أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / بنعمة ربنا.. منحة الكورونا ( 1 )

بنعمة ربنا.. منحة الكورونا ( 1 )

بقلم: د. ميلاد فايز موسى

 

العنوان سليم وليس به خطأ مطبعى , يمر العالم اليوم بأخطر تحد صحى فى هذا العقد من الزمن , و دليل الخطورة يتضح من الاجراءات التى تتخذها الحكومات على مستوى العالم , و التطور السريع كل يوم فى تشديد الاجراءات التى لم نكن نتخيل حدوثها , و دعونا لا نتحدث عن خطورة هذه المرحلة , بل نركز سويا فيما داخلها من ” منحة داخل المحنة ” .

الظروف الحالية تدفع كل انسان لأن يخصص وقتا للقضاء مع انسان عزيز عليه لا يراه الا نادرا …. مع نفسه !! , ان ظروف الحياة المتسارعة و لهثنا وراء تحقيق احلامنا قد حرمتنا من أن نخصص وقتا للأنفراد بانفسنا , أن اللحظة التى يجلس فيها الانسان مع نفسه يراقبها ويقيمها هى اللحظة التى يستتحق عليها لقب انسان . و لكى نحقق اكبر قدرا ممكنا من هذا الوقت الثمين يجب ان نستغله فى طرح الاسئلة الصائبة على انفسنا , حياتنا تتغير تماما عندما تتغير نوع الاسئلة التى نسألها لأنفسنا .

السؤال الأول : هل أنا راضى عن حياتى ؟ والى أى مدى ؟ هل حققت ما يجب أن أحققه فى الحياة تبعا لكل المواهب والامكانيات الممنوحة لى ؟ بمعنى اننا فعلا لو قريبين من النهاية هل أنا راضى ؟ . هل حققت المعنى من حياتى ؟ بالتأكيد لى دور وهدف الهى من حياتى , هل وجدته ؟ و قمت به ؟ .

السؤال الثانى : كيف أحب تقييم حياتى ؟ هل بمقدار ما أملك من ممتلكات وأموال بالبنوك ؟ أم بمقدار ما أملك من ذكريات سعيدة عشتها ؟ أو ذكريات سعيدة للأخريين كنت مشاركا وسببا فى تحقيقها ؟ , الفلوس والمقتنيات شئ مهم فى الحياة . و انما لابد أن تكون فى مكانها السليم فى ترتيب قيمنا للحياة , فأولا العلاقة مع الله ثم الصحة ثم علاقاتنا مع الاخريين ثم المال , المال قيمته فى انه احدى الوسائل لتحقيق السعادة و لكنه ليس غاية , عندما نضحى بسعادتنا من أجل المال يكون وقتها لا قيمة له , الانسان الذى كل ثروته فى الحياة مال هو أفقر واحد , لانه يحرم نفسه من السعادة من اجل المال . ركز على السعادة لأن السعادة ليست فيما تمتلك بل ان تستمتع بما تمتلك.

السؤال الثالث : لو منحت حياة جديدة بنفس امكانياتى هذه , ماذا سوف افعل بها ؟ و ماذا سوف احقق ؟ وما الذى يمكننى تحقيقه الان ؟

السؤال الرابع : ماذا لو انتهت ازمة كورونا و منحت سنوات اضافية لحياتى , ماذا سوف أفعل بعد ان واجهت وصارحت نفسى ؟ ما الذى سيتغير بحياتى من اليوم ؟ هل علاقتى بربنا ح تكون أفضل ؟ هل تواصلى مع الأخريين حيكون اصدق و افضل ؟ ما هو الشيئ الاساسى الذى سوف يتغير فى حياتى ؟
فى التنمية الذاتية يوجد تمرين قوى جدا عندما نطبقه يحدث تغييرا كبيرا فى حياتنا:

1- اكتب الاحداث الرئيسية التى مرت بحياتك . و اعمل منها قصة فيلم و امنحه عنوانا .
2- اكتب تكملة الفيلم من اليوم وحتى نهايته كما تتمنى .
3- قم بدور البطولة من اليوم لكى تحقق ما كتبت .

أهتمامنا وتقديرنا للجلوس مع انفسنا و تطبيق ما كتبناه له اثر كبير على حياتنا . و احيانا جلسة صادقة واحدة مع النفس تقوم بتغير كبير فى حياتنا ,

تذكر دائما انك بالنسبة للوحة حياتك و انت لست مجرد فرشاة او الوان , و انما انت بنفسك الفنان . ابدأ بتغيير عاداتك فتتغير حياتك , و بتغيير تفكيرك فيتغير مصيرك . بمواجهة أنفسنا و تقويم ما يجب تقويمه سنجعل من يومنا حلو . و بنعمة ربنا بكرة أحلى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *