أعلنت باريس عن إجرائها تدريبات عسكرية شملت إطلاق صاروخ مجنح قادر على حمل رؤوس نووية، ضمن تنفيذ محاكاة لمهمة ردع نووي، وذلك في وقت يلوح في الأفق سباق تسلح نووي جديد.
وجاء ذلك في مقال نشره موقع شبكة “فوكس نيوز”، واعتبر مؤلفه أن هذه “المهمة الفرنسية الفريدة من نوعها” من شأنها توجيه “رسالة لموسكو” بعد أن علقت، في أعقاب الإعلان الأمريكي، مشاركتها في معاهدة الحد من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عام 1987 وتهدف إلى القضاء على كل الصواريخ الباليستية والمجنحة المطورة من قبل الدولتين ويتراوح مداها بين 500 و5500 كم.
واستغرقت المحاكاة 11 ساعة، اختبر سلاح الجو الفرنسي خلالها المهمة التي شاركت فيها طائرة مقاتلة ذات مهام متعددة من نوع Rafale، وتضمنت محاكاة كل مراحل عملية هجومية بالطائرة، بما فيها طلعات على ارتفاع عال وإعادة التزود بالوقود في الجو، وإطلاق صواريخ مجنحة من طراز ASMP-А.
وأشارت “فوكس نيوز” إلى أن فرنسا تسعى إلى تعزيز برنامجها للردع النووي بشكل كبير، مضيفة أن باريس تنفق سنويا حوالي 4 مليارات دولار لصيانة رؤوسها النووية وعددها 300 قطعة مصممة للإطلاق من الغواصات والطائرات.
ونقل الموقع عن القوات المسلحة الفرنسية قولها إن “تلك الضربات الحقيقية مدرجة في خططنا العسكرية، وتنفذ في فترات منتظمة إلى حد ما، لكنها تبقى نادرة، حيث يتم إطلاق صاروخ حقيقي من دون رأس حربي”.
ولم يوضح الجانب الفرنسي متى نفذت هذه الإطلاقات الصاروخية، لكن الإعلان عنها جاء بعد فترة وجيزة من إعلان الولايات المتحدة انسحابها من معاهدة الصواريخ متذرعة بانتهاك موسكو لها.
وأضافت “فوكس نيوز” في المقال أن “التوتر بين واشنطن وموسكو يثير مخاوف متزايدة في أوروبا”، مشيرة إلى تصريح وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، في مؤتمر صحفي عقدته خلال زيارتها البرتغال مؤخرا، حين قالت: “نحن الأوروبيين لا يمكننا أن نبقى متفرجين عندما يتعلق الأمر بأمننا”.