وسط حالة من التعثر الاقتصادى الدولي، انطلقت أمس اجتماعات المنتدى الاقتصادى العالمى فى منتجع دافوس السويسرى بمشاركة نحو ثلاثة آلاف من زعماء وكبار رجال السياسة والإعلام والمشاهير ورجال الأعمال والنشطاء الاجتماعيين حول العالم، حيث يبحث المشاركون قضايا العولمة والقلق من تزايد الفجوة فى الدخل بين الفقراء والأغنياء بما يزيد المخاطر التى تهدد الاستقرار العالمي.
ويركز المشاركون فى المنتدى العالمى على مدار أربعة أيام على السخط الشعبى وتصاعد النزعة الشعبوية فى مختلف الدول الكبرى.
وفى كلمته أمام المنتدى، دافع الرئيسى الصينى تشى جين بينج عن “العولمة” وأكد أنه لا يوجد أى داع لتحميل العولمة مسئولية كافة الأزمات فى العالم ، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط تعتبر أزمة عالمية إلا أنها ليس لها أى علاقة بانفتاح السوق.
كما حذر من العودة إلى سياسات الحماية التجارية قائلا إنه لن يكون هناك منتصر فى الحرب تجارية.
وشبه الرئيس الصينى الحماية التجارية “بأن يحبس المرء نفسه فى غرفة مظلمة” لكى يحمى نفسه من الخطر ولكن يحرم الغرفة فى الوقت نفسه من “النور والهواء”. وحث دول العالم على ألا تحمى مصالحها الخاصة على حساب مصالح الآخرين.
والطريف أن الرئيس الصينى بدأ كلمته بجملة شهيرة للأديب العالمى تشارلز ديكنز قال فيها “لقد كانت أفضل الأوقات، وكانت أسوأ الأوقات”.
وأشار إلى أن العالم يمر بالكثير من التغيرات، مؤكدا أننا نواجه تحديات عالمية مثل اللاجئين والإرهاب.
يأتى ذلك فى الوقت الذى صدر فيه تقرير للمنتدى الاقتصادى العالمى شمل١٠٣ دول، حيث أشار إلى أن ٥١٪ من هذه الدول سجلت تراجعا فى مؤشر التنمية الشاملة خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك بسبب تزايد الفجوة فى الدخل بين فئات المجتمع، حيث زادت حدة التفاوت فى ٧٧٪من هذه الدول.
ورصدت مؤسسة “برايس ووتر هاوس كوبرز” للاستشارات الإدارية والاقتصادية استطلاعا شمل حوالى ١٤٠٠ مسئول تنفيذى فى مختلف أنحاء العالم، حيث شكك ٤٤٪ منهم فى قدرة العولمة على سد الفجوة بين الفقراء والأغنياء.
وقال بوب موريتس رئيس”برايس ووتر هاوس كوبرز” إن الفشل فى الوصول إلى نمو اقتصادى عالمى تستفيد منه كل قطاعات الشعوب، يؤدى إلى مخاطر كبيرة.
وكانت منظمة أوكسفام الدولية المعنية بمحاربة الفقر فى العالم قد أصدرت أمس الأول تقريرا أشار إلى أن ٨ أشخاص فقط يمتلكون ثروات تعادل ما يملكه حوالى ٣،٦ مليار نسمة يمثلون النصف الأفقر من سكان العالم.
وبحسب تقرير أوكسفام فإن الشركات الكبرى وكبار الأثرياء فى العالم يعمقون الفجوة بين الأغنياء والفقراء من خلال التهرب من سداد الضرائب المستحقة عليهم وخفض أجور العمال واستغلال نفوذهم للتأثير على القرارات الحكومية لصالحهم.