خاص/ أوروبا اليوم
تحت شعار (لا للإفلات من العقاب) .. بيان صادر عن المجلس الوطني للمعارضةِ العراقيةِ حول ثورة تشرين المباركة واحداث العراق.
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ“
يا جماهير شعبنا العراقي الكريم في داخلِ العراقِ وخارجه، رغمَ مرور عقدين من الزمنِ على جريمةِ الاحتلالِ الباطلةِ الخارجةِ عن نطاقِ الشرعية الدولية كأسوأِ حقبة في تاريخهِ السياسي المعاصر، ومصادرةِ استقلالهِ وسيادته، وإِحلالِ عمليةٍ سياسيةٍ فاشلةٍ، دمرت العراق وشعبه وأَدَتْ الى الظواهرِ والاحداثِ المدمرة.
يدعو المجلس الوطني للمعارضة العراقية دولَ الاحتلال في العراقِ وخاصة أمريكا وبريطانيا اللتَيْنِ تُعِيدانِ تَموضع قواتهما بشكلٍ مستمرٍ منذ عام ٢٠٠٣ إلى الآن، وأطلقَتا يدَ نظام ولاية الفقيهِ في العراقِ والمنطقةِ وهُما تتحملان معاً مسؤولية ما يجري من جرائمٍ ونهبٍ للثرواتِ وفتح المجال واسعا لاستشراءِ الفساد والتشجيع عليه وتهجيرٍ وتجاوزٍ على حدود العراق وسيادتِهِ براً وبحراً وجواً، وحرمانه من موارده، نحملهما مسؤولية إنهاء العمليةِ السياسيةِ ودورها التخريبي التدميري في العراق.
إن العراقيين وبما يملكون من تأريخِ أولي العزمِ وأولي البأسِ وأهل الكرامة، لم يَهِنُوا ولن يستسلموا ولا يَسْتَكِينوا أو يَنْكَفِئُوا في إِفشالِ وإِسقاط مشاريع الاحتلال وأهدافه وبالأخص ما يمارسه اليسار الديمقراطي الأمريكي اليوم في دعمِ ولاية الفقيه ومشروع إيران الثورة وملحقاته، فإن أحرار العراق قد عقدوا العزم على استعادة بلدهم وتبني منهج الإنقاذ والخلاص الشامل.
ويؤكد المجلس الوطني للمعارضةِ العراقيةِ بما يمثله من غالبيةِ مكونات الشعب العراقي على رفضِ الاحتلالِ شكلاً وموضوعاً وفعلاً ونتائجا.
إن الشعب العراقي له الحق في إسقاطِ العمليةِ السياسيةِ مع دستورِها الاحتلالي المقيت، والتي سيكون مصير رموزها وأعوانهم في حاوياتِ النفاياتِ ثم المحاكمات العادلة، وسيَطرِدُ القوى التي تساعدهم على حكمِ العراقِ وتُصِرُ على ضمان بقائهم في السلطة، وللشعب العراقي أن يعمل بكل الوسائل المشروعة التي ضمنتها مواثيق الأمم المتحدة، ومن هنا خرجت الجماهير العراقية مطالبة بالتغييرِ، وهي في نمو وتزايد وعي.
يدعو المجلس أبناء الشعب العراقي بمكوناتِه وعشائرِه الأصيلة ، وفي طليعتهم أبطال ثورة تشرين المباركة، ويُحيّي شجاعة وصمود الرجال الذين أوقدوا شرارة الثورة في بدايةِ احتلالِ العراق ومقاومتهم ونضالهم وتضحياتهم لاستعادةِ العراق وسيادتِه ، ثم انتفاضة واعتصامات في غالبيةِ المحافظاتِ وبغداد وحزامها، ثم انطلاق ثورة تشرين الباسلة المتصلة والمتواصلة رغم أساليب القمع والإرهاب متطلعة إلى استمرارِ الثورةِ الشاملةِ بكلِ توجهاتها وإدامةِ زخمها وتنويع وسائلها الجامعة وتوحيد صفها، والاستعداد لخوضِ صفحة جديدة من صفحاتِ التحرير والمحافظة على سلميتِها ومواجهة طغيان وجور النظام السياسي الفاسد المدعوم من الاحتلالِ والميليشيات، لتحقيق النصر بإذن الله.
إن موقف المجلس وجميع قواه من كياناتٍ وأحزابٍ وحركاتٍ وجبهاتٍ واتحاداتٍ ونقاباتٍ وجمعياتٍ وهيئاتٍ وكتلٍ وقوى جماهيرية وشخصياتٍ اجتمعتْ تحت لوائه لتتشاركَ وتتكاتفَ معه بوحدةِ القيادةِ والموقفِ والرؤيةِ وأعلنتْ موقفها الواضح والصريح تجاه الوضع السياسي فيه بصورةٍ علنيةٍ، واتساقاً مع ماورد آنفاً فإن المجلس كان وما يزال صوت جماهير الشعب الثائرةِ بقصدِ التغييرِ الجذري لكلِ أركانِ العمليةِ السياسيةِ ودستورِها الاحتلالي ومفاصِلها وتكويناتها المنبثقة عن الاحتلالِ وعلى النحو الاتي:
١ – إن المجلس الوطني للمعارضةِ العراقيةِ يعمل لإنقاذِ العراقِ وشعبهِ ووقفِ التدميرِ المستمرِ فيهما والحفاظ على وحدةِ العراقِ شعباً وارضاً وكياناً كبلدٍ مستقلٍ ذِي سيادةٍ وعاملِ أمنٍ واستقرارٍ وسلامٍ للمنطقةِ والعالم.
٢ – يرفضُ المجلس عملية الانتخاباتِ الزائفةِ والباطلةِ تحت مظلة الاحتلالِ وسطوة الأحزاب الحاكمة والمليشيات الصفوية والاحتلال الضامن لمصالحهِ وفي مقدمتِها ضمان جريان النفط وباقي الثروات، فضلا عن اجراءِ الانتخابات في ظلِ قضاءٍ ومفوضيةٍ ونظامٍ سياسي فاسدٍ مفسد، فأن النتائج معروفة، ويدعو المجلس إلى مقاطعةِ انتخاباتِ مجالسِ المحافظاتِ وجميعِ الانتخاباتِ على هذهِ الشاكلةِ المضللةِ الفاسدةِ وذلك لإسقاطِ ما بقيَ من شرعيةٍ مُدَّعاةٍ لهذا النظام المحكوم الفاسد، ونُحَمِّل القوى الدولية مسؤوليةَ استمرار دعم الانتخاباتِ المزيفةِ والاعترافِ بنتائِجِها الفاسدة.
٣ – يؤكد المجلس على أن محافظة كركوك رمزٌ للتعايشِ السلمي والتآخي لأهلها خاصة والعراق عامة، فكركوك مدينة عراقية أصيلة ترتبط بالمركز كسائر محافظات العراق وتتعايش فيها جميع القوميات بسلام.
٤ – يؤكد المجلس على حل المليشيات وتجفيف منابع تمويلها وإدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية ومنع تشكيل أي مليشيا مسلحة مستقبلا، ودعم القوات المسلحة الوطنية المستقلة غير الحزبية ولا الطائفية المليشياوية وفق مبدأ (الجيش والأجهزة الأمنية فوق الميول والاتجاهات).
٥ – لقد اتخذ شعب العراق قراره بإسقاطِ العمليةِ السياسيةِ برمتها ورحيل طبقتها السياسية وإقامة نظام حكم جمهوري رئاسي وطني عادل، يتساوى تحت مظلته العراقيون جميعا في الحقوقِ والواجبات، وكتابة دستور وطني جديد بأيدٍ كفوءة وطنية، يوفر للعراقيينَ الأمنَ والإنسانية والحرية والمواطنة العادلة والازدهار وحماية الفطرة الإنسانية والأديان والعائلة والطفولة من الجندرة والشذوذ والغلو والتطرف، والسماح لجميعِ العراقيين بمزاولةِ العمل السياسي.
٦ – يتبنى المجلس تشكيل حكومة انقاذ وطني تمثل الشعب العراقي وتحميه وتضمن مصالحه.
٧ – يدعو المجلس الوطني للمعارضة العراقية الجارة إيران للعودةِ الى حدودِ اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ وترك الثأر التاريخي من العرب والمسلمين، والتعايش مع جيرانها والعالم بعيدا عن أطماعِ التوسع، والتوقف عن خدمةِ مشروع القوى الدولية والذي سبب دمار الجيران والمنطقة، وسيؤدي الى تدمِيرها.
٨ – يدعو المجلس الوطني للمعارضة العراقية الأخوة في دولة الكويت الشقيقة إلى مراعاةِ مبادئ الاخوة الحقة والتسامح وحسن الجوار، والابتعاد عما يسبب الفرقة، فمسألة الحدود معلومة للجميعِ، وحقوق العراق التاريخية بحراً وجواً وبراً مثبتة وواضحة للعيانِ منذ النظام الملكي وصولاً الى النظامِ الجمهوري ولا تسقط بالتقادمِ وشعب العراق مُصِرٌ على إنشاءِ ميناء الفاو الكبير وربطهِ السككي، ثم الربط مع دولِ الجوار.
٩ – إيقاف تنفيذ أحكام الإعدام وإصدار عفوٍ عامٍ وفوريٍ عن المحكومين والمعتقلين.
١٠ – إنشاء هيئة قانونية لاستعادةِ الآثارِ والأموالِ والكنوزِ العراقيةِ المسروقةِ والمنهوبةِ وتسديدِ وتسويةِ ديونهِ، ووضع خطة مستقبلية قابلة للتطبيقِ لإعادةِ إعمار العراق وضمان تطوره وإقامة نظامٍ ماليٍ ومصرفيٍ وضمانٍ صحيٍ وتعليميٍ حديثٍ وأمين.
١١ – يتبنى المجلس خطة ذكية وقابلة للتطبيقِ مستندة الى خلفياتٍ من الخبرةِ للقضاءِ على الفسادِ الإداري والمالي موثقة ببحوثٍ لها طابع دولي.
١٢ – يستنكر المجلس الإجراءات التعسفية التي تقوم بها مملكة السويد ضد اللاجئين العراقيين ويطالب بحمايتهم وإطلاقِ سراحهم ضمن قوانين الحماية الدولية وفي جميعِ الدول التي هاجر اليها العراقيون اضطرارا.
لقد وضع المجلس الوطني للمعارضةِ العراقيةِ الخطط العلمية والعملية للمضيِ بثباتٍ وإقدامٍ وإصرار، لإنقاذِ العراق وشعبه، ويدعو كافة القوى لتكونَ على مستوى تحقيق طموحات وتطلعات الشعب العراقي الصابر.
يدعو المجلس الوطني للمعارضةِ العراقيةِ المجتمع الدولي ويناشد الاخوة في دول الجوار للإسهامِ في خلاصِ العراق من محنتِهِ وعذابه، انطلاقاً من مبدأ وحدة المصيرِ والدمِ والدينِ والأخوة والمصالح المشتركة.
إنَّ الشعب العراقي سيواجه أقداره بشجاعةٍ وبانضباطيةٍ عاليةٍ، فلكلِ حركةٍ مغزاها ولكلِ كلمةٍ قيمتها.
الرحمةُ لشهداءِ العراق الأبطال أُسودُ الله الذين واجهوا الاحتلال وفي ثورةِ تشرين وجميع الثوراتِ التي سبقتها بتاريخِ العراق، والشفاء للجرحى، والثبات لشعبِنا الثائر في ثورتِهِ السلميةِ حتى النصر.
(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ، وَنَرَاهُ قَرِيبًا).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المجلس الوطني للمعارضة العراقية
١٤ ربيع الأول ١٤٤٥ هجرية . ٢٩ ٩ ٢٠٢٣ ميلادية .
