أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / القرآن خاتم الرسالات للناس..بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء

القرآن خاتم الرسالات للناس..بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء

 

الإخوة الأعزاء الكرام لابد من توضيح أهم الحقائق لرسالة القرآن للناس، إنه كتاب إلهي جمع بين دفتيه كافة الكتب والشرائع التي أرسل الله بها رسله عليهم السلام، من نوح وإبراهيم، ويعقوب، ويوسف، وموسى، وعيسى، وخاتم النبين والرسل محمد عليهم جميعا السلام، وأن ما تضمنته جميع الآيات القرآنية رسالة موجهة لكل الناس دون استثناء، وضع الله لهم فيها خارطة تهديهم في حياتهم، وتحصنهم من الوقوع في الضنك والشقاء والعذاب والأحزان، ليعيش الناس جميعاً إخوة متحابين، يتحقق بينهم التعاون لبناء مجتمعات إنسانية، أساسها الرحمة والعدل والإحسان، واحترام حقوق الإنسان وحماية حريته في اختياره للأديان.

ويشترك الجميع في كل المجتمعات لتحقيق السلم الاجتماعي والأمان، ونشر السلام وتأمين أفراده بالاكتفاء الذاتي، حتى لا يبقى فقير أو مسكين أو جوعان في المجتمع الإنساني.

فالكل يساهم في التطوير والتعمير للارتقاء بمستوى المعيشة للإنسان، يحافظون على أوطانهم، ويحمون ثرواتهم، ويحكمون بالعدل والشورى شعوبهم، ويشاركون قياداتهم في صياغة مستقبلهم، معاهدين الله والوطن على حمايته وتقدمه وتطوره.

إضافة إلى ما سبق ولتأكيد أن رسالة الله للناس في القرآن موجهة لكل الناس، دون استثناء لشعب أو طائفة، ولم ويميز الله شعبا من الشعوب إلا بالتقوى، فكلهم عند الله وإمام العدل سواء، وقد اشترط الله سبحانه على من يدخل الإسلام أن يؤمن بكل الرسل والكتب، الذين جاءوا قبل الرسول محمد عليه السلام، لتأكيد وحدة الرسالة، ووحدة الخلق من البشر، حيث جاء في قوله سبحانه في القرآن الكريم وبلغه الرسول للناس بقول الله: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ البقرة (٢٨٥)

وهذه الآية دليل ساطع لا يقبل الشك بأن رسالة الله للناس جميعا، وعليه فلابد من توضيح ذلك المعنى السامي للإخوة المسيحيين، وخاصة التمجيد والتقدير والتكريم لسيدنا عيسى وأمه الصديقة مريم عليهما السلام، وما جاء في حقهما من تكريم واحترام وتقديس في الآيات القرآنية.

تلك القضايا قد غابت أو تم تغيبها عن الإخوة المسيحيين الذين يجمعنا بهم إله واحد، ونؤمن بكل الكتب التي أنزلها الله على رسله وأنبيائه عليهم السلام، تلك الحقائق العظيمة تتطلب إلقاء الضوء عليها لإزالة الشكوك، وما ألفه المجرمون لتفريق الأشقاء، والله ولي التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *