أخبار عاجلة
الرئيسية / منوعات / الريشتان الطويلتان “لرستم وسهراب”وليست لأهل البيت!!

الريشتان الطويلتان “لرستم وسهراب”وليست لأهل البيت!!

يونس سليمان الكعبي

 

أن العودة للتاريخ بعقل منفتح غير منغلق يكشف للمرء الكثير مما قد غاب أو يغيب عن ذهنه.

أن واقع الأمر تلك الريشتان اللتان نراهما دائماً ما ،في الصور الحديثة المنتشرة التي يتم تركيبها على الرأس فوق العمامة أو الخوذة الحربية، تم الترويج لها منذ عقود فإذا بها صارت ترفع في البيوت والمساجد..إلخ…بأنها “صور تعود أو تمثل، ابي الفضل العباس والحسين و علي و كل أهل البيت” وهذا غير صحيح البتة، و هم منها براء.

إنما في الحقيقة هي ثقافة فارسية دخيلة وايضا تجارة رائجة تصنع في أصفهان و”ايران” منذ سنوات طوال وتدر ربحاً كبيراً عليهم والمصيبة والطامة و الأطم منها تحولت إلى أشياء مقدسة عند بعض الناس مثل الريشة أو الريشتين من ذيل الديك أو الطاووس! بالاضافة إلى تصدير أشياء اخرى…تصنع في “ايران” و ربما لا يوجد هنالك من يسأل نفسه بنفسه،ولو لمرة واحدة:ما قصة الريشتان هذه وكيف جائت و كيف تم تركيبها على رؤوس وخوذ أهل البيت وهل في الحقيقة أن هذه صورهم ..!؟ و هل يعبد الناس الريشة يوما ما إن هي الأخرى أصبحت مقدسة ولو كانت من ذيل الديك ! بقولهم: نتقرب بها إلى الله زلفى!؟

أن الحقيقة التاريخية تقول أن تلك الريشتان تعودان إلى أساطير الفرس “القديمة” و الحديثة في كتبهم التي تعظم من تاريخ الفرس ولو باستخدام طريق التحريف والتزييف و على سبيل المثال لا الحصر : قصة( رستم وسهراب) أصحاب الريشتين و كيف قتل (الأب رستم) ابنه سهراب ،ممتاز !

إذ أن صور ” اهل البيت” المنتشرة تشبه تماماً صور رجال الأساطير الفرس من حيث الرسم والشكل التي رأيناها في المدارس ومنها أسطورة (رستم وسهراب) لذا نحاول أن نرفق عدداً من الصور في هذا المقال كي يتضح لكم الأمر أكثر و لتعلموا الطريقة الفارسية الخبيثة وكيفية دس السم في العسل! و فن استثارة العواطف واستهداف العقول وتحطيمها (خرافياً) وعقدياً لتمرير مآربهم وخططهم وبسط سيطرتهم من خلال احتلال العقول اولاً والأرض ثانية حتى لو على المدى البعيد! ورأينا ماذا فعلوا في البلاد العربية مؤخراً.

و الدليل على ما نقول ما يلي وهو غيض من فيض : لما كنّا في المدارس: الإبتدائية والمتوسطة ،المدارس “الايرانية” في الأحواز العربية المحتلة ،ندرس باللغة الفارسية قسم ” الأدب الفارسي” و الذي يعتمد في طرحه على الخرافات والأساطير و الطوباوية، طبعا الدراسة العربية كما تعلمون ممنوعة في الأحواز، كانوا يدسون في هذه المادة من تخيلات “الشاهنامة” الكتاب الذي يصف العرب بأبشع و أحقر الأوصاف.
كانوا يضعون صور افتراضية خرافية لشخصيات فارسية ربما ليست موجودة من الأساس، هم من (اختلقوها) و صنعوها من نسيج خيالهم وأظهروها داخل صور ملونة مرسومة بدقة على سبيل المثال، للشخصين الذين ذكرناهما! تظهرهما تلك الصور، تارة في ملاحم بطولية وصراعات مع الحيوانات ومخلوقات لم نرها من قبل ومع الأسود وغيرها من الوحوش ،تظهر أناساً ضخام حاملين السيوف يمتطون الخيول وعليهم ندوب وجروح ، يحملون السهام في اياديهم أو على أكتافهم ونزيف على وجوههم احيانا أو على جباههم، و تارة أخرى يحاربون ( التنين ) ” اژدها” أو مخلوق آخر يشبه الشيطان”إله الشر ” في العقيدة الفارسية القديمة ، بشق فمه إلى شطرين، في سلسلة تراجيدية أسطورية خيالية ليس إلا…. ربما كنّا مستمتعين بالمشاهد و بالنظر للألوان والنيران التي تخرج من افواه تلك الحيوانات ! و عند مشاهدتنا لتلك الصور،كنّا نشعر في عقولنا الطفولية الصغيرة التي لم تنضج بعد ،إلا في مرحلة المتوسطة(كبرنا قليلاً) ما نشاهده و نسمعه من المعلمين الفرس كان ضرباً من الخيال! رجال يضعون فوق رؤسهم “ريشتين طويلتين” و احدهم يصرع التنين بيد واحدة، أو بضربة سيف ،كان يبهرنا ما نرى من ألوان ومجسمات و يشدنا ربما لون الرسم داخل كتاب ” أدبيات فارسى” كأطفال اليوم عندما يشاهدون أفلام الكرتون المختلفة ربما يتمنون لو يصبحون مثلهم اقوياء أو يطيرون ! أي مثل طرزان وگرندايزر وشاكي چان أو ذاك الحصان الذي يطير في السماء بجناحين والطائر الذي يحمل على ظهره إنسان ! من ابداعات مخرجي السينما وليس في المدرسة والجماعة كما تعلمون هم مبدعين في التلفيق والإخراج!

إذ لم نكن نعرف عن اهل البيت العرب إلا القليل القليل وكنا نظن احياناً أن أهل البيت أعاجم!بفضل المعلمين طبعا، لأنهم لم يكونوا يشرحوا لنا التفاصيل ولا يركزون إلا على ما تم وضعهم فيه من قبل” إدارة التربية والتعليم ” لم يشرحون لنا تماماً بالمنطق المقبول عن شجاعة وكرم و انساب ومزايا واخلاق اهل البيت العربية ومنبتهم وقيمهم..إلخ… لذلك كنا نتصور احيانا أنهم على شاكلة صاحبينا “رستم وسهراب” ذو ريش أو الريشتان المختلفة الألوان فوق رؤوسهم في الرسم الذي كان وربما لا يزال تحمله الكتب الفارسية ! تصورنا أن كل رجل منهم طوله مترين و قبضة يديه ليست مثل البشر الآخرين ،فقد كنّا في عمر المراهقة ونعتقد أن ” اهل البيت” اقوياء جداً بل و خارقي القوة ،و أحدهم قادر على أن يقتلع شجرة ضخمة من مكانها بمفرده أو يقسموا التنين أو الوحش الضخم الكاسر إلى نصفين أو قطعتين إن شائوا ذلك و أنه لا يهزمهم أي مخلوق مهما تعاظمت قوته! تأثيرات خرافية لم نكن نشعر بها! إلا لاحقاً، وكان نجاتنا في عروبتنا ومساهمة أهلنا العرب في توعيتنا بما يملكون من وعي،و أغلب الظن أن الفرس يريدون تصوير وتسويق أهل البيت على طريقتهم الفارسية فقط أو على طريقة الفارسي ابن خدكن وابو لؤلؤة وليس على الطريقة العربية التي أنيط بها حمل الرسالة.

أن العرب قديما مثل قوم عاد وطسم وجديس وغيرهم و جرهم و مضر و نزار و وصولا الى ١٤٠٠ عام، بكل فرسانهم ،لا نعتقد بأنهم قد وضعوا يوما ما ،الريش فوق رؤوسهم قط، و أن زي (نبي الرحمة) ومن كان معه من اهل بيته أو من عاصره وحتى كفار قريش كان معروفاً زيهم، الجلباب أو (العمة و العباءة) فما بالكم بالريش الملون فوق الرؤوس! تخيل معي لو أن وقتذاك ابو لهب وضع ريشة على رأسه ودخل بيته لقرعته أم جميل بنفسها،ما الذي تضعه فوق يافوخك يا عبدالعزة!
إذ أن هذه الطقوس و العادات كانت عند الهنود و الإغريق والروم و الفرس، أما عند العرب والإسلام فلا ! إذ لم نجد لها أثراً سوى في مخدات الريش التي تصنعها جدتي وجدادتكم. و نعم قد تطورت الخوذات الحربية في العهود الإسلامية وصنعت من حديد أو نحاس ومنها موجود في المتاحف و كتب على بعضها آيات من الذكر الحكيم ولكن لم نجد أي أثر للريشتان! و لم نسمع أو نشهد في التاريخ العربي القديم أو الحديث أو في الجزيرة العربية عامة،ذكر لهما، لا في كتاب ولا في قصيدة! و ما قد علمناه أن الريش الكبير غالباً ما كان يتم استعماله في الكتابة أو لأغراض أخرى ربما وليس للعقيدة أو الدين وتمييز الرجال و إعطاهم صبغة (ريشية)أقصد دينية!معاذ الله

فإن الريشتان هما (لرستم وسهراب) لا لأهل البيت و أن جدادتنا العربيات يصنعن المخدات من الريش الناعم للطير وليس الريش الكبير لانه قد يخترق قماش المخدة أو يمزق أذنك حين النوم أو يدخل في إحدى عينيك فيجعلك احولاً! أن ديننا بينه الله و رسوله ولسنا بحاجة إلى ريشتين فارسيتن ولا صور من صنع “ساخت ايران” لمعرفة العرب الأوائل أو رجال الأمة الإسلامية،سواءا اهل البيت أو الصحابة،فأنتبه لما يحاك ضدك واعرف عدوك التاريخي تسلم.

ملاحظة:أن كتابتي لهذا الموضوع جائت من منطلق تاريخي وعربي وتراثي وحاولت اختصر الأمر لأنه متشعب ولَم اكتبه من باب “مذهبي” و إنما نظراً لما شاهدته في المدارس الفارسية واحلامهم و أساطيرهم التي اخبلت عقول أكثرهم، أقول و اكرر و أجزم أن كل الصور التي تحملونها بي بيوتكم على أساس إنها صور ” آل البيت” هي من وحي وخيال الفرس وليس للعرب أي يد فيها لا من قريب ولا من بعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *