أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الموسوعه الإنسانيه العالمية.. الولايات المتحدة الإنسانية .. من قلب مصر إلى العالم

الموسوعه الإنسانيه العالمية.. الولايات المتحدة الإنسانية .. من قلب مصر إلى العالم

تقدم
النفس الإنسانية فى الأديان والفلسفات العالميه
د / أحمد على عثمان
المحاضر العالمى

من أجل السلام العالمى
من أجل قبول الآخر مع اختلاف اللغه الدين اللون يكون التكامل
مع النفس الإنسانيه الواحدة الموسوعة الإنسانية العالمية
أولأ –
النفس عبارة عن مصطلح ذو طابع ديني وفكرى0 يختلف تعريفه ,وتحديد ماهيته ,في الفكر الديني, والفلسفات المختلفة، ولكن هناك إجماع, على أن النفس عبارة عن ذات قائمة بنفسها، ذات طبيعة معنوية غير ملموسة, ويعتبرها البعض مادة أثيرية أصلية, من الخصائص الفريدة للكائنات الحية, استنادا إلى بعض الفكر الديني والفلسفات المختلفه0
ثانيا:-
النفس مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في عالم الموجودات, وهو أساس الإدراك الوعي والشعور. وأجد أن الفكر الديني بما يحتويه من عقائد له أحقيه الجدارة, في الفكر الإنساني حول ماهية النفس الإنسانية
ثالثا :-
تختلف الروح والجسد عن النفس, حسب الاعتقادات الدينية0 فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين, ويرى البعض الآخر أن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة, ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد.
رابعا :-
أجد جدل في فهم الاعتقاد الديني ,والفلسفات المختلفة, حول النفس, بدءا من تعريفها ومرورا بمنشأها, ووظيفتها, إلى دورها أثناء وبعد الموت0 حيث أن هناك اعتقاد شائع أن النفس استقلالية تامة عن الجسد وليس لها ظهور جسدي أو حسي، ولا يمكن مشاهدة رحيلها0 ويعتقد البعض أن مفارقة الروح للجسد ,هي تعريف للموت0 ويذهب البعض الآخر إلى الاعتقاد, أن النفس تقبض في حالتي الموت والنوم، ففي حالة الموت, تقبض النفس وتنتهي حياة الجسد، وفي حالة النوم تقبض الروح ويظل الجسد حيا.
خامسا:-
عن النفس الإنسانية تحدث علماء الفكر والملل والنحل 0من المصريين القدماء و البوذية , والزردشتية, والهندوسية, والمجوسية واليونان 0 وفلاسفة اليهود والنصارى والمسلمين 0
سادسا :-
لم نقارن بين العقيدة او الشريعه المقارنه فى فهم النص
من فلاسفة اليهود هم من اتبع موسى وآمن باليهودية والتي هي أصل ديني وليس أصل عرقي 0 مثل فيلون السكندرى- فرويد الحاخام موشيه بن ميمون (موسى بن ميمون)
و النصرانية هو الاسم القديم لأتباع المسيح وفلاسفة النصارى منهم على سبيل المثال إغنطيوس –بوليكاربوس – إكليمندس الإسكندرى –
ومفكرى المسلمين أتباع جميع الأنبياء منهم على سبيل المثال لا الحصر الكندى –الفاربى – ابوحيان التوحيدى –ابن سينا –الغزالى –ابن رشد-
سابعا
إن فكرة الإنسان عن ذاته من أهم الصور الذهنية التي تداعب عملياته العقلية
فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق الإنسان من جسم طيني محسوس، ونفخ فيه سر الحياة الأعظم، وهى الروح في مشهد الملائكة الكرام، ثم أنزل الله هذا المخلوق إلى العالم المحسوس، وهو الأرض؛ وذلك ليجد الإنسان من الانسجام مع مكونات هــذا العالم ما يوفي بمعادلة التكليف الكبرى، وقد أكد الله على أن استخلاف هذا المخلوق إنما سيكون في الأرض
قال سبحانه وتعالى :
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ )
(1)النفس الإنسانية عند قدماء المصريين
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ارتبط الفكر الفلسفي لدى قدماء المصريين،فى النفس الإنسانية ارتباطا وثيقا، بمعتقداتهم الدينية. ولقد تأسس المجتمع المصري على مفهوم “المعت” الذي يعني عند قدماء المصريين التوازن والنظام. بين النفس والجسد ، عمليا ودينيا في ذات الوقت. وأكدت النصوص، مثل كتاب الموتى، على فضائل الإحسان وفعل الخير والحكمة والعدالة الاجتماعية والرحمة وحب السعي إلى المعرفة. وكانت لنوايا ورغبات الخير والصلاح نفس أهمية الأعمال الصالحة
الإنسان عند قدماء المصريين
وكان قدماء المصريين يعتقدون بأن الإنسان يتكون من ثلاثة أجزاء: الجسد والروح والنفس. وكان مصير الروح يتحدد بسلوك النفس في الحياة الدنيا؛ حسنا كان أم سيئا. وكانت القرابين والدعوات والصلوات والأحجبة، مما يقرب الإنسان إلى الآلهة.
المعتقدات الدينية لقدماء المصريين للنفس الإنسانية
فإن نفس الإنسان عندهم مكون من 7 أقسام
رين ، هو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد.
سكم ، وتعني حيوية الشمس
با ، وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا و هو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.
كا ، وهو القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الإعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقة كا للجسد.
آخ ، وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد كا و با بعد الموت
آب ، وهو “قطرة من قلب الأم”
شوت أو خيبيت وهو ضل الإنسان
2-النفس الإنسانية عند البراهمة الهندوسية
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الجيفا Jiva في الهندوسية مرادفا لمفهوم النفس وهي حسب المعتقد الهندوسي الكينونة الخالدة للكائنات الحية وهناك مصطلح هندوسي آخر ويدعى مايا وتعريفها كقيمة جسدية و معنوية مؤقتة وليست خالدة ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية و المايا شبيه بمفهوم النفس في بعض الديانات الأخرى وإستنادا على هذا فإن الجيفا ليست مرتبطة بالجسد أو أي قيمة أرضية ولكنها في نفس الوقت أساس الكينونة
ينشأ الجيفا من عدة تناسخات من المعادن إلى النباتات إلى مملكة الحيوانات ويكون الكارما عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل إليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة موشكا والتي هي شبيهة نوعا ما بمرحلة النيرفانا في البوذية
هناك مصطلح آخر في الهندوسية قريب من مفهوم النفس وهي أتمان Atman وتعريفه بالجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان ويعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة ويمكن اعتبار أتمان كجزء من البراهما (الخالق الأعظم) داخل كل إنسان.
3-النفس الإنسانية عند الزردشتيه
الزاردشتية تقسم النفس البشرية إلى قسمين ما دام الإنسان دون الكمال فهو أيضاً دون النقاء
1 . سبتامينو ( القوة المقدسة “ الطاقة المدركة” “أنا العليا”.تدعم هذه القوة سبع فضائل عليا “ الحكمة و الشجاعة و العفة و العمل و الإخلاص و الأمانة و الكرم هذه الفضائل بمثابة الملائكة تدفع هذه الفضائل القوة المقدسة النفس البشرية إلى الخير و النور والحياة والحق
2 . أنكرة مينوا : “القوة الخبيثة “ “ الطاقة غير المدركة” الخافية بمفهوم يونغ . وتساند هذه القوة سبع رذائل هي النفاق و الخديعة و الخيانة والجبن والبخل والظلم وإزهاق الروح وهي بمثابة شياطين . وتدفع هذه القوة الخبيثة المتكونة من النقص في النفس البشرية إلى الشر والظلام و الموت و الخداع ، ويبقى هذا الصراع قائماً بين هاتين القوتين داخل النفس البشرية إلى أن يصل الإنسان إلى النقاء ،
يقول زرادشت في الأفستا ، (منذ البدء أعلن الروحان التوأم عن طبيعتهما –الطيب و الشرير –بالفكر والكلمة و الفعل –بينها يختار الرجل الحكيم جيداً و لا يفعل هكذا الأحمق ”
و حثت الزرادشتيه الإنسان إلى معرفة نفسه ليصل إلى ذاته ودعته أن يتوحد فكره وقوله وفعله ( مينش ، كونش ، كونيش )) يعنى الفكر الصادق و القول الطيب و العمل الصالح هي أمهات الفضائل التي تخرج الإنسان عن انفصامه وتوصله لذاته .
يقول زردشت (عالماً أنك الحق و أنك مع العقل النير . هكذا أراك و أرى أيضاً أن الرب الحكيم بالغ العظمة له العرش و القصاص ، بهذا القول من أفواهنا ، سنحول البشر من فرائس للشر إلى كائنات عظيمة.)
4-النفس الإنسانية عند البوذية
تعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة، “الرجل المتيقّظ” وتترجم أحيانا بكلمة المستنير.
فى نظر العقيدة البوذية فإن كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير باستمرار وإن الاعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة النفس هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي و اجتماعي و سياسي .
وترى البوذية أن الكائنات تنقسم إلى خمس مفاهيم: الهيئة الجسمانية، الحواس الإدراك ، الكارما ، و الضمير وهذه الأجزاء يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم النفس وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم، وهو معرض بالتالي للـ”لا-استمرارية” وعدم التواصل، يبقى الإنسان يتحول مع كل لحظة جديدة، رغم اعتقاده أنه لا يزال كما هو وإنه من الخطأ التصور بوجود “أنا ذاتية”، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.
عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس ، الإدراك ، الكارما و الضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث و حالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل) ويسمي البوذيون هذا الهدف النيرفانا ترفض البوذية الفكرة القائلة بأن هذه الأقسام -أو المفاهيم-، يمكن اعتبارها كينونة موحدة ونفسا قائمة بذاتها (أتمان)، وتعتبر أنه من الخطأ التصور بوجود “أنا ذاتية”، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون.
يعتقد بوذا أن عقيدة كهذه يمكن أن تؤدي إلى الأنانية، فتنجم عنها الرغبة التي تولد الآلام. وعليه فقد قام بتعليم عقيدة الـ”لا-أنا” (أناتمان).
يقول بوذا أن الكينونة تحددها ثلاثة عناصر: (أناتمان) – (أنيتيا) – (دوكا).
أوجبت عقيدة الـ”لا-أنا” على بوذا أن يعيد شرح التصور الهندوسي لدورة الحياة والتناسخ ، فكانت عقيدة “التوالُد المُحدَد” (المشروط)، وتتلخص الفكرة في أن مجموعة من الأحداث الدورية -تكرر مع كل دورة جديدة، وهي اثني عشر عاملا يرتبط كل منها بالآخر، هي التي تساهم في الظروف التي تولد الآلام وليس “الأنا الذاتية”، بما أنه نفى وجودها
إن تسلسل هذه الأحداث يُبيّن كيف تنشأ انطلاقا من الجهلِ تركيبات نَفسانية والتي تصبح بدورها المُسببات التي تؤدي إلى تشغيل الحواس والوظائف العقلية. ومن هنا يتولد الإحساس المسئول عن الشعور بالرغبة والتعلق بالحياة.
تقوم هذا السلسلة بتفعيل وتشغيل عملية التناسخ، فتنطلق دورة تتجدد باستمرار، حياة فشيخوخة فموت. عن طريق هذه السلسلة من الأسباب تنشأ علاقة بين الكينونة الآنية والكينونة الآتية0
5-النفس الإنسانية في الكونفوشيوسة
أما رسالة كونفوشيوس فكانت رسالة تجديدية إصلاحية في الصين، وقد جاء فلسفه كونفوشيوس لتحيي التعاليم القديمة التي جاءت في الرسالة العامة المفصلة الكبرى التي سبقته، فكانت شريعة كونفوشيوس تركز في أحكامها وأوامرها ووصاياها على الإصلاح في نظام النفس بتبني الفضيلة والسلوك الإنساني الراقي0
وقد وضع كونفوشيوس المعرفة وعدم التفريق بين الناس في التعلم من أهم آلياته الدعوية لرسالته.
من أقواله المأثورة: (يجب أن تزول الاختلافات الطبقية في التعليم, وإنني أرفض قط تعليم أي فرد حتى إن وفد إلىّ على الأقدام وليس لديه ما يقدمه لنا).
يتلخص مذهب كونفشيوس في منهج عيش الرجل النبيل أو الأرستقراطي أو المثل الأعلى – أي أنه شغل بسلوك الشخص وأفعاله, فاهتم بالنفس الإنسانية وإصلاحها من اضطراب العالم وتعاسته0 وأراد أن يحمل الناس الأخلاق النبيلة رغبة في إيجاد عالم فاضل. لذلك حاول أن ينظم السلوك إلى درجة تفوق المألوف وأن يدير القواعد السليمة لكل مناسبة من مناسبات الحياة, وكانت صورة السيد المهذب الذي يهتم بالشئون العامة والذي يأخذ نفسه بالأديب الصارم هي المثل الأعلى.
بالاطلاع على ما تبقى من نصوص الديانات الشرقية، نتبين أن رسالات الديانة الشرقية لم تختلف في الإطار العام لنوعية الرسالات الإلهية الواردة في الكتب السماوية ، نرى أن هناك ثلاث رسائل إلهية عامة مفصلة كبرى، واحدة في الهند وهي البرهمية، وواحدة في الصين والتي جاء بها كونفوشيوس لإحيائها وتجديدها، وواحدة في إيران وهي الزرادشتية، فقد حوت كل رسالة من هذه الرسالات على عدة موضوعات شاملة عامة مفصلة احتوت على جميع المناحي الدينية والتشريعية والحكمية والسلوكية
وكذلك الإسلام لله وحده، وإصلاح النفس وتهذيبها
أما رسالتا كل من كونفوشيوس وبوذا ، فقد كانتا رسالتين فرعيتين تجديديتين إحيائيتين للرسالات العامة الكبرى التي سبقتهما، فكونفوشيوس عمل على إحياء رسالة:(ياو، وشون) ولم يبدل شعائرها أو أوامرها، وإنما عمل كونفوشيوس على إحياء تعاليمها الأصلية وتنقيتها مما علق بها من خرافات وإضافات أضافها الأتباع من عند أنفسهم، إلا أن رسالة كونفوشيوس ركزت في جانبها الإصلاحي والإحيائي للنفس الإنسانة على إصلاح نظام الحكم وإصلاح القائمين عليه عبر إلزامهم بالفضيلة والخلق الحسن اللذان دعا إليها كونفوشيوس. حيث كان الزمن الذي ظهر فيه كونفوشيوس يعج بالفساد والظلم والطغيان من قبل الحكام لشعوبهم
ولما تعلقت الإرادة الإلهية بجعل الإنسان في الأرض, خفيت حكمة خلق الإنسان على ملائكته, المستغرقين في عبادته, المتمحضين لطاعته, الذين تجردت طبيعتهم عن الشهوة الدافعة, وعن حب المعرفة الذي يمزق في سيره الفاتح حُجُب المجـهول، فيجليه ويكشـف خفاياه.
وقد أودع الله هـذه القوى في الإنسـان، حتى ينجح في المهمة التي أوكلها الله إليه, كما اقتضت عنايته أن تعهده برسالاته المساعدة له على الجمع بين معرفته بربه, وبين شحذ قواه ومداركه ليكتشف مكنونات الكون وقوانينه وطبائع المخلوقات.
فالإنسان جسم محسوس يأكل ويـشرب، ويتعب وينام، وروح تتذوق المعاني والجمال، كما أن الأرض والبحار والجبال والسحاب والأشـجار والطيور والحيوانات و ….إلخ، كل هذه الأشياء هي عناصر العالم المحسوس التي ترسل إشارات لروح الإنسان، مما يُشعر الإنسان باحتياجه للكون المحيط به من الجانب الحسي، وكذلك من الجانب المعنوي.
وفكرة الإنسان عن ذاته بداية الصلاح؛ إذ إنها تعتمد على تجنب الأخطار وتبتعد عن عوامل الإسراف في الذاتية.
فعلى الإنسان أن يجنب نفسه الخطر في وقوع الادعاء، وأن يحترم علاقته مع الغير، فيكون إنسانًا اجتماعيًّا، وأن يضع لنفسه المعايير التي يلتزم بها ولا يحيد عنها مهما ضاقت به السبل؛ فلا تضعف عزيمتك، ولا تستسلم للعوامل الهشة عندما تتعرض لشتى المواقف التي لم تعهدها من قبل.
والذات المرنة تتعامل مع المواقف والخبرات بطواعية لتفهم. والذات الجامدة ترفض أي تغير ولا تعترف بالجديد، ولا تفكر في الحلول البديلة الملائمة.
والواقع أن الشخصية المرنة القوية تحتاج إلى الدعم الذي يجعل صاحبها يتكيف مع المواقف الجديدة ويتقبل الخبرات غير المألوفة عليه بوعي وفكر وإدراك وينتقي منها الملائم ويرفض غير الملائم.
والذات القوية هي التي تتحكم في رغباتها بأن تكون قادرة على التنازل عن ملذَّاتها وانفعالاتها في سبيل ثواب آجل.
ونظرة الإنسان للمستقبل وتحمله للمسئولية، وحسابه لنفسه ـ تغذي مشاعره وتحدد له طرقه ومسالكه؛ فيستمتع بالحياة ويرضى عن عمله، ويتطلع إلى كل ما من شأنه أن يجعله في الصورة والفعل الذي يليق بالإنسان.
إن البحث عن البدائل الغير ملائمة بأن يجد الإنسان مبررًا وبديلاً يعوض به المشكلة أو الخسارة ما هو إلا اختلاق للمعاذير في شكل البراءة الساذجة؛ فهذا نوع مرفوض لا يتغلب عن الصعوبات الحقيقية ويستمر في مجموعة من الأكاذيب يراها حلولاً بديلة، وهي في واقع الأمر لا تغني ولا تسمن من جوع.
إن الهروب من المواجهة والمكاشفة بالحقائق ـ تجنبًا لإثارة المشكلة ـ تجعل صاحبها يعيش في كهف من الغموض يجعله لا يستعذب رؤية ضياء الصراحة ونصاعة الحق.
والتكيف السوي هو الذي يدفع صاحبه لتحقيق المواءمة بين ذاته وذوات الآخرين.
ويتجسد شعور الذات بالغربة عندما يفقد الإنسان التعامل مع الآخرين؛ فلا يستشعر قيمته الحقيقية، ويستشعر الوحدة والعزلة فينسى طبيعة العلاقات الاجتماعية ليشعر بالانهيار والشعور بالعجز وقلة الحيلة وعدم القدرة على التصرف الواعي المتزن.
والإنسان يريد دائمًا أن يكون سعيدًا هادئًا بعيدًا عن المخاطر والمصاعب، وأن يمحو من حياته المخاوف والوساوس، ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر التطلع المستمر نحو النجاح والإنجاز؛ ففيها تحقيق لذاته وتجسيد لشخصيته واعتراف بإمكاناته.
إن الذات التي تفكر في المصلحة الخاصة أو المصلحة المشتركة فإنها تفكر في صفقات مؤقتة ينتهي أمرها إذا ما انتهت هذه المصلحة؛ حيث تبعد بعدها عن المسالك والدروب الأخرى التي تحقق لها مصلحة جديدة.
والذات التي تقع عليها الأشياء عن طريق الآخرين دون أن تشغل نفسها أو تحاول أن تتفاعل مع المواقف ـ تعد نمطًا اتكاليًّا لا يقوى على شيء ويطلب من الآخرين كل شيء.
والذات التي تترك نفسها لتعصف بها رياح المواقف ولا تريد الاعتراض تتحول إلى سلعة تباع وتشترى، تحركها دوافع وحاجات، وتلعب بها الظروف المحيطة.
أما الذات التي تريد أن تحصل على كل شيء مهما كانت الوسيلة ـ فالغاية عندها تبرر الوسيلة ـ تستخدم القوة تارة والدهاء تارة أخرى. فهذه لا تلتزم بالمعايير الخلقية وتشعر بالمعاناة من جراء أفعالها.
وتتأرجح راحة البال بين الحب والكراهية؛ فأسلوب الكراهية يمثل علاقة منفصلة تشيع الفرقة وتؤدي إلى الانعزال، ولا يحظى صاحبها براحة البال، وتؤدي إلى التمزق الداخلي، وهو سلوك سلبي يؤدي إلى فعل الشر.
هذه الذات تظن بالظلم المضغوط يحاول أن ينفس عن نفسه؛ فيفكر في أخذ حقه، فيوسوس له الشيطان بالانتقام من ذلك الذي ضغط عليه وحاول بقدر المستطاع أن يقلل من راحته وينغص عليه عيشه ووقته وسعادته.
وحينما نريد توثيق العلاقة فإنه لابد أن نستدعي رفيق الحب الأمين، وهو الصديق الأوحد الذي يلازم الذوات في الترحال؛ فهو بمثابة الظل الذي لا يفارقه؛ ليعلن له في كل لحظة عن ضرورة أن العشرة لا تهون، وأن راحة البال هي المودة والألفة والتسامح والرحمة والإعراض والبعد عن الانتقام.
إن الذات قد يبكيها الجفاء وضياع العشرة.
والمتأمل لآية التسخير: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ…}. الجاثية: (13).
يعرف حقيقة ذاته، وأن له مجموعة من القدرات عن طريقها يغير، ومن خلالها يوظف ويرقى بنفسه وبمَن حوله.
والذات الواعية هي التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
فقد قال الحق تبارك وتعالى: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ…}. آل عمران: (110).
والذات الغير مطمئنة هي التي تتصف سلبيًّا بالضعف أمام رغباتها ودوافعها الغريزية في مواجهه خطر الشهوة. وكثيرًا ما يسبب للإنسان متاعب؛ لأنه ينساق وراء الشهوة وما يصاحبها من ماديات؛ فلا يفكر في الآخر، ويقع فريسة لهذه الشهوة، ولكن الله لا يعاملنا بما لا نستطيع تحمله أو ما لا نستطيع الوقاية منه أو الوفاء به؛ فمعاملة الخالق معاملة تتصف بالرحمة. قال تعالى:
{…وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}.النساء: (28).
وقال جل شأنه: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا…}. البقرة: (286).
ولقد تناول دستورنا الذات الإنسانية تناولاً تكامليًّا، وقد وصف القرآن أن الإنسان صاحب النفس المطمئنة هو الذي يمزج بين طاقاته كلها، ويعمل على ربطها بحيث تجعل الإنسان الفرد بمثابة طاقة متسقة وفعالة؛ فهي قوة دافعة إلى الأمام.
وهذه الذات لابد على الإنسان أن يكشف عن طريق معرفتها ماهيتها ويرقى على ضوء هذه المعرفة إلى أن يستشف جوهر هذه المعرفة، وهي البصمة المشرقة التي وهبها الله لنا؛ فنراه يبحث وينقب عنها؛ ليحاول أن يعرف خفاياها وأسرارها؛ فهي لغز من الألغاز.
قال تعالى:{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}. الذاريات: (21).
والذات سرها في داخلها، وداخلها في ذاتها، وذاتها من جوهرها، وجوهرها من نفسها، وهذه النفس تمثل خير ما فينا؛ فهي بمعنى تمثل الروح والعقل والخيال والذوق واللمس والقلب.
وذاتنا الداخلية قد ترانا ولا نراها، ومطلوب منّا أن نراها ونسبح في ظاهرها وفي الجسم والعين والأذن واللسان، وداخلها سر من أسرار الوجود ننقاد إليه طوعًا أو كرهًا، ونعيش معها إما عن طريق الغموض وراء المادة أو الوضوح أمام حقائق هذه الذات المقدرة من القادر بقدرته، ودونت منذ الأزل حتى تنمو وترتفع إلى الملكوت الأعلى فتعود إلى الله سامعة لنداء الحق:
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي}. الفجر: (27: 30).
والخلود من أهم الموضوعات التي يتفكر فيها مَن يؤمن بالله تبارك وتعالى؛ فخلق الله للحياة الأبدية في الجنة
اللهم حسن ذات بيننا واجمع شملنا وانصرنا ولا تنصر علينا يارب سعادة الدارين لجميع الإنسانيه
إن فكرة الإنسان عن ذاته من أهم الصور الذهنية التي تداعب عملياته العقلية
فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق الإنسان من جسم طيني محسوس، ونفخ فيه سر الحياة الأعظم، وهى الروح في مشهد الملائكة الكرام، ثم أنزل الله هذا المخلوق إلى العالم المحسوس، وهو الأرض؛ وذلك ليجد الإنسان من الانسجام مع مكونات هــذا العالم ما يوفي بمعادلة التكليف الكبرى، وقد أكد الله على أن استخلاف هذا المخلوق إنما سيكون في الأرض ،
قال سبحانه وتعالى :
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ )
(1)النفس الإنسانية عند قدماء المصريين
ارتبط الفكر الفلسفي لدى قدماء المصريين،فى النفس الإنسانية ارتباطا وثيقا، بمعتقداتهم الدينية. ولقد تأسس المجتمع المصري على مفهوم “المعت” الذي يعني عند قدماء المصريين التوازن والنظام. بين النفس والجسد ، عمليا ودينيا في ذات الوقت. وأكدت النصوص، مثل كتاب الموتى، على فضائل الإحسان وفعل الخير والحكمة والعدالة الاجتماعية والرحمة وحب السعي إلى المعرفة. وكانت لنوايا ورغبات الخير والصلاح نفس أهمية الأعمال الصالحة
الإنسان عند قدماء المصريين
وكان قدماء المصريين يعتقدون بأن الإنسان يتكون من ثلاثة أجزاء: الجسد والروح والنفس. وكان مصير الروح يتحدد بسلوك النفس في الحياة الدنيا؛ حسنا كان أم سيئا. وكانت القرابين والدعوات والصلوات والأحجبة، مما يقرب الإنسان إلى الآلهة.
المعتقدات الدينية لقدماء المصريين للنفس الإنسانية
فإن نفس الإنسان عندهم مكون من 7 أقسام
رين ، هو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد.
سكم ، وتعني حيوية الشمس
با ، وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا و هو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.
كا ، وهو القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الإعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقة كا للجسد.
آخ ، وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد كا و با بعد الموت
آب ، وهو “قطرة من قلب الأم”
شوت أو خيبيت وهو ضل الإنسان
2-النفس الإنسانية عند البراهمة الهندوسية
الجيفا Jiva في الهندوسية مرادفا لمفهوم النفس وهي حسب المعتقد الهندوسي الكينونة الخالدة للكائنات الحية وهناك مصطلح هندوسي آخر ويدعى مايا وتعريفها كقيمة جسدية و معنوية مؤقتة وليست خالدة ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية و المايا شبيه بمفهوم النفس في بعض الديانات الأخرى وإستنادا على هذا فإن الجيفا ليست مرتبطة بالجسد أو أي قيمة أرضية ولكنها في نفس الوقت أساس الكينونة
ينشأ الجيفا من عدة تناسخات من المعادن إلى النباتات إلى مملكة الحيوانات ويكون الكارما عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل إليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة موشكا والتي هي شبيهة نوعا ما بمرحلة النيرفانا في البوذية
هناك مصطلح آخر في الهندوسية قريب من مفهوم النفس وهي أتمان Atman وتعريفه بالجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان ويعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة ويمكن اعتبار أتمان كجزء من البراهما (الخالق الأعظم) داخل كل إنسان.
3-النفس الإنسانية عند الزردشتيه
الزاردشتية تقسم النفس البشرية إلى قسمين ما دام الإنسان دون الكمال فهو أيضاً دون النقاء
1 . سبتامينو ( القوة المقدسة “ الطاقة المدركة” “أنا العليا”.تدعم هذه القوة سبع فضائل عليا “ الحكمة و الشجاعة و العفة و العمل و الإخلاص و الأمانة و الكرم هذه الفضائل بمثابة الملائكة تدفع هذه الفضائل القوة المقدسة النفس البشرية إلى الخير و النور والحياة والحق
2 . أنكرة مينوا : “القوة الخبيثة “ “ الطاقة غير المدركة” الخافية بمفهوم يونغ . وتساند هذه القوة سبع رذائل هي النفاق و الخديعة و الخيانة والجبن والبخل والظلم وإزهاق الروح وهي بمثابة شياطين . وتدفع هذه القوة الخبيثة المتكونة من النقص في النفس البشرية إلى الشر والظلام و الموت و الخداع ، ويبقى هذا الصراع قائماً بين هاتين القوتين داخل النفس البشرية إلى أن يصل الإنسان إلى النقاء ،
يقول زرادشت في الأفستا ، (منذ البدء أعلن الروحان التوأم عن طبيعتهما –الطيب و الشرير –بالفكر والكلمة و الفعل –بينها يختار الرجل الحكيم جيداً و لا يفعل هكذا الأحمق ”
و حثت الزرادشتيه الإنسان إلى معرفة نفسه ليصل إلى ذاته ودعته أن يتوحد فكره وقوله وفعله ( مينش ، كونش ، كونيش )) يعنى الفكر الصادق و القول الطيب و العمل الصالح هي أمهات الفضائل التي تخرج الإنسان عن انفصامه وتوصله لذاته .
يقول زردشت (عالماً أنك الحق و أنك مع العقل النير . هكذا أراك و أرى أيضاً أن الرب الحكيم بالغ العظمة له العرش و القصاص ، بهذا القول من أفواهنا ، سنحول البشر من فرائس للشر إلى كائنات عظيمة.)
4-النفس الإنسانية عند البوذية
تعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة، “الرجل المتيقّظ” وتترجم أحيانا بكلمة المستنير.
فى نظر العقيدة البوذية فإن كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير باستمرار وإن الاعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة النفس هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي و اجتماعي و سياسي .
وترى البوذية أن الكائنات تنقسم إلى خمس مفاهيم: الهيئة الجسمانية، الحواس الإدراك ، الكارما ، و الضمير وهذه الأجزاء يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم النفس وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم، وهو معرض بالتالي للـ”لا-استمرارية” وعدم التواصل، يبقى الإنسان يتحول مع كل لحظة جديدة، رغم اعتقاده أنه لا يزال كما هو وإنه من الخطأ التصور بوجود “أنا ذاتية”، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.
عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس ، الإدراك ، الكارما و الضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث و حالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل) ويسمي البوذيون هذا الهدف النيرفانا ترفض البوذية الفكرة القائلة بأن هذه الأقسام -أو المفاهيم-، يمكن اعتبارها كينونة موحدة ونفسا قائمة بذاتها (أتمان)، وتعتبر أنه من الخطأ التصور بوجود “أنا ذاتية”، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون.
يعتقد بوذا أن عقيدة كهذه يمكن أن تؤدي إلى الأنانية، فتنجم عنها الرغبة التي تولد الآلام. وعليه فقد قام بتعليم عقيدة الـ”لا-أنا” (أناتمان).
يقول بوذا أن الكينونة تحددها ثلاثة عناصر: (أناتمان) – (أنيتيا) – (دوكا).
أوجبت عقيدة الـ”لا-أنا” على بوذا أن يعيد شرح التصور الهندوسي لدورة الحياة والتناسخ ، فكانت عقيدة “التوالُد المُحدَد” (المشروط)، وتتلخص الفكرة في أن مجموعة من الأحداث الدورية -تكرر مع كل دورة جديدة، وهي اثني عشر عاملا يرتبط كل منها بالآخر، هي التي تساهم في الظروف التي تولد الآلام وليس “الأنا الذاتية”، بما أنه نفى وجودها
إن تسلسل هذه الأحداث يُبيّن كيف تنشأ انطلاقا من الجهلِ تركيبات نَفسانية والتي تصبح بدورها المُسببات التي تؤدي إلى تشغيل الحواس والوظائف العقلية. ومن هنا يتولد الإحساس المسئول عن الشعور بالرغبة والتعلق بالحياة.
تقوم هذا السلسلة بتفعيل وتشغيل عملية التناسخ، فتنطلق دورة تتجدد باستمرار، حياة فشيخوخة فموت. عن طريق هذه السلسلة من الأسباب تنشأ علاقة بين الكينونة الآنية والكينونة الآتية0
5-النفس الإنسانية في الكونفوشيوسة
أما رسالة كونفوشيوس فكانت رسالة تجديدية إصلاحية في الصين، وقد جاء فلسفه كونفوشيوس لتحيي التعاليم القديمة التي جاءت في الرسالة العامة المفصلة الكبرى التي سبقته، فكانت شريعة كونفوشيوس تركز في أحكامها وأوامرها ووصاياها على الإصلاح في نظام النفس بتبني الفضيلة والسلوك الإنساني الراقي0
وقد وضع كونفوشيوس المعرفة وعدم التفريق بين الناس في التعلم من أهم آلياته الدعوية لرسالته.
من أقواله المأثورة: (يجب أن تزول الاختلافات الطبقية في التعليم, وإنني أرفض قط تعليم أي فرد حتى إن وفد إلىّ على الأقدام وليس لديه ما يقدمه لنا).
يتلخص مذهب كونفشيوس في منهج عيش الرجل النبيل أو الأرستقراطي أو المثل الأعلى – أي أنه شغل بسلوك الشخص وأفعاله, فاهتم بالنفس الإنسانية وإصلاحها من اضطراب العالم وتعاسته0 وأراد أن يحمل الناس الأخلاق النبيلة رغبة في إيجاد عالم فاضل. لذلك حاول أن ينظم السلوك إلى درجة تفوق المألوف وأن يدير القواعد السليمة لكل مناسبة من مناسبات الحياة, وكانت صورة السيد المهذب الذي يهتم بالشئون العامة والذي يأخذ نفسه بالأديب الصارم هي المثل الأعلى.
بالاطلاع على ما تبقى من نصوص الديانات الشرقية، نتبين أن رسالات الديانة الشرقية لم تختلف في الإطار العام لنوعية الرسالات الإلهية الواردة في الكتب السماوية ، نرى أن هناك ثلاث رسائل إلهية عامة مفصلة كبرى، واحدة في الهند وهي البرهمية، وواحدة في الصين والتي جاء بها كونفوشيوس لإحيائها وتجديدها، وواحدة في إيران وهي الزرادشتية، فقد حوت كل رسالة من هذه الرسالات على عدة موضوعات شاملة عامة مفصلة احتوت على جميع المناحي الدينية والتشريعية والحكمية والسلوكية
وكذلك الإسلام لله وحده، وإصلاح النفس وتهذيبها
أما رسالتا كل من كونفوشيوس وبوذا ، فقد كانتا رسالتين فرعيتين تجديديتين إحيائيتين للرسالات العامة الكبرى التي سبقتهما، فكونفوشيوس عمل على إحياء رسالة:(ياو، وشون) ولم يبدل شعائرها أو أوامرها، وإنما عمل كونفوشيوس على إحياء تعاليمها الأصلية وتنقيتها مما علق بها من خرافات وإضافات أضافها الأتباع من عند أنفسهم، إلا أن رسالة كونفوشيوس ركزت في جانبها الإصلاحي والإحيائي للنفس الإنسانة على إصلاح نظام الحكم وإصلاح القائمين عليه عبر إلزامهم بالفضيلة والخلق الحسن اللذان دعا إليها كونفوشيوس. حيث كان الزمن الذي ظهر فيه كونفوشيوس يعج بالفساد والظلم والطغيان من قبل الحكام لشعوبهم
والواقع المشاهد
لما تعلقت الإرادة الإلهية بجعل الإنسان في الأرض, خفيت حكمة خلق الإنسان على ملائكته, المستغرقين في عبادته, المتمحضين لطاعته, الذين تجردت طبيعتهم عن الشهوة الدافعة, وعن حب المعرفة الذي يمزق في سيره الفاتح حُجُب المجـهول، فيجليه ويكشـف خفاياه.
وقد أودع الله هـذه القوى في الإنسـان، حتى ينجح في المهمة التي أوكلها الله إليه, كما اقتضت عنايته أن تعهده برسالاته المساعدة له على الجمع بين معرفته بربه, وبين شحذ قواه ومداركه ليكتشف مكنونات الكون وقوانينه وطبائع المخلوقات.
فالإنسان جسم محسوس يأكل ويـشرب، ويتعب وينام، وروح تتذوق المعاني والجمال، كما أن الأرض والبحار والجبال والسحاب والأشـجار والطيور والحيوانات و ….إلخ، كل هذه الأشياء هي عناصر العالم المحسوس التي ترسل إشارات لروح الإنسان، مما يُشعر الإنسان باحتياجه للكون المحيط به من الجانب الحسي، وكذلك من الجانب المعنوي.
وفكرة الإنسان عن ذاته بداية الصلاح؛ إذ إنها تعتمد على تجنب الأخطار وتبتعد عن عوامل الإسراف في الذاتية.
فعلى الإنسان أن يجنب نفسه الخطر في وقوع الادعاء، وأن يحترم علاقته مع الغير، فيكون إنسانًا اجتماعيًّا، وأن يضع لنفسه المعايير التي يلتزم بها ولا يحيد عنها مهما ضاقت به السبل؛ فلا تضعف عزيمتك، ولا تستسلم للعوامل الهشة عندما تتعرض لشتى المواقف التي لم تعهدها من قبل.
والذات المرنة تتعامل مع المواقف والخبرات بطواعية لتفهم. والذات الجامدة ترفض أي تغير ولا تعترف بالجديد، ولا تفكر في الحلول البديلة الملائمة.
والواقع أن الشخصية المرنة القوية تحتاج إلى الدعم الذي يجعل صاحبها يتكيف مع المواقف الجديدة ويتقبل الخبرات غير المألوفة عليه بوعي وفكر وإدراك وينتقي منها الملائم ويرفض غير الملائم.
والذات القوية هي التي تتحكم في رغباتها بأن تكون قادرة على التنازل عن ملذَّاتها وانفعالاتها في سبيل ثواب آجل.
ونظرة الإنسان للمستقبل وتحمله للمسئولية، وحسابه لنفسه ـ تغذي مشاعره وتحدد له طرقه ومسالكه؛ فيستمتع بالحياة ويرضى عن عمله، ويتطلع إلى كل ما من شأنه أن يجعله في الصورة والفعل الذي يليق بالإنسان.
إن البحث عن البدائل الغير ملائمة بأن يجد الإنسان مبررًا وبديلاً يعوض به المشكلة أو الخسارة ما هو إلا اختلاق للمعاذير في شكل البراءة الساذجة؛ فهذا نوع مرفوض لا يتغلب عن الصعوبات الحقيقية ويستمر في مجموعة من الأكاذيب يراها حلولاً بديلة، وهي في واقع الأمر لا تغني ولا تسمن من جوع.
إن الهروب من المواجهة والمكاشفة بالحقائق ـ تجنبًا لإثارة المشكلة ـ تجعل صاحبها يعيش في كهف من الغموض يجعله لا يستعذب رؤية ضياء الصراحة ونصاعة الحق.
والتكيف السوي هو الذي يدفع صاحبه لتحقيق المواءمة بين ذاته وذوات الآخرين.
ويتجسد شعور الذات بالغربة عندما يفقد الإنسان التعامل مع الآخرين؛ فلا يستشعر قيمته الحقيقية، ويستشعر الوحدة والعزلة فينسى طبيعة العلاقات الاجتماعية ليشعر بالانهيار والشعور بالعجز وقلة الحيلة وعدم القدرة على التصرف الواعي المتزن.
والإنسان يريد دائمًا أن يكون سعيدًا هادئًا بعيدًا عن المخاطر والمصاعب، وأن يمحو من حياته المخاوف والوساوس، ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر التطلع المستمر نحو النجاح والإنجاز؛ ففيها تحقيق لذاته وتجسيد لشخصيته واعتراف بإمكاناته.
إن الذات التي تفكر في المصلحة الخاصة أو المصلحة المشتركة فإنها تفكر في صفقات مؤقتة ينتهي أمرها إذا ما انتهت هذه المصلحة؛ حيث تبعد بعدها عن المسالك والدروب الأخرى التي تحقق لها مصلحة جديدة.
والذات التي تقع عليها الأشياء عن طريق الآخرين دون أن تشغل نفسها أو تحاول أن تتفاعل مع المواقف ـ تعد نمطًا اتكاليًّا لا يقوى على شيء ويطلب من الآخرين كل شيء.
والذات التي تترك نفسها لتعصف بها رياح المواقف ولا تريد الاعتراض تتحول إلى سلعة تباع وتشترى، تحركها دوافع وحاجات، وتلعب بها الظروف المحيطة.
أما الذات التي تريد أن تحصل على كل شيء مهما كانت الوسيلة ـ فالغاية عندها تبرر الوسيلة ـ تستخدم القوة تارة والدهاء تارة أخرى. فهذه لا تلتزم بالمعايير الخلقية وتشعر بالمعاناة من جراء أفعالها.
وتتأرجح راحة البال بين الحب والكراهية؛ فأسلوب الكراهية يمثل علاقة منفصلة تشيع الفرقة وتؤدي إلى الانعزال، ولا يحظى صاحبها براحة البال، وتؤدي إلى التمزق الداخلي، وهو سلوك سلبي يؤدي إلى فعل الشر.
هذه الذات تظن بالظلم المضغوط يحاول أن ينفس عن نفسه؛ فيفكر في أخذ حقه، فيوسوس له الشيطان بالانتقام من ذلك الذي ضغط عليه وحاول بقدر المستطاع أن يقلل من راحته وينغص عليه عيشه ووقته وسعادته.
وحينما نريد توثيق العلاقة فإنه لابد أن نستدعي رفيق الحب الأمين، وهو الصديق الأوحد الذي يلازم الذوات في الترحال؛ فهو بمثابة الظل الذي لا يفارقه؛ ليعلن له في كل لحظة عن ضرورة أن العشرة لا تهون، وأن راحة البال هي المودة والألفة والتسامح والرحمة والإعراض والبعد عن الانتقام.
إن الذات قد يبكيها الجفاء وضياع العشرة.
والمتأمل لآية التسخير: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ…}. الجاثية: (13).
يعرف حقيقة ذاته، وأن له مجموعة من القدرات عن طريقها يغير، ومن خلالها يوظف ويرقى بنفسه وبمَن حوله.
والذات الواعية هي التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
فقد قال الحق تبارك وتعالى: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ…}. آل عمران: (110).
والذات الغير مطمئنة هي التي تتصف سلبيًّا بالضعف أمام رغباتها ودوافعها الغريزية في مواجهه خطر الشهوة. وكثيرًا ما يسبب للإنسان متاعب؛ لأنه ينساق وراء الشهوة وما يصاحبها من ماديات؛ فلا يفكر في الآخر، ويقع فريسة لهذه الشهوة، ولكن الله لا يعاملنا بما لا نستطيع تحمله أو ما لا نستطيع الوقاية منه أو الوفاء به؛ فمعاملة الخالق معاملة تتصف بالرحمة. قال تعالى:
{…وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}.النساء: (28).
وقال جل شأنه: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا…}. البقرة: (286).
ولقد تناول دستورنا الذات الإنسانية تناولاً تكامليًّا، وقد وصف القرآن أن الإنسان صاحب النفس المطمئنة هو الذي يمزج بين طاقاته كلها، ويعمل على ربطها بحيث تجعل الإنسان الفرد بمثابة طاقة متسقة وفعالة؛ فهي قوة دافعة إلى الأمام.
وهذه الذات لابد على الإنسان أن يكشف عن طريق معرفتها ماهيتها ويرقى على ضوء هذه المعرفة إلى أن يستشف جوهر هذه المعرفة، وهي البصمة المشرقة التي وهبها الله لنا؛ فنراه يبحث وينقب عنها؛ ليحاول أن يعرف خفاياها وأسرارها؛ فهي لغز من الألغاز.
قال تعالى:{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}. الذاريات: (21).
والذات سرها في داخلها، وداخلها في ذاتها، وذاتها من جوهرها، وجوهرها من نفسها، وهذه النفس تمثل خير ما فينا؛ فهي بمعنى تمثل الروح والعقل والخيال والذوق واللمس والقلب.
وذاتنا الداخلية قد ترانا ولا نراها، ومطلوب منّا أن نراها ونسبح في ظاهرها وفي الجسم والعين والأذن واللسان، وداخلها سر من أسرار الوجود ننقاد إليه طوعًا أو كرهًا، ونعيش معها إما عن طريق الغموض وراء المادة أو الوضوح أمام حقائق هذه الذات المقدرة من القادر بقدرته، ودونت منذ الأزل حتى تنمو وترتفع إلى الملكوت الأعلى فتعود إلى الله سامعة لنداء الحق:
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي}. الفجر: (27: 30).
والخلود من أهم الموضوعات التي يتفكر فيها مَن يؤمن بالله تبارك وتعالى؛ فخلق الله للحياة الأبدية في الجنة
اللهم حسن ذات بيننا واجمع شملنا وانصرنا ولا تنصر علينا يارب سعادة الدارين لجميع الإنسانيه
ملخص المجلد الثانى فى الموسوعة الإنسانيه
النفس الإنسانية في الأديان
1 الدراسات السابقة وبها سبع نقاط
2 سبب اختيار الموضوع وبها سبع نقاط
3 أهمية الموضوع ملخص إلى سبع نقاط
4 هدف الدراسة 0 سبع أهداف
5 منهج البحث ملخص إلى سبع مناهج
6 التزمت فى دراسة البحث سبع نقاط
7 التعرف بمفردات العنوان ملخص إلى سبع نقاط
الفصل الأول : النفس الإنسانية, في الفكر الإنساني عند النحل والملل القديمة

 المبحث الأول – النفس الإنسانية, عند النحل القديمة
 المبحث الثاني –النفس الإنسانية, عند اليونان0
الفصل الثاني : تناول قلمى النفس الإنسانية, في الفكر الإنساني لدى اليهود

 المبحث الأول: أهم مصادر و فرق اليهود فى النفس الإنسانية
 المبحث الثاني : أثر أنبياء بني إسرائيل في النفس الإنسانية
 المبحث الثالث : أراء أهم مفكري اليهود في النفس ألإنسانية
الفصل الثالث : تناول قلمى النفس الإنسانيه في فكر النصارى
 المبحث الأول: النفس الإنسانية فى العهد الجديد
 المبحث الثاني :أهم مذاهب النصارى فى نفس إنسانيه بأم دون أب
 المبحث الثالث : أراء أهم مفكري النصارى في النفس الإنسانية
الفصل الرابع : النفس الإنسانية, في الفكر الإنساني, عند المسلمين
وهو مقسم إلى ثلاث مباحث كالتالي :
 المبحث الأول: فلسفه القران الكريم فى النفس الإنسانية
 المبحث الثاني : آراء أهم مفكري المسلمين في النفس ألإنسانية
 المبحث الثالث : سيكولوجية الدين فى العصر الحالى
ثم الخاتمة متضمنة النتائج والتوصيات- والمراجع- والفهارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *