة العراق وكرامة ابنائه ، وبناء دولة قانون مدنية تليق بتاريخ العراق وحضارته.

إن تكاتف ابناء الشعب العراقي اجتماعيا وفكريا سيقود حتما للتغيير ، ولهذا ينبغي على العراقيين دعم هذا الموقف الموحد كل من موقعه وبالإمكانيات المتاحة لإنقاذ الوطن وبنائه من اجل إن ينعم بالخير والسلام والعدل والرفاهية .

الله اكبر الله اكبر والنصر للعراق وشعبه .

                                                                                            المجلس الوطني للمعارضة العراقية

28 صفر 1443هـ – 6.10.2021 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *