أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / القرية المصرية

القرية المصرية

بقلم : الدكتور صلاح سلام

 

كنت في صحبة احد الاصدقاء في الطريق الى تقديم العزاء في احد معارفنا واخبرني ان العزاء في وادي الملاك وانه يعرف الطريق وانطلقنا بسيارته ذات الدفع الرباعي قبل الغروب ووصلنا الى وجهتنا وكان الليل قد ارخى سدوله ومشينا في طرق وطرقات ربما لم تمر عليها عجلات الزمن من قبل وفجأة تظهر انوار ومحلات وكوافير ومجموعة من التكاتك لنسأل عن المكان فيتم الوصف بالاشارة الى الترعة وكوبري المشاه واول عمود نور وكان تقريبا هوالاول و الاخير لنتوه في دهاليز طرق زراعية ولاينقذنا الا دليل بسيارة نصف نقل فنصل الى وجهتنا بعد رحلة استغرقت نيف وثلاث ساعات…

وكان حديثنا طوال الطريق هل هذه القرى محسوبة في التعداد ؟ هل يعلمون السكان هنا ان رئيس الدولة الان هو الرئيس السيسي؟ ام انهم مازالوا يعيشون في زمن عبد الناصر….

هل وهل وهل..داعبت خاطري كل هذه الافكار وانا استمع الى سيادة الرئيس وهو يعلن مشروع القرن وهو اعادة صياغة الحياة في كل القرى المصرية على ثلاثة مراحل وفي خلال ثلاث سنوات وهذا يعني تنمية شاملة.. نعم هو مشروع القرن …

فاذا كان الزعيم عبد الناصر استطاع ان يخترق قلوب الملايين بالاصلاح الزراعي ومجانية التعليم الجامعي…فان هذا المشروع الذي يلامس قلوب وحياة البسطاء في كل ربوع مصر سوف يجعل السيسي يعيش في قلوبهم..فكونك تصل الى حياة القرية فتدخل للمواطن مصدر مياة نقية وصرف صحي ورصف طرق ومدرسة محترمة لابنه تخرج منها زويل جديد ووحدة صحية ادمية ترتبط بمشروع التأمين الصحي ومركز شباب يضخ الف محمد صلاح وسوق تجاري ووسيلة مواصلات وخطوط كهرباء..فأنت تبعث الحياة من جديد لهذا الشعب..

فقد عشنا سنوات العقد قبل الماضي وقد كانت كل وسائل الإعلام تقنعنا بان معدل النمو الاقتصادي ارتفع الى 5.5% في حكومة نظيف ولكن المواطن البسيط لم يشعر بشئ قد تحسن فقالوا انتظروا وانتظرنا ولكن الضجيج كان بلاطحين..

والان وبعد مرور عشر سنوات على” الربيع” العربي وقد شاهدنا كل دول المنطقة وما ألت الية وباستثناء تونس التي تحاول ان تتماسك وقد قدمت الحقوق السياسية على غيرها فقد انخفض دخل الفرد18% ومازالت النخب تتصارع على عكس مصر والتي انتهجت طريق دعم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية فزاد معدل دخل الفرد13% واصبحنا لاول مرة في تاريخ مصر لانسمع عن وضع حجر الاساس لمشروع ما وانما نرى افتتاح مشروعات نسمع عنها لاول مرة ..وقد عشنا ردحا من الزمن نسأل هية ثروات مصر بتروح فين ؟وقد كانت المشروعات لاتبارح مكانها والحياة تكاد تكون شبه متوقفة الا مارحم ربي…

اصبحنا اليوم نسأل سؤال مختلف من كثرة مانراه من انجاز على الارض لايمكن ان تخطؤه العين…هوة الريس بيجيب الفلوس دي منين؟

هكذا اصبح المواطن يرى “الطحين”بمعنى انه اصبح يرى على الارض حقائق ونتاج ثرواته وببساطة نقول ان هذا محصلة عمل قيادة راشدة امينة واعدة ومؤمنة بالوطن و تحس بنبض الشارع فكلما يخطر ببالنا فكرة او نتناقش فيها في مجلس الاصدقاء الذي يضم مجموعة من المفكرين والكتاب والفلاسفة.. نجدها بعد ايام اما قيد التنفيذ او يتم الإعلان عن البدأ فيها…

وكنت قد قررت ان اكتب عن مشروع القطار فائق السرعة الذي سيربط البحر الاحمر بالبحر الابيض والذي يعتبر قفز فوق الاحداث وصناعة مستقبل للتجارة والتنقل والحركة قد يجهض مشروعات يفكر فيها الاخرون ..

نعم باعتباره مشروع القرن ..ولكن شدني مشروع تطوير قرى مصر لانه يتقاطع مباشرة مع حياة السواد الاعظم من الشعب اما القطار وطريق الحديد والذي قد يكون بديلا لطريق الحرير عندما يستكمل شرقا مع المملكة السعودية والإمارات وينطلق غربا الى ليبيا وجنوبا الى السودان فافريقيا فهذا يحتاج الى حديث طويل واكثر تفصيلا…

باختصار المكن في مصر اصبح بيطلع قماش ..ودي كانت كلمة الراحل فؤاد المهندس الشهيرة في فيلم عائلة زيزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *